ما عقوبة التحرش في الإسلام وأسبابه والمسؤول عنه؟.. علماء الدين يجيبون

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


التحرش حرام شرعًا
كبيرة من كبائر الذنوب
ملابس الفتاة ليس مبررًا

دائمًا ما ينتصر الدين الإسلامي، للمرأة بتكريمها، رفض إهانتها، وإيذاها الجسدي أو النفسي، لذا دعم الأزهر الشريف، الفتيات في المطالبة بحقهن، والقصاص من المتحرش المعتدي عليهن دون الاستخفاف بآلامهن وآلام أسرهن، باعتباره حرام شرعًا وكبيرة من كبائر الدنوب مجرمة شرعًا وقانونًا.

واقعة التحرش بعشرات الفتيات
أعيدت جريمة التحرش، للتداول من جديد، عقب تصدر واقعة اتهام شاب يدعى "أ. ب. ز" قائمة "تريندات" موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، بمجرد انتشار تغريدات لفتيات يزعمن تعرضهن للتحرش ومحاولة الابتزاز من الشاب، بحسب زعمهن.

ونجحت أجهزة الأمن في القبض على المتهم بالتحرش بالفتيات، وجار عرضه على جهات التحقيق، في ضوء ما تم تناوله على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدةً المتضررات بضرورة التقدم ببلاغات رسمية بالأضرار التي لحقت بهن للتحقيق فيها.

وأعلنت النيابة العامة أنها تجرى تحقيقاتها مع المتهم، بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه، وحررت محضرًا بواقعة الضبط وعرضته والمتهم على النيابة المختصة، وجارٍ التحقيق معه.

دعم الأزهر للفتيات
ودعمًا لضحايا التحرش الجنسي، أعلن الأزهر الشريف، دعمه الفتيات في المطالبة بحقهن، والقصاص من المتحرش المعتدي عليهن دون الاستخفاف بآلامهن وآلام أسرهن، مع تفعيل قوانين ردع المتحرشين، والداعين لجريمة التحرش بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تزيينها في أعين الشباب بالسلوك أو القول أو العمل.

وتبرأت الجامعة الأمريكية من المتهم بالتحرش، إذ أصدرت بيانا عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أكدت فيه أنه، لم يعد طالبًا لديها، إذ غادرها في العام 2018.

التحرش حرام شرعًا
ويؤكد الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث، أن التحرش حرام شرعًا وكبيرة من كبائر الدنوب مجرمة شرعًا وقانونا ولا تصدر إلا عن أصحاب النفوس المريضة، وقد شددت الأديان كلها والاسلام في مقدمتها النكير والإنكار على هذه الفعلة الشنعاء.

وأضاف "الصاوي"، في تصريحاته الخاصة إلى "الفجر"، أن التحرش قضية معقدة ومركبة تدق ناقوس الخطر وتنبئ عن خلل في منظومة القيم الوطنية المستمدة من قيمنا الدينية وأعرافنا وتقاليدنا، متابعًا، يجب أن تستنفر لها كل الطاقات المجتمعية من النخب والثقافية والدينية والاجتماعية لإخضاعها للبحث والدراسة وتلمس أسبابها ومظاهرها وطرق علاجها على المستوي الفردي والمجتمعي والرسمي والشعبي، وأن يعود مجتمعنا للمصري الحبيب لقيمه العريقة وتقاليده الأصيلة.

المسؤول عن التحرش
وأوضح وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث، أن المسؤول عن وجود مثل الظواهر المجتمعية، الأسرة، التعليم، بعض برامج ووسائط الإعلام، فهذه هي المؤسسات الكبرى التي يتربي فيها المجتمع والشعب، متسائلًا؛ فهل حقا قامت هذه الموسسات منفردة او مجتمعة بالدور المنشود والمطلوب في حماية قيم المجتمع ومنظوماته القيمية والأخلاقية؟.

واستكمل، هل ثمة فلسفة عامة ورؤية عامة توجه عمل هذه المؤسسات المجتمعية وتنظمها في عقد واحد يعكس الثقافة العامة لهذا المحتمع المصري المتدين بفطرته والذي تحتل قضية الأعراض وحمايتها والحفاظ على صيانتها وسلامتها، موقعًا متميزًا في نصوصها المقدسة، ووضعت استراتيجات واضحة لحماية الأعراض وصيانتها وحراسة قيم المجتمع وآدابه.

أصحاب النفوس المريضة
"المتحرش أتي بذنب عظيم وجرم كبير بتعديه على أعراض الناس وانتهاكها وتوعدت شريعة الإسلام المتحرش بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة" حسب أوضح الشيخ صالح محمد عبد الحميد عضو لجنة الفتوى بجامعة الأزهر، متابعًا؛ "الشريعة طالبت ولي الأمر أن يتصدي لهذا الجرم بكل قوة وحسم لأن هذا الفعل لا يصدر إلا من أصحاب النفوس المريضة والأهواء الدنيئة والذين أصبحوا كالبهائم الذين لا هم لهم غير التلطخ والتدنس بأوحال الشهوات بلاضابط إنساني أو عقلي.

وأكد "عبد الحميد"، في تصريحاته الخاصة إلى "الفجر"، أنه حفاظًا على كرامة الأعراض من الانتهاك أو التعرض لها بأي طريقة كانت، توعدت شريعه الإسلام هذا المتحرش بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة قال ربنا في كتابه "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ماكتسبوا فقد احتملوا بهتاتا وإثمًا مبينًا".

ملابس الفتاة ليس مبرر للتحرش
وتابع، يجب علينا كمجتمع مسلم أن نتصدي لهؤلاء دون رحمة أو تبريرات، فتبرير التحرش لفاعله بسبب سلوك الفتاة أو ما ترتديه من ملابس هو هراء وخطأ جسيم وفهم مغلوط، فالملابس ليست مبررًا إطلاقًا للتعدي على خصوصيتها وكرامتها وحريتها.

واختتم عضو لجنة الفتوى بجامعة الأزهر، قائلًا؛ فليعلم المتحرش سواء كان تحرشه عن طريق اللفظ أو الإشارة أو الفعل أنه قد أتى ذنبًا عظيما وجرما شنيعا وكبيرة من كبائر الذنوب، وتعدي علي حرمات المسلمين وأعراضهم فليحذر عقاب الله عز وجل في الدنيا قبل الآخرة.