تعرف على أسعار التصوير و"الفوتو سيشن " داخل قصر البارون

أخبار مصر

قصر البارون
قصر البارون


يعتبر قصر البارون من المعالم السياحية المتميزة في مصر، بما يضم من حديقة ضخمة والتي سيتم استغلالها ضمن سيناريو العرض، وكذلك في جلسات التصوير الفوتوغرافي، وذلك بعد افتتاح القصر المقرر خلال الشهرين القادمين. 

وحصلت الفجر على أسعار جلسات التصوير ودخول الكاميرا إلى قصر البارون، حيث تقرر أن تكون تذكرة دخول الكاميرا الفوتوغرافية 50 جنيهًا، وتذكرة حامل الكاميرا 20 جنيهًا. 

وعن جلسات التصوير "الفوتو سيشن" فتذكرة والجلسة خلال مواعيد العمل الرسمية للقصر هو 800 جنيهًا، مع مراعاة كافة اشتراطات الوزارة التي تحافظ على الأثر. 

وبدأ بناء القصر عام 1907 وانتهى في عام 1911 وهو يواكب فترة الخديو عباس حلمي الثاني، وهو الرجل الذي عرف بأبو ترميم الآثار الإسلامية، وهو ابن الخديو توفيق وجده الخديو إسماعيل، والذي أسس مصر الحديثة استكمالًا لأعمال جده الأكبر محمد علي باشا، فنستطيع أن نقول أن القصر ينتمي للفترة الحديثة ولكن بطراز وفنون مختلفة.

من هو البارون؟

هو جوزيف إدوارد إمبان، ولد عام 1852 وتوفي عام 1927 وهو من أصل بلجيكي ويطلق عليه في كل المراجع العربية والأجنبية أنه رجل الصناعة الأول في العالم فهو خريج هندسة وتعلمها في أكبر الجامعات بباريس، وكان جوالًا رحالًا سافر الهند وكانت معشوقته، وسافر الكونغو وبلاد أفريقية كثيرة، وسافر لكل العواصم الأوروبية، ثم بدأ في استثمار أمواله في الصناعة.

انتقاله إلى مصر

ركب البارون باخرته من الهند التي عاش فيها كثيرًا، وجاء إلى مصر عام 1904، وانبهر بالقاهرة الخديوية التي بناها عاشق مصر الإسلامية الخديو إسماعيل، وقد عاصره البارون عند مقدمه، ولما وصل البارون، تأمل شمال القاهرة بعد الريدانية وبعد العباسية، وهي منطقة صحراوية خالية والمعروفة الآن بمصر الجديدة، والتي أطلق عليها "هليوبوليس"، والمشتقة من معبد الشمس القديم.

وقرر أن يشترى مساحة تقدر بحوالي 25 كم متر، وبدأ في تأسيس مدينة سكنية، وقبل بدء التأسيس بدأ في بناء البنية التحتية لهذه المدينة من كهرباء ومياه وصرف صحي، وأطلق على المدينة "واحة عين شمس".

أهم إنشاءاته 

جاء الباورن إلى مصر وصار من المشاركين الأساسيين في صناعة وسائل المواصلات، فهو كان من المؤسسين لمترو باريس، وأصبح من أكبر المشاركين في هذه التكنولوجيا بالقرن الـ 19، ولقب بلقب البارون من ملك فرنسا بعد انتهاء هذا المشروع، وعلى أطراف هذه المدينة شرع في بناء قصره، وربط بين مدينته والقاهرة بواسطة المترو الكهربائي، كما بنى كنيسة في هذه المدينة والمعروفة بكنيسة البازيليك ولا تزال موجودة إلى وقتنا هذا، وكانت هذه الكنيسة في الأصل مطلية باللون الأحمر، وكان الأهالي يطلقون عليها الكنيسة الحمراء، وتخطيط المدينة وبناء القصر وتخطيط المدينة استغرق من 1907 إلى 1911.

كما قام ببناء ناد ضخم "نادي هليوبوليس"، وقام ببناء قصر هليوبوليس "الاتحادية"، وبني ناد للخيل، وناد للبلياردو"، "والمترو الذي أسسه البارون وهو مترو كهربائي يربط ما بين وسط البلد القاهرة، وما بين مصر الجديدة وكان يمر بجانب الكنيسة ثم يرجع ويدور من منطقة الكوربة.

أصل اسم الكوربة 

انتشر المترو في عام 1907 وكان الكمسارية بلجيكيين، حيث كانت مصر تستقطب الأيد العاملة من أوروبا، فكان الكمسري عند الدوران يقول "لاكورب" ومعناها الدوران، فسميت المنطقة بالكوربة.

سر تصميم القصر الغريب 

القصر تم اختياره من خلال معرض معماري في باريس، حيث استعرض البارون عدد من التصميمات ووقع اختياره على هذا التصميم المميز للمعماري ألكسندر مارسيل، فاشتراه، والفنان صاحب الزخارف هو الفنان الفرنسي لويس كلود.

وجاء التصميم نقلًا لفكرة المعابد الهندوسية والكمبودية، والمعبد الذي تم اشتقاق شكل القصر منه هو معبد "إن كروات" ومن معبد "أوريستا الهندوسي"، وبدأ يظهر الشكل المميز لقصر البارون، ويمثل شكله من أعلى شكل الزهرة المتفتحة.

