كيف أنقذت مصر ليبيا من بؤرة الإرهاب وإنهاء الصراع؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


دائما ما تعتبر ليبيا ومصر بلد واحد، فأمن البلدان مرتبط ببعضهما، وأي خطر تتعرض له أي دولة يعتبر تهديدا للثانية.

ومرت العلاقات مع بليبا بمراحل مختلفة، وفقا لكل رئيس، فتأثر الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي باالثورة المصرية التي انطلقت في يوليو عام 1969، وحاول تقليد تجربة عبد الناصر، وبعد رحيل عبد الناصر تغيرت الأوضاع ودبت الخلافات بين البلدين إلى أن جاء الوقت لعودة العلاقات بين مصر وليبيا بعد اغتيال السادات وتولي مبارك الحكم، وذلك بعد لقاء القذافي مع الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك في المغرب عام 1989.


وأبدت مصر اهتماما كبيرا بالاوضاع في ليبيا في مرحلة مابعد عهد القذافي(عقب ثورة 17فبراير 2011) حيث استضافت مصر العديد من اللقاءات التي جمعت قوى سياسية وممثلين ليبيين، في إطار المحاولات لإيجاد حل للأزمة بأيدي الليبيبن أنفسهم، فضلا عن مشاركة مصر في مؤتمرات دولية حول ليبيا سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وآخرها مؤتمر باليرمو بجنوب إيطاليا (12 – 13 نوفمبر2018 ) الذي شارك فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك الاجتماع الوزاري الـ12 لآلية دول جوار ليبيا بالخرطوم (29 نوفمبر 2018 ) وشارك فيه وزير الخارجية المصري.

وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحسنت العلاقات بشكل كبير، حيث اعتبر السيسي أمن ليبيا جزءا لا يتجزأ من أمن مصر، خاصة مع سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على مناطق واسعة من ليبيا.

والتقى وزيرالخارجية السابق نبيل فهمي على هامش الاجتماع الوزاري الدولي بشأن دعم ليبيا بروما في 7 مارس 2014 برئيس الحكومة الليبية السابق علي زيدان، وتمت مناقشة العلاقات الثنائية المصرية الليبية وكيفية حماية أمن ورعاية المصريين المقيمين في ليبيا منعا لتهديدهم واستهدافهم وكيفية تحقيق الأمن في ليبيا ودعم الحفاظ على أمن الحدود الليبية وهو ما يحقق مصلحة ليبيا والمصلحة المصرية،وأكد فهمى وقتها على اهتمام مصر بدعم العلاقات مع ليبيا في كافة المجالات مع التأكيد على ضرورة توفير الجانب الليبي الحماية لجميع المصريين المقيمين في ليبيا.

في 15 فبراير 2014، بث داعش تسجيلا مصورا يظهر إعدام 21 قبطيًا مصريًا على ساحل العاصمة الليبية طربلس، وظهر في التسجيل عملية قطع رؤوس المصريين أثناء ارتدائهم الملابس البرتقالية، ووقتها أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة طارئة بأنه حان الوقت للتعامل مع الإرهاب بدون أي ازدواجية في المعايير مشيرا إلى أن مصر تمتلك حق الرد من داعش.

ودعا السيسي مجلس الدفاع الوطني للانعقاد والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها، ووجه وزير الخارجية إلى واشنطن لإجراء الإتصالات العاجلة مع الأمم المتحدة للمشاركة في إتخاذ قرارات هامة ضد الإرهاب.

في 16 فبراير 2915، بدأ التدخل العسكري المصري بغارات جوية على مرافق تابعة لداعش في ليبيا،وتم استهداف مواقع تدريبية ومخازن للأسلحة، وقامت القوات الجوية الليبية بغارات في درنة، التي احتلتها داعش منذ 2014، وسقط وقتها ما يقارب من 40-50 مسلح و7 مدنيين.

وفي يوليو 2016، استضافت القاهرة عدة اجتماعات ضمت عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية وعددًا من أعضاء المجلس الرئاسى، لإفساح المجال نحو تقريب وجهات النظر عبر حوار ليبى لإيجاد الحلول المناسبة حفاظًا على مصالح الشعب وسعيا لانهاء الحرب في ليبيا.
وقال المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة، فى لقاء تليفزيونى مع إحدى الفضائيات المصرية فى فبراير 2017، إن الجيش المصرى أفشل خطط الإخوان فى مصر وليبيا، مؤكدا أن الرئيس السيسى وقف بقوة ضد تنظيم الإخوان الإرهابى، وأنه لولا مصر ما تمكنت ليبيا من الوقوف على قدمها مرة أخرى.

وفى 13 مايو 2017 زار المشير حفتر مصر، إذ استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، واستعراضا معا الأوضاع الأمنية والسياسية فى الأراضى الليبية، وأكد الرئيس السيسى لحفتر خلال اللقاء دعم مصر الكامل قيادة وحكومة وشعبا لكل الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار بكل المدن الليبية، وفى 7 أغسطس 2017 زار المشير خليفة حفتر ووفد ليبى مصر، واستقبلته اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبى، حيث تم استعرض نتائج الجهود المكثفة ونتائج مباحثات فرنسا لحل الأزمة الليبية والخروج من حالة الانسداد السياسى.

وشارك السيسي في معظم القمم والمؤتمرات التي عقدت حول ليبيا، وفي نوفمبر 2018، شارك السيسي في مؤتمر باليرمو لبحث سبل إحلال الاستقرار في ليبيا، لتسوية أزمة البلاد التي تعاني من الفوضى والانقسام السياسي منذ سقوط نظام معمر القذافي.

واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال العام الماضي، الجاري، الليبية، حفتر عدة مرات لبحث تطورات ومستجدات الأوضاع على الأراضي الليبية والمعارك الدائرة.

وفي يناير الماضي، استضافت القاهرة اجتماعا تنسيقيا ضم وزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، لبحث التطورات في ليبيا، من أجل بحث مجمل التطورات المتسارعة على المشهد الليبي مؤخرا، وسبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية.

وفي نفس الشهر، اجتمع السيسي بأعضاء مجلس الأمن القومي، لبحث التطورات المتصلة بالأزمة الليبية، و"التهديدات الناشئة عن التدخل العسكري الخارجي في ليبيا، وتم تحديد مجموعة من الإجراءات على مختلف الأصعدة للتصدي لأي تهديد للأمن القومي المصري"، وذلك في أعقاب موافقة البرلمان التركي على تفويض يسمح بإرسال قوات تركية إلى ليبيا.

وتم تتويج العلاقات المصرية الليبية بالمبادرة التي أطلقها السيسي في يونيو الماضي، ووضع فيها خارطة طريق للوصول بليبيا إلى بر الأمان ووقف القتال، وتواصلت مصر بعدها مع الدول الكبرى خاصة أمريكا وفرنسا من أجل تنفيذ المبادرة وحل الأزمة.