حكاية أغنية.. "أيظن" رسالة عتاب من نزار قباني إلى نجاة الصغيرة (صورة)

الفجر الفني

نجاة
نجاة


حكاية أغنية اليوم عن أعظم وأجمل الأغنيات التي قدمتها المطربة نجاة الصغيرة، على مدار تاريخها الفني، وهي "أيظن".

بدأت الحكاية وقتها كانت نجاة تبلغ من العمر 22 عامًا فتحت باب شقتها لتستقبل ساعي البريد الذي قدم لها رسالة من نزار قباني، وعندما فتحت الرسالة وجدت بها قصيدة اسمها "أيظن" أحسست بعد قراءة هذا الشعر أن هناك كنزًا بين كلمات هذه القصيدة، ولكن العثور عليه كان يتطلب صعوبة كبيرة لم تستقبل القصيدة بارتياح، لأن مفرداتها صعبة ولم يسبق لها أن غنت بتلك اللغة، فقدمتها للموسيقار كمال الطويل تسأله عنها وعن إمكانية تلحينها، فأجاب مُستغربًا: "إيه دة"، ومثله فعل الملحن محمد الموجي، رافضين تلحينها.

شعرت نجاة بأن الموضوع لن يتم، وقررت ارسال القصيدة للنشر في إحدى الصحف المصرية، تكريمًا لصاحبها الذي أرسلها وخصها بها، وبعد نشرها فوجئت بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يتصل بها ويقرأ القصيدة من الصحيفة، ويسألها هل هذه القصيدة لك؟ فقالت له نعم، وكان يريد الاستفسار ما إذا كانت قد مرت عليه أو قرأتها، وسـردت له ما جرى، فطلب منها أن تراه كي تستـمع إلى لحن الأغنية بعد تلحينها.

ذهبت إليه كان اللحن جاهزًا، وغنيت أيظن، وخرجت الأغنية لتحقق نجاحً كبيرًا، لم يكن نزار متواجدًا في مصر أو سوريا حيث كان يعمل دبلوماسيًا في السفارة السورية ببكين، وغضب بشدة من أن تخرج أولى قصائده المُغناة إلى النور دون أن يسمعها أو يكون قريبًا.

بعث قباني رسالة عتاب لها طالبًا منها إرسال نسخة من الأغنية، كي يحتفل بها، فكان مفاد الرسالة: "أيتها الصديقة الغالية لا أزال في آخر الدنيا أنتظر الشريط الذي يحمل أغنيتنا "أيظن" تعيش في الصحف، في السهرات وعلى شفاه الأدباء، وفي كل زاوية في الأرض العربية، وأبقى أنا محرومًا من الأحرف التي أكلت أعصابي يا لكِ من أم قاسية يا نجاة، أريتِ المولود الجميل لكل إنسان، وتغنيت بجماله في كل مكان، وتركتِ أباه يشرب الشاي في بكين، ويحلم بطفل أزرق العينين يعيش مع أمه في القاهرة.

وتابع: " لا تضحكي يا نجاة إذا طلبت ممارسة أبوتي، فأنا لا يمكن أن أقنع بتلقي رسائل التهنئة بالمولود دون أن أراه فانهضي حالًا لدى وصول رسالتي، وضعي المولود في طرد بريد صغير هنا كنتِ أمًا عن حق وحقيق، أما إذا تمردتِ فسأطلبك إلى بيت الطاعة رغم معرفتي بأنكِ تكرهينه".

وصل الرد لنزار قبانين بطرد يحمل الأغنية التي هرع بها إلى كاسيت السفارة لكنه لم يعمل لمشاكل تقنية، فبعث إلى الإذاعة الصينية يستشيرهم في حل، فمكنوه من سماعها على أحد أجهزة استديوهاتهم.