حقيقة الأساطير حول القصر

كان من شروط البارون للمهندس مارسيل أن تشرق الشمس وتغرب وتتعامد على القصر في كل الأوقات، ولكن القصر ثابت، لا يلف ولا يدور كما ادعى البعض، كما أن برجه ثابت لا يدور، وكذلك لا توجد أسفله أي سراديب.

مساحة القصر ودلائل شكله الخارجي

الشكل الخارجي للقصر هو كمبودي هندوسي، ولكن من الداخل تأثر بالفنون المصرية، وتم بناؤه على مساحة 6 أفدنة ونصف بالحديقة، وكله من الخرسانة، وبه مجموعة كبيرة من التماثيل المتبقي منها عدد قليل للغاية، وترك البارون مصر في أواخر حياته وأوصى بعد وفاته أن يدفن في مصر، وبالفعل بعد وفاته دفن في كنيسة البازيليك.

السمات الفنية الغالبة على واجهة القصر
 
السمات الفنية كلها مقتبسة من المعابد الكبودية "إن كروات" والمعابد الهندوسية الأوريسا، من أهم التماثل هي مجموعة من الآلهة التي تمثل الآلهة الهنوسية والبوذية، وهناك المئات من الآلهة البوذية، ولكنها تخرج من 3 آلهة، وهم الإله الأكبر للكون البراهما، والإله الحافظ للكون كيشنو والإله المدمر للكون واسمه شيبا، وشيبا هو المدمر للبشر أو البشرية الفاسدة حتى تنشأ حياة نقية، السور كله محاط بتماثيل شيبا وحول رأسه هالات من النيران وحيات للقضاء على البشرية.

تقسيم القصر الداخلي

القصر عدة أدوار، الأرضي وهو للخدم وللمخازن والمطابخ، وملحق به 3 غرف منهم 2 للضيوف وواحدة للعب البلياردو وبها مدفأة، والطابق الأول يتكون من صالة كبيرة تفتح على 4 غرف للنوم وفي كل غرفة حمام خاص وهي الموضة التي انتشرت بعد ذلك، والبرج به السلم المستدير والأسانسير، والسلم من الطابق الأرضي للأول بالرخام، ومن الأول للأخير من الخشب وهو سلم معلق ويعتبر إعجازا هندسيًا فريدًا.

قصر البارون كقيمة أثرية وسياحية 

البارون قيمته الفنية عالية بالطبع، وقيمة تاريخية كبيرة، ولكنه –مثله في ذلك مثل أي أثر حديث- لا يحمل نفس قيمة الآثار المصرية القديمة، ولكنه سيكون نقطة جذب كبيرة للسياحة المصرية لعدة أسباب، أولها أنه في طريق المطار فهو مزار قريب لكل سائح يأتي لمصر عن هذا الطريق، كما أن مواصلاته يسيرة بالنسبة للسياحة الداخلية حيث يعتبر مترو الأنفاق قريبا من القصر، كما أن حديقة القصر تؤهله ليكون نقطة جذب أخرى من ناحية جلسات التصوير وإقامة الحفلات بما لا يضر الأثر.

ترميمات القصر الأخيرة 

القصر لم يكن تحت سيطرة الحكومة المصرية، وبعد جهود لأسرة الرئيس السابق آل للحكومة المصرية، ولكنه كان تابعًا لوزارة الإسكان ثم تم ضمه للآثار عام 2007 وصار مسجلًا في عداد الآثار الإسلامية، ومع الطفرة التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة ووفقًا لتوجيهات الرئاسة وتوجهات الحكومة وجدنا اهتمامًا كبيرًا من الدولة المصرية بقطاع السياحة والآثار بشكل عام، وقد بذلت وزارة السياحة والآثار بقيادة الدكتور خالد العناني مجهودًا كبيرًا السنوات القليلة الماضية حتي تم ترميم القصر. 

وبدأت خطة ترميم القصر في عام 2007 وتوقفت في أحداث 2011، ثم تم استئناف الأعمال عام 2016 2017، وجرت عمليات الترميم على قدم وساق، وكانت المفاجأة أن عمليات الترميم أظهرت اللون الحقيقي للقصر، وهو اللون الأحمر الغالب في هذه الفترة، وهذا هو الترميم الأول له منذ إنشاؤه. 

إعادة استغلال القصر

سيتم إقامة معرضًا -وليس متحفًا- تراثيًا عن تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور، بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة وجمعيات المجتمع المدني بمصر، وشمل المعرض مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة "هليوبوليس والمطرية" وأهم معالمها التراثية، وصور وخرائط ووثائق وأفلام تحكي مظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.

مميزات سيناريو عرض قصر بارون 

حديقة القصر تعتبر من مميزاته وهي التي سيتم فيها عرض أقدم عربة ترام كهربائي سارت في شوارع مصر الجديدة، والذي كان أحد المعالم الرئيسية للحي، وخضعت العربة لأعمال الترميم وتم رفع كفاءتها لإظهار بصورتها الأصلية، فهي تروي قصة إنشاء أول خط للترام في مصر، كما أنها تعطي الفكرة عن حركة التطور العمراني الذي ابتكره البارون إمبان لجذب السكان إلى الحي الجديد.