ثورة صامتة تكاد تعصف بحزب الله.. سياسيون يكشفون خطر جديد يقترب من إيران

عربي ودولي

حزب الله
حزب الله


ثورة صامتة تكاد تندلع في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في لبنان، بسبب تردي الخدمات المعيشية وارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور، وهو ما يزيد من الضغط على الحزب التابع لإيران، خاصة في ظل العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة.

ولم تعد المناطق ذات الغالبية الشيعية المنتمية إلى "حزب الله"، في مأمن عن الأزمة الحادة التي تعصف بلبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت واحدة منها، فعلى الرغم من عدم ظهور أي ملامح للغضب الشعبي، كقطع الطرقات وإحراق الدواليب، إلا أن هناك مواطنون كثر تحدثون عن غضب مكبوت وثورة صامتة لا يمكن التكهن بتوقيت انفجارها.

تجاوز الطوائف والمذاهب
وحول ذلك، قال المحلل السياسي اللبناني، محمد الرز، أنه عندما اندلعت ثورة 17 أكتوبر في لبنان كان التقييم المباشر لها إنها تجاوزت الطوائف والمذاهب وأسقطت معادلة الممثل الشرعي الوحيد لهذه الطائفة أو تلك، وأكدت الوقائع بعد ذلك ان عروش العصبيات الطائفية تزلزلت، وإذا كان وهج الثورة قد تراجع نسبيا بسبب جائحة كورونا ومسارعة أركان الطبقة الفاسدة لحماية بعضهم البعض وممارسة الضغوط على حكومة الرئيس حسان دياب لعرقلة قراراتها المالية والاصلاحية، إلا أن نار النقمة الشعبية لا زالت تحت الرماد رغم أن تقصيرات عديدة شوهت مسيرة الإصلاحات الحكومية.

وأضاف "الرز"، في تصريح خاص: "مختلف فئات الشعب اللبناني ومنها ما هو محسوب على جمهور حزب الله قد أصبحت تحت خط الفقر في وقت تتزايد فيه عمليات الانتحار بسبب الافقار والبطالة والعوز والمذلة. ولا شك في أن هذا الانهيار طال الجميع، فمن كان يناصر حزب الله كان ينتظر منه حلولا للمأزق المعيشي لكن هذا الأمر لم يتحقق ولا تكفي الشعارات بالصمود والمقاومة لكي تشبع بطنا أو تغني من بطالة".

وبين "الرز"، أن هناك شعورًا عامًا تولد داخل بيئة حزب الله والثنائي الشيعي بأن المحروم هو كل الشعب والحارم هو كل من شارك في السلطة منذ 30 عاما لغاية اليوم، ولذلك فإن كل التوقعات تشير إلى انفجار قريب يشارك فيه الجميع بالتمرد على قرارات احزابهم التي عملت لصالح أجندات خارجية وتقاعست عن تحقيق أي علاج داخلي.

وأوضح المحلل السياسي اللبناني، أن الجمهور الشيعي في لبنان لاحظ كيف أن قياداته تصر على استمرار التحالف مع التيار الوطني الحر رغم كل ما ارتكبه مسؤوليه، وأن هذه القيادات لا تزال تحاور وتتقرب من رؤساء وزراء سابقين وأعوانهم، ممن أكد القضاء اللبناني ضلوعهم بالفساد ونهب المال العام، ما أكد لهم أن مصالح هذه القيادات تطغي على مصلحة الناس والوطن.. أي أن انتفاضة جديدة للشعب اللبناني، وهي باتت قريبة، سوف تطيح بالكثير من المعادلات الموجودة على ساحة العمل السياسي اللبناني".

أوراق حزب الله
من جانبه، قال مصدر لبناني رفض ذكر اسمه، أن حزب الله لديه أوراق كثيرة يلعبها قبل أن نتحدث عن ثورة مثل دفع رواتب بالدولار، وتقديم مساعدات عينية للأسر وخاصة لأسر الشهداء والمتفرغين بالحزب، مثل إسقاط الحكومة وتقطيع الوقت بتأليف حكومة جديدة، مثل نزاع ضيق أو واسع مع إسرائيل، أو الإضاءة على أولوية الملف السوري. والنزاع الداخلي والطائفي دائما حديقة خلفية لكل قوى السلطة.