إعلان القاهرة.. خطة تفصيلية توجت جهود القاهرة لحل الازمة الليبية

عربي ودولي

بوابة الفجر



جهود مصر لحل الصراع الليبي، توجها إعلان القاهرة، الذي أطلق فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي مباردة عربية عربية لحل الصراع بالبلد الذي أنهكته المعارك، ووقف إطلاق النار.

وفي 6 يونيو 2020، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر مشترك مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، عن مبادرة لحل الأزمة الليبية، تدعو إلى احترام كافة الجهود المبادرات الدولية والأممية، من خلال إعلان وقف إطلاق النار اعتبار من يوم 8 يونيو 2020، وإلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها، محذرًا من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة في ليبيا. والتأكيد على أن الحل السياسي هو الوحيد لحل أزمة ليبيا، وأن أمن مصر من أمن واستقرار ليبيا. 

*وتمثلت بنوده في:

-التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبناء علية التزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار.

-ارتكاز المبادرة بالأساس على مخرجات قمة برلين والتي نتج عنها حلا سياسيا شاملا يتضمن خطوات تنفيذية واضحة المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية وتوافقات بين زعماء الدول المعنية بالأزمة الليبية.

-استكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية "5+5" بجنيف برعاية الأمم المتحدة، وبما يترتب عليه إنجاح باقي المسارات والمتمثلة في إلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الجانب من كافة الأراضي الليبية وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها.

-العمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد الآلية الوطنية الليبية الملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة.

-إعادة سيطرة الدولة على كافة المؤسسات الأمنية ودعم المؤسسة العسكرية (الجيش الوطني الليبي)؛ مع تحمل الجيش الوطني بمسئولياته في مكافحة الإرهاب وتأكيد دورة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطية لحماية السيادة الليبية.

-يقوم المجلس الرئاسي باتخاذ قراراته بالأغلبية، عدا القرارات السيادية المتعلقة بالقوات المسلحة فيتم اتخاذ قراراته بالأغلبية عدا القرارات أو البت في المقترحات التي يقدمها القائد العام للقوات المسلحة.

*وتمثلت المحاور الأساسية للمبادرة في:

-قيام كل إقليم في (المنطقة الشرقية - المنطقة الغربية- المنطقة الجنوبية) بتشكيل مجمع انتخابي يتم اختيار أعضائه من مجلسي النواب والدولية الممثلين لكل إقليم بجانب شيوخ القبائل والأعيان ومراجعات نسبة تمثيل مقبولة للمرأة والشباب؛ إضافة إلى النخب السياسية من المثقفين والنقابات بحيث تجتمع اللجان الـ3 تحت رعاية الأمم المتحدة به سواء بالتوافق أو الانتخاب وذلك في مدة لا تتجاوز 90 يوما.

-قيام كل إقليم باختيار ممثلة للمجلس الرئاسي كذا نائب لرئيس الوزراء من ذوي الكفاءة والوطنية بهدف تشكيل مجلس رئاسة من رئيس ونائبين، ثم قيام المجلس الرئاسي بتسمية رئيس الوزراء من اجل بتشكيل حكومة وعرضها على المجلس الرئاسي، تمهيدا لإحالتها لمجلس النواب لمنحها الثقة.

-قيام الأمم المتحدة بالإشراف على المجتمعات الانتخابية بشكل عام لضمان نزاهة سير العملية الخاصة باختيار المرشحين للمجلس الرئاسي.

-حصول كل إقليم على عدد متناسب من الحقائب الوزارية طبقا لعدد السكان عقب التوافق على أعضاء المجلس الرئاسي الجديد وتسمية رئيس الحكومة على ألا يجمع أي إقليم أكثر من رئاسة للسلطات الثلاث (المجلس الرئاسي - مجلس النواب- مجلس الوزراء) بحيث يحصل إقليم طرابلس على 9 وزارات وإقليم برقة على 7 وزارات كذا إقليم فزان على 5 وزارات على أن يتم تقسيم الـ6 وزارات السيادية على الأقاليم الثلاث بشكل متساو (وزارتين لكل إقليم)، مع تعيين نائبين لكل وزير من الإقليمين الآخرين.

