شنق أم قضاء وقدر؟.. "الفجر" في منزل الطفل المنتحر بالمطرية وأسرته تفجر مفاجأة

حوادث

المنزل
المنزل


في واقعة غريبة من نوعها، أقدم "محمد" طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، بالمطرية، على الانتحار في أثناء تقديمه أحد مقاطع الفيديو على تطبيق "تيك توك" الشهير، لتنتشر الشائعات حول الواقعة الغامضة.

 

وعلى إثر ذلك انتقلت محررتا "الفجر" إلى منزل أسرة الطفل "محمد" للتقصي حول الواقعة والوقوف على حقيقة الأمر.

 

داخل الشقة التي يقطن بها الطفل في أحد أحياء منطقة المطرية؛ التقينا شقيقته والتي أكدت لنا بنبرة يشوبها الحزن أن أخيها توفي من دون سبب، نافية كل ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أما عن تصريحات والدها التي أذاعتها إحدى القنوات الفضائية؛ فنفت أن يكون الصوت منسوبًا لوالدها، متسائلة حول سبب انتشار هذه الأكاذيب في حق شقيقها المتوفي: "حسبي الله ونعم الوكيل لو الموضوع حقيقي كنا أول من رفع قضية على التيك توك".

 

وتروي شقيقة "محمد" أنه كان يجلس في غرفته وعندما دخلنا عليه وجدناه نائمًا واستغرق الأمر ساعات طويلة فحاولنا إيقاظه لنفاجأ بعدم وجود رد.

 

ذكريات حزينة

 

وبصوت مكلوم اختنق من شدة البكاء، استرجعت الشقيقة ذاكرتها إلى الوراء لتؤكد أن أخيها كان عاديًا مثل بقية الأطفال في عُمره، يمتلك الكثير من المواهب أبرزها الغناء والموسيقى والبيانو، كما أنه لم يكن عنيفًا بطبعه بل يميل إلى الهدوء، ويتميز بتفوقه الدراسي.

 

وبعدما أنهينا حديثنا مع أخته الكبرى، توجهنا للحديث مع ابن خالة الطفل المتوفي في الشقة التي تقع أسفل منزلهم بنفس العقار، فرفض التأكيد أو النفي فيما يتعلق بالواقعة، مؤكدًا أنهم ينتظرون نتيجة الطب الشرعي، وأن كل ما يعرفه هو المنظر اللي شاهده لأبيه وهو يحمله راكضًا إلى المستشفى، مؤكدًا أنه لم يلاحظ أي علامات لدماء أو جروح بجسده ووجهه.

 

سخرية من الشائعات

 

واستطرد ساخرًا من الشائعات المتداولة، والتي دلل على أبرزها بأن أحد المواقع الإخبارية نشرت خبرًا أن الطفل من المعادي، وفي أحد التعليقات ادعت إحداهن أنها كانت مع والدة الطفل بالمستشفى وروت لها القصة المزعومة، مستكملًا: "بالعقل كيف لأم في هذه الحالة أن تقف متفرغة لتروي الحادث؟".

 

ونفى أن تكون الصورة المتداولة للطفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على سرير أحد المستشفيات هي صورته الأصلية.

 


 

 

أما عن مداخلة الأب فقال إنه سمع هذا الحديث يتردد داخل المستشفى الحكومي التي ذهبوا بالطفل إليها حول ابنه فرواه في إحدى المداخلات الإذاعية بدون أن يتأكد منهم.

 

وأوضح أن الحقيقة مجهولة حتى تلك اللحظة، خاصة أن أب الطفل منفصل عن والدته.

 

خرجنا من العقار لنلتقي بأحد الشاهدين على الواقعة وهو صاحب محل موبيليا بمنطقة سكن الأسرة، فأخبرنا أنه رأى أسرة الطفل تحمله في فزع، مؤكدًا أنه سمع منهم أنهم رأوه ميتًا فوق سطح المنزل بالدور الخامس، وما أكد له الأمر هو رؤية الجيران له ميتًا على الأرض وحول رقبته حبل.

 

وقال صاحب المحل: إن الطفل كان عاديًا لم يكن انطوائيًا وكان كثير المرح يلعب مع أقرانه في الشارع وكان ولد وحيد ولديه ثلاث شقيقات وكان أصغرهم سنا، أما عن المنزل فهو ملك لعائلته فجده والد والدته هو صاحب العقار وكان حسن السمعة ويشهد لأسرته بالخلق الكريم، وأضاف أنه يتمنى أن يكون فيه توعية من خلال البرامج لهذة الألعاب الخطر التى تهدد أرواح أطفالنا للأسر والأطفال.

 

مصدر أمني

 

وفي إطار ذلك، تواصلنا مع مصدر أمني مسؤول عن متابعة الواقعة، فأكد لنا أن الطفل انتحر بسبب تحدي "الشنق" على "تيك توك" وأنه لقي مصرعه جراء تقليده لأحد الفيديوهات المنتشرة التي يقوم فيها الأشخاص بحيلة عقد ربطة وهمية حول العنق باستخدام قماشة وبمجرد شد الطرفين تنحل العقدة.

 

وأوضح المصدر في تصريح إلى "الفجر" أن الطفل كرر الحيلة عدة مرات أمام والديه وأشقائه بغرض اللعب، وعندما نجحت معه استخدم حبل غسيل في الحيلة كان مخصص لأرجوحة فوق السطح فاختنق وأدى ذلك لكسر أحد أعضاء الرقبة ليفقد الطفل القدرة على النطق او الصراخ ويموت في الحال.

 

وأردف أن أب الطفل لم يكن متواجدًا وقت حدوث الواقعة ولكن تم إبلاغه هاتفيًا، واستكمل قائلا، أن الطفل كان يمارس حياته بشكل طبيعي ولم تظهر عليه أي أعراض للانطوائية بالإضافة لتواجده مع أصدقائه أسفل منزله للعب معهم حتى صباح يوم الواقعة.

 

تفاصيل الواقعة

 

البداية كانت بتلقي ضباط مباحث قسم شرطة المطرية إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بالعثور على جثة طفل مشنوقا داخل منزله بشارع محمد حسن الشحات بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة "م. ع" طفل في بداية العقد الثاني من عمره، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

 

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.