أستاذ قانون دولي: تحكم أثيوبيا في المياه تهديد لأمن مصر (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


وصف الدكتور محمد سامح عمرو، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، تعامل مصر مع ملف سد النهضة الأثيوبي بأنه "حكيم"، وإنها حرصت على إشراف المجتمع الدولة في حل هذه القضية"، مشيرا إلى أن لجوء مصر إلى مجلس الأمن يمثل ورقة من أوراق اللعبة السياسية.

وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، الذي تقدمه الإعلامية لبنى عسل، على شاشة "الحياة"، أن أثيوبيا أعلنت بأنها ستعمل على ملء السد منفرد بعد 10 أيام، وبذلك لم يكن أمام مصر فى ظل التعنت الإثيوبى إلا أن تنتظر أكثر من هذا، لافتا إلى بلادنا دولة عضو بالأمم المتحدة تؤمن بحل أى نزاع بشكل سلمى.

وتابع أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة: "شرق أفريقيا أصبح اليوم جزءا مهما جدا لمصر والعالم، وتحكم دولة في المياه هو نوع من أنواع تهديد الأمن والسلم الدوليين بالمنطقة، معلقا: "دولة كبيرة مثل مصر أكيد لها خطط بديلة واللجوء إلى مجلس الأمن التزام علينا لأننا دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديد الأمن والسلم ليس معناه أن دولة تهدد باستخدام الأسلحة ضد دولة أخرى، وقضية مصر مدعومة ولجوء مصر إلى مجلس الأمن خطوة سليمة ولجأت إلى القنوات الشرعية".
وأعلنت جمهورية مصر العربية أمس الجمعة الموافق ١٩ يونيو ٢٠٢٠ أنها تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة حول سد النهضة الأثيوبي تدعو فيه المجلس إلى التدخل من أجل تأكيد أهمية مواصلة الدول الثلاث مصر وأثيوبيا والسودان التفاوض بحسن نية تنفيذًا لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصل إلى حل عادل ومتوازن لقضية سد النهضة الإثيوبي، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد يكون من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق. وقد استند خطاب مصر إلى مجلس الأمن إلى المادة ٣٥ من ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز للدول الأعضاء أن تنبه المجلس إلى أي أزمة من شأنها أن تهدد الأمن والسلم الدوليين.

وقد اتخذت جمهورية مصر العربية هذا القرار على ضوء تعثر المفاوضات التي جرت مؤخرًا حول سد النهضة نتيجة للمواقف الأثيوبية غير الإيجابية والتي تأتي في إطار النهج المستمر في هذا الصدد على مدار عقد من المفاوضات المضنية، مرورًا بالعديد من جولات التفاوض الثلاثية وكذلك المفاوضات التي عقدت في واشنطن برعاية الولايات المتحدة ومشاركة البنك الدولي والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث والذي قوبل بالرفض من أثيوبيا، ووصولًا إلى جولة المفاوضات الأخيرة التي دعا إليها مشكورًا السودان الشقيق وبذل خلالها جهودًا مقدرة من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح كافة الأطراف، إلا أن كافة تلك الجهود قد تعثرت بسبب عدم توفر الإرادة السياسية لدى أثيوبيا، وإصرارها على المضي في ملء سد النهضة بشكل أحادي بالمخالفة لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في ٢٣ مارس ٢٠١٥ والذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، ويلزم أثيوبيا بعدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب.

وتؤكد مصر مجددًا على حرصها على التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث ولا يفتئت على أي منها، وهو ما دعا مصر للانخراط في جولات المفاوضات المتعاقبة بحسن نية وبإرادة سياسية مُخلِصة. ومن هذا المنطلق، ونظرًا لما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر، فقد طالبت مصر مجلس الأمن بالتدخل وتحمل مسئولياته لتجنب أي شكل من أشكال التوتر وحفظ السلم والأمن الدولي.