محمدو يوسفو.. الرئيس الذي لم يترك منصب سياسي بالنيجر

عربي ودولي

بوابة الفجر


يعتبر محمدو يوسفو، الرئيس الحالي لدولة النيجر، وهو أحد السياسيين المخضرمين في البلاد، والذي تقلب في العديد من المناصب السياسية من رئيس وزراء إلى زعيم للمعارضة، حتى وصل إلى سدة الرئاسة منذ 7 أبريل 2011.

نشأته
ينحدر يوسفو من قبيلة الهوسا، وولد في عام 1952، في بلدة دندجي في مقاطعة تاهوا بالنيجر، ودرس الهندسة، ليعمل كمهندس ثم شغل منصب المدير القومي للمنجم من 19880 حتى 1985 قبل أن يصبح الأمين العام لشركة التعدين النيجرية.

رئيس وزراء
بدأ يوسفو طريقه السياسي في أول انتخابات برلمانية ورئاسية تشهدها البلاد عام ١٩٩٣، حيث فاز حزب يوسفو علي ١٣ مقعد في الجمعية الوطنية كان أحدها نصيب يوسفو عن دائرة تاهوا وانضم حزب يوسفو لتحالف القوي من أجل التغيير، وخاض الانتخابات الرئاسية ليحصل علي المركز الثالث، ودعم مهمان عثمان في جولة الإعادة، وعين يوسفو رئيسا للوزراء في ١٧ أبريل ١٩٩٣.

رئيس برلمان
اختلف عثمان مع يوسفو في سبتمبر ١٩٩٤، مما أدي لقلب يوسفو الطاولة في وجه الرئيس، حيث استقال يوسفو من منصبه وانسحب حزبه من التحالف الحاكم، مما أفقد التحالف اغلبيته البرلمانية ودعا لانتخابات برلمانية، وادت الانتخابات الجديدة للتحالف بين يوسفو وخصومه السياسيين خاصة الحركة الوطنية من أجل تنمية المجتمع، وفاز في الإنتخابات وانتخب رئيسا للجمعية الوطنية، مما أدي الجمود سياسي بين الرئيس والحكومة المدعومة برلمانيا، وانتهي الخلاف بطلب يوسفو من المحكمة العليا بعزل عثمان عن الحكم.

تحت الحكم العسكري
تدخل الجيش في الحياة السياسية في النيجر في 27 يناير 1996، استولى إبراهيم باري مناصرة على السلطة في انقلاب عسكري، وتم القبض على كل رموز النظام السابق بما فيهم يوسفو مع الرئيس عثمان ورئيس الوزراء حماة أمادو ووضعوا رهن الإقامة الجبرية حتى أبريل 1996، وأخرجهم النظام العسكري على شاشة التلفزيون من قبل النظام العسكري في فبراير 1996 لتأييد الرأي الرسمي بأن الانقلاب سببه عيوب في النظام السياسي.

خاض يوسفو الانتخابات للمرة الثالثة في حياته، تحت النظام العسكري في ٨ يوليو ١٩٩٦، وهي كانت انتخابات معيبة، وحل فيها في المركز الرابع، وأصبح في الاقامة الجبري ثاني يوم ذهابه للتصويت إلي أن أفرج عنه في ١٢ أغسطس ١٩٩٦، واعتقل مرة أخرى عام ١٩٩٧ مع عثمان وتانجا، بعد تنظيمه لمظاهرة مؤيدة للديمقراطية.

ظل يوسفو زعيمًا للمعارضة، وبرز دوره في ذلك في عصر الرئيس تانجا، عندما عارض عمل استفتاء لفترات الرئاسة، واعتقل بسبب ذلك من الشرطة العسكرية ونظم اضراب في أنحاء النيجر، واطيح بتانجا في انقلاب عسكري، وسمحت الفترة الانتقالية بعودته للسياسة مرة أخرى وكان المرشح الأقوى للرئاسة، حتى تولى منصب رئيس الجمهورية في عام ٢٠١١.

القواعد الأجنبية
تعتبر أكبر السمات المميزة لحكم يوسفو، وهو انتشار القواعد الأجنبية في النيجر منذ توليه الحكم عام 2011، حيث تمتلك فرنسا قاعدتان جويتان، واحدة في مطار العاصمة نيامي، تنطلق منها طائرات مقاتلة وأخرى من دون طيار في إطار عملية برخان هي عملية عسكرية أطلقتها فرنسا عام 2014 لمحاربة الجماعات الإرهابية في دول الساحل الخمس موريتانيا، ومالي، والنيجر، وتشاد وبوركينا فاسو، والأخرى في ماداما شمالي النيجر.

كما سمح يوسفو للولايات المتحدة الأمريكية ببناء قاعدة عسكرية للطائرات من دون طيار في أگاديز، بتكلفة بناء تفوق 100 مليون دولار، كما سمح لهم بتسليح بتسليح طائرات "درونز" المسيرة، بينما كان من نصيب ألمانيا بقاعدة لوجستية في نيامي لدعم جنودها في دولة مالي المجاورة، ولا تزال هناك مفاوضات مع دولة خليجية لإنشاء قاعدة عسكرية لها بالنيجر.

صرح يوسفو بعد خروج مظاهرات شعبية في بعض دول الساحل، رافضة الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل الأفريقي، قائلًا: "أولئك الذين ينتقدون الحضور الفرنسي، أو حضور حلفاء آخرين في الساحل، ينسون أنّه من دون عملية سيرفال الفرنسية (2013) لكانت مالي قد سقطت بأيدي الإرهابيين، وربما النيجر أيضًا".

الحياة الشخصية
الرئيس النيجري يوسفو متزوج حاليًا من إمرأتين، هما السيدة عيساتا يوسف محمدو، والزوجة الثانية هي الدكتورة مليكة يوسفو محمدو.