إيمان كمال تكتب: يوسف الشريف.. «ابحث عن مهنة لا تخجل منها»

مقالات الرأي




الحديث عن تصريحات يوسف الشريف الأخيرة بأنه يضع شروطا «ضد تلامس» الفنانات اللاتى يمثلن أمامه لا يعتبر «هرية على السوشيال» كما يحلو للبعض إن يقول، وليس حرية شخصية كما اعتبرها آخرون لأنه لا يتحدث عن أمر فى حياته الشخصية لكنه يخص محتوى فنيا يقدمه للجمهور.

وهذا ما يدفعنى لأستعين بشهادة المخرج مجدى أحمد على الذى علق على الأزمة على صفحته على السوشيال ميديا «انت ممثل..جزء من عمل فنى له قواعد وأسس أهمها التمثيل مش واقع وإنما حالة للتأثير فى مشاهد،الكلام كدا بقى كلام المشايخ اللى قالوا أن الجواز السينمائى جواز صحيح شرعا.. أنت ممثل خاضع لشروط العمل الفنى ليس من حقك فرض شروط من خارجه إذا كان من حقك أصلا أن تتدخل فى عمل من صلب مهنة المؤلف والمخرج مبدعى العمل الأصليين.. ما علاقة كل هذا بحرية الرأى؟ وهل على مخرج يحترم نفسه أن يستبدل مشهدا لأب يحتضن ابنته الغائبة لأن الأب الممثل قرر أن ابنته الممثلة ليست ابنته فى الحقيقة؟»

وهنا لابد من التوضيح بأنه لا يمكن لأحد أن يطالب فنان بتقديم «مشاهد ساخنة» أو قبلات أو مشاهد جريئة مع زميلة له فمن حق الممثل أو الممثلة رفض تلك المشاهد وكثير من الفنانين بالفعل عبر مشوارهم لم يقدموا تلك المشاهد وبالرغم من ذلك حققن نجاحا كبيرا والأمثلة كثيرة مثل آثار الحكيم وعبلة كامل.. وحتى الجيل الذى حمل لواء «السينما النظيفة» مثل أحمد حلمى ومحمد هنيدى ومنى زكى وغيرهم يدركون أن هناك فرقا بين «مشهد ساخن وحميمى» وبين التلامس الضرورى للمشهد، ففى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» قدمت عبلة دورها بلا «أحضان أو قبلات» ولكن هل وضعت شرطا بعدم لمس «نور الشريف» زوجها فى العمل و»محمد رياض» ابنها؟ من تابع المسلسل جيدا سيجد أنها قدمت الأم بعفويتها الشديدة فكانت «تربت على كتف ابنها فى بعض المشاهد أو تطبطب عليه أحيانا» وهى أمور بديهية لأى أم، فلم تخل عبلة بالمشاهد المطلوبة منها كما أنها لم تقدم أى «ابتذال» وهو المصطلح الذى يحلو للبعض أن يطلقه على الأعمال التى لا تناسب قيمهم.

الممثل أو المؤدى للدور ليس من حقه أن يضع شروطا تخل بسياق العمل الفنى أو يتحكم فى ملابس زميلاته حتى وإن كان البطل الذى يتم تسويق العمل باسمه، والترويج لتلك الشروط على اعتبار أنها الأخلاق والدين هو اتهام لكل من يفعل العكس بأنه شخص بلا أخلاق وبلا دين وتغيير للهوية المصرية وزرع مزيد من الأفكار الداعشية بداخل الأعمال الفنية.

إذا كانت الحرية الشخصية تمنع ممثلا من لمس زميلته فى عمل فنى لأن ذلك لا يتناسب مع أفكاره ولا أخلاقه فلماذا يمتهن التمثيل؟

هو حر بالفعل فى التفكير بالشكل الذى يريده لكنه ليس حرا فى أن يؤثر سلبا على الصناعة، فهو لم يكتف بقناعاته لنفسه بل روج لها أيضا فى تصريحاته ليضع زملاءه فى موقع حرج هل يسيرون على نهجه؟ أم سيعتبرهم البعض لا أخلاقيين؟ ولا يتمسكون بالقيم والأخلاق؟

وهذا ما يجعلنى أفضل أن أختم حديثى بمشهد جمع الفنانة التى يكن لها الجميع كل احترام «شادية» والفنان القدير شفيق نور الدين فى فيلم مراتى مدير عام وهى مديرته فى الشركة حين قرر أن يسلم عليها بعد الوضوء والاستعداد للصلاة، وقال جملته الشهيرة «أبو حنيفة قال متنقضش»، الفيلم عرض فى 1966 ونحن فى 2020 نناقش إن كان يجوز للفنان لمس زميلته أم أنها حريته الشخصية!