كنيسة بيزنطية في طابا.. كيف تعامل معها صلاح الدين الأيوبي؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


ثارت في الأيام الأخيرة موجه عامة من السخط بين محبي التراث والآثار من ناحية، وبين أهل الديانة المسيحية من ناحية أخرى ضد ما اتخذته الحكومة التركية من قرار بتحويل متحف آيا صوفيا وهو في الأصل كنيسة بيزنطية إلى مسجد تقام في الشعائر.

وتعليقًا على هذا الحدث ساق لنا خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، مثال مشابه لما حدث بتركيا في الآونة الأخيرة والذي أثار العديد من المهتمين بالتراث حول العام، ولكن هذه المرة في مصر، زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي.


وأضاف ريحان في تصريحات إلى الفجر، أن سلاطين المسلمين حافظوا على الكنائس ووظيفتها وضمن تلك الأمثلة كنيسة بيزنطية كشفت عنها حفائر منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية موسم حفائر 1988-1989 داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون في طابا.

وتابع ريحان: قام عالم الآثار البيزنطية الدكتور بيتر جروسمان بعمل مسقط أفقى لها عام 1993 والتأكيد على أنها كنيسة بيزنطية بنقوشها اليونانية ورموزها المسيحية ورسوم الصلبان على جدرانها الباقية حتى الآن ولم يقم القائد صلاح الدين الذى أنشأ قلعته بهذا الموقع لمواجهة أخطار الصليبيين بتحويل هذه الكنيسة إلى مسجد

وأضاف أن السلطان أنشأ مسجدًا داخل الحصن الشمالى لقلعته ليصلى به الجنود وعثر على لوحة تأسيسية باسم بانى هذا المسجد وهو "حسام الدين باجل بن حمدان" وقد أنشئت الكنيسة قبل قدوم صلاح الدين إلى الموقع الذى استخدم حصنًا وفنارًا بيزنطيًا ما يزال حتى الآن بالجزء الجنوبى من القلعة.

وأكد ريحان أن السلطان صلاح الدين هنا احترم الميثاق الذي أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم لنصارى مصر بشكل خاص والعالم بشكل عام ولميحول الكنيسة إلى مسجد رغم وقوعها في قلب الحصن وتركها على حالها.

وأشار ريحان إلى أن تصرف صلاح الدين هنا في منتهى الرقي والتسامح فعلى الرغم من أن الوجود البيزنطي انتهى والكنيسة لم تعد مستخدمه وهي داخل الحصن الذي حوله لقلعة إلا أنه تركها على حالها ولم ينزع حجارتها أو يطمس نقوشها.