أستاذ قانون: بيان إثيوبيا أمام مجلس الأمن مخيب للآمال (فيديو)

توك شو

سد النهضة
سد النهضة


علق الدكتور محمد سامح عمرو، رئيس قسم القانون الدولي بجامعة القاهرة، على جلسة مجلس الأمن بشأن سد النهضة، قائلًا إن استجابة مجلس الأمن لأزمة سد النهضة نجاح كبير للدبلوماسية المصرية.

وأضاف "عمرو"، خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، أن المشهد في عمومه اليوم دليل على نجاح الطرح المصري، والمجلس سيراعي في الوقت ذاته أن هناك منظمة إقليمية تتمثل في الاتحاد الأفريقي، وبالتالي لن يتعدى هذا الخط وسيترك له المسألة. 

وتابع رئيس قسم القانون الدولي بجامعة القاهرة: "أصبحت المهمة سهلة علينا للعودة إلى مجلس الأمن مرة أخرى إذا فشلت المفاوضات خلال الأسبوعين المقبلين"، مشيرا إلى أن كلمة الولايات المتحدة الأمريكية خلال جلسة الأمن اتسمت بالوضوح كونها أكدت عدم اتخاذ إجراء أحادي.

واستطرد: "بيانات بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وبلجيكا كانت قصيرة جدا"، مشيدا ببيان وزارة الخارجية الهادئ الواضح الذي شرح فيه تفاصيل الأزمة.

وأردف: "فوجئت بالبيان الإثيوبي، فكلما تجدد الأمل باحتمالية الوصول إلى اتفاق نرى بيانا مخيبا بالآمال وغير موفق"، متسائلا: "أين الإجراء أحادي الجانب الذي قد تقوم به مصر كما ردد ممثل إثيوبيا".

وتساءل: "لماذا لم يظهر وزير الخارجية الإثيوبي اليوم، واقتصر الأمر على المندوب الدائم لمجلس الأمن"، مردفا: "إثيوبيا تدعي الانفتاح على المفاوضات أمام العالم".

إفادة مصر أمام مجلس الأمن
هذا، وقال سامح شكري وزير الخارجية، إن عدم التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة الإثيوبي، سيفضي إلى العداء في المنطقة.

وأكد في كلمة له بجلسة في مجلس الأمن حول سد النهضة، أنه على مجلس الأمن الدولي العمل على الوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي.

تابع أن "الاتفاق العادل هو الأساس، والتوصل إلى اتفاق حول سد النهضة ضرورة وليس خيارًا".

وأكد شكري، أن مصر أُخضعت لحملة غير مبررة من مزاعم غير حقيقة، حول تمسك القاهرة باتفاقيات مع إثيوبيا قالوا إنها وقعت في عصر الاستعمار الإثيوبي، مؤكدًا أن ذلك غير صحيح.

وجاءت كلمة وزير الخارجية سامح شكري التالي النحو التالي:
أود في البداية أن أهنئ رئيس المجلس على قيادته الحكيمة وإدارته لأعمال مجلس الأمن في وقت يشهد فيه العالم تحديات وأزمات غير مسبوقة.

كما أتوجه بالشكر للسيدة روز ماري دي كارلو وكيل سكرتير عام الأمم المتحدة على كلمتها.

فهذه، وبحق، فترة مضطربة في تاريخ الإنسانية، حيث نواجه خطرًا داهمًا وعدوًا خبيثًا حصد عددًا يصعب حصره من أرواح البشر، وألحق بنا معاناة اقتصادية غير مسبوقة، وتسبب في توقف الحياة في جميع أنحاء العالم، ولكن بينما نواجه كارثة هذه الجائحة العالمية وتنكشف لنا هشاشة وضعنا، فإنه يتعين علينا أن نتذكر انتماءنا المشترك للإنسانية.

فنحن في نهاية المطاف، ورغم تعدد الثقافات والعقائد، وتنوع الأمم والشعوب، أسرة إنسانية واحدة، يتعين لتحقيق رفاهيتها أن نتجاوز المصالح الضيقة وأن نعمل على إعلاء روابط التضامن بين أطراف مجتمعنا العالمي.

السيد الرئيس،
إن القضية التي أستعرضها معكم اليوم ترتبط بأمر جلل بالنسبة للشعب المصري، وهي مسألة تتطلب، مثلما هو الحال بالنسبة لجهود مواجهة الجائحة الحالية، أن نلتزم بروح التعاون فيما بيننا، وأن نعترف بأن الأمم لا تعيش في جزر منعزلة، وإنما نحن جميعًا منتمون لمجتمع واحد، مرتبطون بمصير مشترك.

لقد ظهر خطر وجودي يهدد بالافتئات على المصدر الوحيد لحياة أكثر من 100 مليون مصري، ألا وهو سد النهضة الأثيوبي، هذا المشروع الضخم الذي شيدته إثيوبيا على النيل الأزرق، والذي يمكن أن يعرض أمن وبقاء أمة بأسرها للخطر بتهديده لمصدر الحياة الوحيد لها.