خرج للحلاقة فعاد جثة هامدة| تفاصيل مقتل شاب بعزبة الهجانة.. وأسرته: "ملناش غيره"

حوادث

الضحية
الضحية


داخل شارع صغير، في عزبة الهجانة، تتعالي أصوات القرآن الكريم وتملأ الشوارع والجدران لافتات صغيرة، يعلن بيها سكان المنطقه عن حدادهم لمقتل شاب عشريني العمر، علي يد اثنين من الثعابين السوداء، ليكتبوا بدمائه نهاية كفاح "حبيشة'.

 

محمد رمضان أو كما يلقبونه أصدقائه ب "حبيشة"، عشريني حمل علي عاتقه نفقات أسرته، فكانت حياته مثال للأجتهاد والسعي، لم يكن يملك الوقت للشجار، ولا مساحة لأصدقاء السوء لديه، كرس حياته للعمل وتحمل نفقات عائلته، لمرض والده، وفي أحد الأيام كانت المنطقة كعادتها تعج بسكنها واجتماع الأصدقاء سويا، وفجاءة اشتعل الشجار بين الجناة وأحد الأشخاص، وتتدخل طفل صغير نفسه في الشجار، وحاول الضحية إبعاده، ولكن قام الجناة بطعنة 6 طعنات نافذة أودت بحياته، ليخيم الحزن علي المنطقة وتكسو دمائه الأرض يقع ضحية لتعنت الجناة.

 

انتقلت "بوابة الفجر" لمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، حيث مسرح الجريمة، لكشف ملابسات الحادث من خلال رواية أسرة المجنى عليه وجيرانه.

 

"كان سندى فى الدنيا ومعنديش غيره".. بهذه الكلمات بدأت لؤة رمضان، تروى تفاصيل الجريمة البشعة التى راح ضحيتها شقيقها الأصغر، «محمد رمضان » والشهير بحبيشه صاحب ال20 ربيعًا، قائلة شقيقى كان طيب القلب وعمره ما أذى انسان وروت أن يوم الواقعة كان يجلس معها للساعة 11 صباحا وطلب منى أن أقوم له بعمل شاي ثم جلسنا نضحك ونتكلم وطلبت منه أن نتصور بتليفونه المحمول الذى اشتراه قبل وفاته بيومين ثم قال لي " هروح احلق واجيلك ونقعد نتصور" هو ماكنش فى نيته يروح يتشاجر ولا يعرف شئ عن هذة المشاجرة وبعد ساعة جاء اتصال "تعالوا بسرعة ابنكم مات ضروبوه بمطوه".

 

"صدمتنا فيه كبيرة ومش مصدقين".. بدموع تنهار كنهر متدفق، وتابعت شقيقة الضحية حديثها، قائلة: "حتى الأن كلنا فى حالة صدمة محمد كان الولد الوحيد وكان العائل الوحيد لأسرته المكونه من ثلاثة شقيقات وأب وأم وكان سند وأب وأخ لينا، ولما بنحتاج حاجة بنطلبها منه".

 

واستكملت: ذهب للحلاق ثم عاد جثة هامدة وعشان كان خايف على طفل ليتصاب فى خناقة فاخذه بعيد، احنا بنطالب باعدام للناس دى عشان النار اللي فى قلوبنا تنطفى.

 

"هو اللي شال البيت بعد اصابتي وبدل ما أشوفه عريس روحت دفنته".. بصوت تمتزج فيه حكمة الأب وكسرته علي فراق نجله الوحيد، يقول الحج رمضان النجار ذات ال 56 عام، ابني اتسرق شبابه وراح مني وحقه لسه مرجعش، كان هو راجل أخواته بعدي، محمد اتحمل المسؤلية وشقي علشان يتحمل مصاريف البيت لأني عاجز ومبقدرش اشتغل، وهو اللي اتكفل بينا.

 

ويضيف الأب، ابني ولد وحيد ولديه ٣ أشقاء من الإناث وهم منه ٢٨ عام ولؤا ٢٥ عام، ولوچين ٩ سنين وكانت تعتبر "حبيشة" والدها. 

 

"عاوزة أشوف ابني قدامي عاوزه اخده في حضني".. بصوت مبحوح وعيون كالدماء تصرخ والدة الضحية، بدموع تفطر القلب علي رحيل فلذه كبدها، تقول الأم: " ابني كان راجل ومتحمل مسؤليتنا ووجوده كان الأمان لينا، وهو اللي بيهون عليا وكل مابشوفه تعبان، أطبطب عليه يمسك إيدي ويقولي، هتتعدل يا أمي وكل شئ هيكون بخير".

 

وتابعت الأم: "ابني هو رزقنا ومطلعتش من الدنيا غير بيه هو والبنات، حنيته علينا كانت بتهون عجز والده وابني متمتعش بشبابه وعاش لينا مش لنفسه، قلبي بيتقطع عليه".

