خبير إفريقي: تعنت إثيوبيا يضع أزمة سد النهضة أمام طريق مسدود

توك شو

بوابة الفجر


قال الدكتور أيمن شبانة، الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن فرص نجاح مفاوضات سد النهضة حتى الآن تتضاءل؛ نظرًا لإصرار إثيوبيا على إدارة سد النهضة باعتباره سد إثيوبي تمارس عليه سيادة كاملة.

وأضاف "شبانة"، خلال حواره عبر "سكايب" مع فضائية "الغد"، اليوم الأحد، أن هناك خلافات في المفاوضات كانت تنحصر في نظام المليء الأول للسد، ونظام التشغيل المستدام، ولكن هذه الخلافات اتسعت خلال الآونة الأخيرة بعد إصرار إثيوبيا على عدم النص على تعريف محدد للضرر في أي اتفاق قادم، وعلى التنصل من توقيع اتفاق بضمانات دولية.

وتابع الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أن الفرص غير متاحة لتوقيع اتفاق في الفترة الحالية، ويمكن تأجيل المليء الأول للسد هذا العام، وربما تناور إثيوبيا على ذلك لحفظ ماء الوجه أمام الرأي العام الداخلي بعد تصريحها مرارًا وتكرارًا بأنها سوف تملئ السد دون التوصل لاتفاق، موضحًا أنه حال عدم مليء السد خلال موسم الفيضان هذا العام لن يكون باستطاعة إثيوبيا ملئه إلا العام المقبل وهذا يعتبر فرصة ومساحة من الوقت يمكن خلالها الوصول لاتفاق.

وقالت وزارة الموارد المائية والري، إن وزراء المياه من الدول الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان واصلوا أمس السبت ولليوم الثاني على التوالي الاجتماعات الوزارية الثلاثية بخصوص سد النهضة برعاية جنوب إفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي وبحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا وممثلي مكتب الاتحاد الإفريقي ومفوضية الاتحاد الإفريقي، والخبراء القانونين من مكتب الاتحاد الإفريقي.

وأضافت وزارة الري أن كل دولة استكملت رؤيتها بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة والتي أظهرت انه حتى الآن لا يوجد توافق بين الدول الثلاثة على المستويين الفني والقانوني. 

وأشارت إلى انه تم الاتفاق على استكمال النقاشات اليوم الأحد من خلال عقد لقاءات ثنائية للمراقبين مع الدول الثلاث كل على حده في إطار العمل على الاستفادة من الخبرات المتوفرة لدى المراقبين وتلقي مقترحاتهم إذا ما اقتضى الأمر ذلك إزاء النقاط الخلافية.

وأعلنت الخرطوم، أول أمس الجمعة، عن استئناف مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، بوساطة تقودها دولة جنوب إفريقيا التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي.

هذا وتلقى رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رسالة من رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أثنى فيها على الدور الإيجابي والبناء الذي لعبه حمدوك في الاجتماع الأخير لرؤساء دول وحكومات مجلس الاتحاد الإفريقي ومصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا".

وقال رئيس جنوب أفريقيا ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي سيريل رامافوزا: إن "مساهمة حمدوك في الاجتماع عبر عن التزام السودان بالتوصل لحل سلمي متوافق عليه بين الأطراف"، معربًا عن تقديره لامتناع السودان عن اتخاذ أية إجراءات أو الإدلاء بتصريحات من شأنها تعكير الأجواء والتأثير سلبا على المفاوضات.

وجاء في الرسالة أن الاجتماع الاستثنائي لمجلس الاتحاد الإفريقي قد التزم بالتوصل لحل متوافق عليه في الإطار الإفريقي، واستنادا على إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وأعرب "رامافوزا" عن أمله في أن تتوصل المفاوضات التي يتوسط فيها الاتحاد الإفريقي لحل مقبول يحفظ مصالح الأطراف الثلاثة.