دكتور خالد صلاح يكتب: الدرس اِنْتَهَى لّمِوا الكراريس

مقالات الرأي

بوابة الفجر


في صباح يوم الأربعاء الثامن من شهر أبريل عام 1970, اعتدت إسرائيل بكل وحشية وبدون مراعاة للأعراف الإنسانية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بقرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية؛ وكان نتيجة هذا العدوان الغاشم استشهاد الكثير من ابناءنا وبناتنا من الأطفال الأبرياء وتلونت كراريسهم بدمائهم الذكية؛ وكان هدف إسرائيل من هذا العدوان هو الضغط على مصر لوقف حرب الاستئنزاف ووقف العمليات الحربية التي اوجعت إسرائيل.

وانتفضت جميع بلاد العالم لهذا العدوان الغاشم, واهتز الضمير العالمي وكان لذلك الحدث ردة فعل قوية وخاصة من جانب الأدباء والشعراء, وكتب أستاذنا الكبير صلاح جاهين رائعته التي بعنوان الدرس انتهى لموا الكراريس.

ولم يعلم وقتها عمنا صلاح جاهين أن الدرس بعد ذلك لم يخلص ومازالت الكراريس مبعثرة في مدارس بحر البقر حاضرنا الآن.

ففي سيناء يوجد مدرسة بحر البقر وفي ليبيا يوجد مدرسة بحر البقر, وفي أثيوبيا يوجد مدرسة بحر البقر, ففي الجهات الثلاث إن لم يراق دماء ابناءنا في أي واحدة منهم؛ فابناءنا مهددين بزهق ارواحهم.

فمدرسة بحر البقر في سيناء عدونا الغاشم فيها عبارة عن فئة ضالة تكفيرية لا تعرف عن الانسانية شئ وغايتها الدولار ووسيلتها استشهاد ابناءنا على يديها بعمليات إرهابية جبانة.

وربما تكون الأيام القادمة في سيناء نهاية لهذا الدرس وجمع الكراريس التي تلونت بدماء ابناءنا الأطهار من القوات المسلحة وإغلاق لهذة المدرسة بانتصار على هولاء التكفيريين وتطهير أرض سيناء الطاهرة من هؤلاء التكفيريين؛ وذلك باتباع القيادة السياسية استراتيجية جديدة تريحنا إلى الأبد من هذه الفئة الضالة هم ومن ورائهم.

أما مدرسة بحر البقر في ليبيا فعدونا هذا القرد التركي الذي يدفع ويملأ كل يوم ليبيا بتكفيريين من كل مكان والانضمام لفريق السراج الذي انتهت شرعيته, وغايته في ذلك الاستيلاء على ثروات ليبيا وسرقة مقدرات الشعب الليبي ومن ناحية أخرى الضغط على مصر وأن يكون مصدر تهديد لقيادتنا السياسية والتي دوما يصرح هذا القرد بأنه يحمل العداوة لها, وفي الحقيقة هو عدو لمصر بأثرها قيادة وشعباً, وهذا القرد التركي لا يكره قيادتنا فقط وإنما يكره مصر كلها, فهلّا لو لم يكن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر؛ كان سيكرهه, بالطبع لا لا لا لا لا لا لا لا لا .

ولانهاء هذا الدرس وجمع الكراريس في هذه المدرسة لابد من تعبئة شعبية عامة وليس مصرية فقط وانما عربية أيضا ضد هذا القرد التركي ومقاطعة لكل ماهو تركيا في متناول الشعوب العربية, وأن نقف وراء قيادتنا السياسية بكل ما أوتينا من قوة حتى نضع هذا القرد في القفص.

أما مدرسة بحر البقر في أثيوبيا فعدونا من يقف وراء سد النهضة والذي يرغب في المقام الأول حرمان الشعب المصري من حصته المائية من نهر النيل وإن لم يكن حرماننا, بالإضافة إلى الضغط على مصر وبالطبع هذا ليس ما تهدف إليه القيادة السياسية بأثيوبيا؛ بل من يقف ورائها.

ولانهاء هذ الدرس وجمع الكراريس في هذه المدرسة لابد من تجهيز البدائل في حال لم نتفق مع أثيوبيا إتفاق يرضي الشعب المصري ولا يؤثر على حقه في الحياة من نهر النيل, وأن نقف جميعاً وراء القيادة السياسية.

وختاماُ: فالوقت يلزمنا جميعاً أن نقف وراء قيادتنا السياسية ونتنزه عن الضغائن والعداوة ونصتف في حزب واحد وهو حزب مصرنا الحبيبة لحماية وطننا من الأعداء المتكالبين علينا من كل الجهات.. أنتهى الدرس لموا الكراريس.