-اضطلاع مجلس النواب الليبي باعتماد تعديلات الإعلان الدستوري من خلال لجنة قانونية يتم تشكيلها من قبل رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح، وذلك عقب قيام لجنة ( تضم ممثلين أعضاء مجلسي النواب والدولة) بالاتفاق على النقاط الواجب تعديلها في الإعلان الدستوري في مدة لا تتجاوز 30 يوما بدء من تاريخ انعقاد أول جلسة.

-قيام المجمع الانتخابي لكل إقليم تحت إشراف الأمم المتحدة بتشكيل لجنة من شخصيات وطنية وخبراء دستوريين واعتمادها من قبل البرلمان الليبي لصياغة دستور جديد للبلاد يحدد شكل إدارة الدولة الليبية وطرحة للاستفتاء الشعبي لإقراره (على أن تنتهي من أعمالها خلال 90 يوم من تاريخ تشكيلها).

-تحديد المدة الزمنية للفترة الانتقالي بـ18 شهرا قابلة للزيادة بحد أقصى 6 أشهر، يتم خلالها إعادة تنظيم كافة مؤسسات الدولة الليبية خاصة المؤسسات الاقتصادية الرئيسية (المصرف المركزي- المؤسسة الوطنية للنفط - المؤسسة الليبية للاستثمار) وإعادة تشكيل مجالس إدارة المؤسسات الأخيرة.

-اتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتوحيد كافة المؤسسات الاقتصادية والنقدية في شرق وجنوب وغرب ليبيا وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والنقدية في شرق وجنوب وغرب ليبيا وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية، إلى جانب منع وصول الأموال الليبية إلى أي من المليشيات.

*ردود الفعل الدولية
ونالت المبادرة المصرية ترحيب كبير من جانب دول العالم التي أعلنت تأيديها لها، حيث أشاد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط بالمبادرة المصرية، وطالب بضرورة استكمال مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة التي ترعاها البعثة الأممية في ليبيا، وأكد البرلمان العربي أن هذا الإعلان يضع خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا، ويهدف إلى إنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الليبي، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي الليبية.

وأعلنت السعودية، ترحيبها بالجهود المصرية الهادفة إلى حل الأزمة الليبية، مؤيدة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف إطلاق النار في ليبيا، ووصفت وصف الأردن الجهود المصرية التي أثمرت عن "إعلان القاهرة" بأنها إنجازًا مهمًا، ودعت لدعمها للتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية يحمي ليبيا ووحدتها واستقرارها عبر حوار ليبي"، ووثمّنت الإمارات المساعى المخلصة التى تقودها الدبلوماسية المصرية بحس عربى مسئول وجهود مثابرة ومقدرة لحل الأزمة الليبية، كمارحبت البحرين بمباردة السيسي الداعية في سبيل وقف إطلاق النار في دولة ليبيا، والالتزام بالمسار السياسي من أجل تحقيق تطلعات وطموحات الشعب الليبي

كما رحبت بها الولايات المتحدة، وشددت الخارجية الأمريكية على ضرورة عودة جميع الأطراف الليبية لطاولة المفاوضات بالأمم المتحدة، وأكدت روسيا إنها اساس لإنهاء الأزمة الليبية، وقالت المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوجندانوف "نرحب بهذه المبادرة، ونعتبرها أساسا جيدا لإطلاق عملية سياسية جدية".

وهنأ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، نظيره المصري سامح شكري على الجهود التي بذلتها مصر بشأن الملف الليبي، ورحب بالنتائج التي تحققت من أجل وقف فوري للقتال واستئناف المفاوضات في إطار اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5.

ورغم الترحيب الدولي بالمبادرة، إلا أن تركيا وحكومة الوفاق رفضت المبادرة، وأكد تركيا أنها ماضية في القتال من أجل تحقيق طموحاتها في ليبيا، المتمثلة في التنقيب عن الغاز في المتوسط والاستيلاء على الثروات الليبية دون أي مراعاة للاتفاقيات الدولية ولحقوق الأطراف الإقليمية والدولية المعنية.