د.حماد عبدالله يكتب: إنضباط الشارع المصرى بعد "كورونا " !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله


لعل الإدارة المصرية تأخذ من سلبيات الوباء الذى أصاب العالم ومصر منه ، سمة الإلتزام بتنفيذ الحظر والذى تعدل وتغير طبقاً لمؤشرات إنتشار الوباء والعدوى وذلك بوضع قواعد للتشغيل فى المدن أسوة بدول العالم جميعها.
مازالت الإدارة في العاصمة توائم موقفها مع إجراء تأخرنا في إتخاذه , وهو عودة السلوك الحضاري إلى عاصمة المحروسة , أسوة ببلاد العالم ليس المتحضر فقط , ولكن حتى البلاد التي لا يمكن قياس حضارتها أو تقدمها بمصر , مازالت الحكومة , تتشاور وتستمع لأراء وإستطلاعات وبحوث , من جهات متعددة على رأسها مركز معلومات مجلس الوزراء , حول قرار بأن يحدد مواعيد لغلق وفتح المحلات بالعاصمة !! وكأننا سنتخذ قرار حرب أهلية !!
شيئ من الخيال ولعل تردد الحكومة في إتخاذ القرار , هو الذي يجعل من رافضيه أكثر صلابه في إبداء أرائهم بل وفرض واقع لا يمكن قبوله أبداً في دولة , تطبق القوانين , والتشريعات التي تصدرها مؤسساتها التشريعية الدستورية في البلاد 
فنحن لسنا بصدد إختراع (العجلة) , فكل دول العالم التي نتعامل معها , ونتزاور معها ونتسوق فيها , ويبث لنا الإعلام المصري عنها الأخبار , والعروض الفنية , والعلاقات التجارية , جميعها لها مواعيد محددة لبدء النشاط اليومي ولها مواعيد إنتهاء هذا النشاط مساءاً , ويستثنى من تلك المواعيد المطاعم والمسارح والسينمات التي تمتد حتى منتصف الليل , وكذلك تحدد بعض (الأجزاخانات) في كل منطقة يعلن عنها أنها تعمل 24ساعة وبناءاً على ذلك وتنفيذه بدقة , تتغير 





سلوكيات المواطنين , بل ويخضع لذلك زائري هذه المدن , بل تعلن الطائرات المحترمة – الناقلة للركاب إلى تلك العواصم بأن مناطق وسط البلد وضواحيها تغلق في تمام الساعة (كذا) ونفتح في تمام الساعة (كذا) , هكذا ينبه على زائري هذه العواصم , المواعيد لكي ينظم كل متسوق مواعيده طبقاً للقوانين السائدة في البلاد ,
وبالتالي نجد تلك المدن بعد الساعة السابعة مساءاً أو الثامنة , في حالة هدوء كامل , وتبدأ وسائل المحليات في نظافة الشوارع , وتجهيزها لإستقبال العمل والحركة لليوم التالي.
ونجد أيضاً أن المحلات التي تتطلب تجهيزات داخلية , كإعادة ترتيب بضاعتها داخل (الفتارين) أو ترتيب عروضها الفنية , نجد هنا بعد أخذ التصريح اللازم , تعلن على أبوابها المغلقة من الخارج , بأنها (مغلقة) ولا تستقبل أحد مهما كانت حيثياته الإجتماعية !!
هكذا تحترم الشعوب قوانينها وتعمل على تطبيقها , وهنا (هيبة الدولة) التي يحميها حماة تنفيذ القانون , لا يمكن ترك العاصمة كما هي الأن (سداح مداح) لكل من "هب ودب" , يفترش الشوارع الهامة لعرض منتجات صينية وليبية ومصرية ومن "كل شيئ إن كان" دون رقابة ودون أداب عامة , وأمامها محلات لا سمح الله تفتح ليل نهار وتعمل حتى الساعات الأولى كل صباح , هذا كلام غير مؤدب !! لعلنا نتخذ من الإجراءات التى مورست أثناء الحظر نبراساً لما بعد " "كورونا" !!