 

وانهارت الأم من البكاء شوقا وحسرتا، لتعبر عن انتظارها عودة نجلها ليقبل رأسها ويداعبها كطبيعته، ولكنها تظل تنتظر بلا أمل فالمرجو ذهب ضحية للغدر ولم يعد. 

 

"حق ابن عمي فين؟.. عاوزين العدل يا حكومة".. بدموع وحصرات وصوت تملؤه الكسرة، قال محمد ابن عم الضحية، "حق ابن عمي فين احنا بنطالب بالعدل، بس لو في عدل ف الدنيا كان حق "حبيشة" رجع بس للأسف حقه مش هايجي عشان هما تحت السن، بس هما مش أطفال وعندهم ١٩ سنة".

 

وتابع: "دلوقتي أي حد تحت السن يروح يبيع مخدرات ويقتل ويظلم وعارف أنه مش هيتحاسب"، مضيفًا أن "حبيشة"، كان يجهز لحفل خطبته والمقرر عقدها عقب عيد الأضحي المقبل، قائلا:" ملحقش يفرح ووجع قلوبنا كلنا".

 

واختتم قائلا: "جنازة حبيشة كانت كبيرة أوي وكل المنطقة حضرت جنازته وبكت عليه لأنه محترم وفي حاله، وادفن يوم الجمعة".

 

"ده كان ابنى وكان محترم ودايما يقولى حاضر وماكنش حد بيكره"...بهذه الكلمات روت عمة "حبيشة" عن يوم الواقعة قائلة أنه كان هادى الطباع ولا يحب أن يتدخل فى أى مشاجرات وماكنتش اتخيل أنه يموت فى مشاجرة وهو مالوش ذنب بها، مستطردة "ده كان نازل يحلق" وكان فى مشاجرة فى الشارع وكان طالع من عند الحلاق على صوت الخناقه وتفاجا بطفل صغير ماسك ازازه عاوزة يلقيها فجرى خوفا عليه فتفاجاء بالمتهمين جاءوا اليه والتفوا حوله وقاموا ضربوه وطعنوا 6 طعنات 

 

إنسان خدوم وخلوق

 

وروى صاحب محل سايبر أن " حبيشه" كان انسان خلوق وخدوم وبيساعد كل أهالى المنطقة وماكنش بيحب يكسر خاطر حد الصغير قبل الكبير ويوم الواقعة كنت جالس عند محلى وقبل المشاجرة بلحظات كان حبيشه يمشى من أمام محلى وقال لى ازيك كعادته وكان دايما يهزر معايا وبعد دخوله محل الحلاقه بلحظات قامت مشاجرة بين 3 اشخاص فى المنطقة وبعدها خرج حبيشه من المحل وراى طفل صغيرعلى الصف الثانى كان يمسك بيدة زجاجة ويلقيه على المشاجرة فجرى عليه بسرعة وطبطب على ضهره واخذ منه الزجاجة عشان كان خايف عليه ليتصاب وقال للطفل خلاص فجاه رأينا اخت أحد الشباب اللى فى المشاجرة افتكرته داخل يتشاجر مع اخواتها فضربته على راسه بقالب طوب وقعدت تشتم واخواته جائوا وسحلوه على الأرض لأخر الشارع وضربوه ضرب مبرح ثم أخذوا سلاح أبيض "سكين" وطعنوه ومات.

 


 

 

واستطرد حديثه قائلا "العيال دى بتوع مخدرات ومعروفين فى المنطقة " دائما كانوا بيبعوا المخدرات فى المنطقة وكانوا الأهالى بيتضرروا منهم بس محدش كان بيتكلم معهم لأنهم كانوا مسجلين وقبل الواقعة بأسبوع جائوا تحت بيت حبيشة وكانوا بيلعبوا ونزل يتشاجر معهم وقال لهم أنهم ميبعوش تحت منزله مرة ثانية خوفا على أهل بيته وأهل منطقته.

 

"مش بتاع مشاكل وكل الناس بتحبه".. هكذا بدءت أم محمود، أحدي جيران الضحية، حديثها عن الواقعة، قائلة:" حبيشه كان محبوب من العالم كله ومن أحسن شبا عزبه الهجانه، ومش بيعمل مشاكل ولاحد كان بيكرههوا، محبوب جدا والناس كلها زعلت عليه".

 

وأردفت: "هما قتلوه عشان هو احسن منهم وهما متعمدين أنهم يعملوا كده لأنه طردهم من تحت بيته لما كانوا بيبيعوا مخدرات، علشان هو مش زايهم ومش شبهم ضيعوا شبابه".

 

وبتكثيف جهود الأجهزة الأمنية والتحريات تم ضبط المتهمين والقاء القبض عليهم وحرر المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة التى أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.