كيف تثير الإنتهاكات التركية أزمات قانونية على المستوى الدولي

عربي ودولي

بوابة الفجر



منذ العام الماضي، حرصت تركيا على انتهاك القانون الدولي في منطقةالشرق الأوسط، عبر دعم الميليشيات المسلحة في عدة دول، وزيادة التوترات بالبحر المتوسط.

وتتصاعد الأزمة بين تركيا وقبرص ومصر واليونان في شرق المتوسط بعد إعلانها بدء عمليات تنقيب في المياه الإقليمية القبرصية، وسط معارضة قوية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومنعها شركات متعاقدة مع قبرص من التنقيب عن الغاز الطبيعي في مناطق داخل حدود الأخيرة.

وأنشطة تركيا تخالف اتفاقية ترسيم حدودها البحرية بين مصر وقبرص ويضعها في مأزق أمام الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وذلك في وقت لا تعترف فيه تركيا بالحدود البحرية لقبرص، وتواصل سعيها لعمليات التنقيب في مياهها الإقليمية.

وبعد إعلان القاهرة لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، والعمل على إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية"، بات الإضرار بمصالح اي دولة من الأعضاء يزعج كل الدول الأخرى وهم مصر وقبرص وفلسطين والأردن وإيطاليا واليونان.

وكانت مصر حذرت تركيا من التنقيب في منطقة بحرية غرب قبرص، كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء نوايا تركيا البدء في عمليات التنقيب، وأكدت أن هذه الخطوة بالغة الاستفزاز، وتهدد بإثارة التوترات في المنطقة".

ودفعت التوترات التركية بالبحر المتوسط، إلى إثارة قلق الاتحاد الأوروبي، فأعربت فيديريكا موجيريني، المنسقة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن "قلقها الشديد" إزاء اعتزام تركيا التنقيب داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وأكدت أن أي أعمال غير قانونية سوف "يرد" عليها الاتحاد الأوروبي "بشكل مناسب وفي تضامن تام" مع قبرص.

ومؤخرا، تقدمت شركة البترول التركية (تباو) بطلب إلى حكومة الوفاق الوطني في طرابلس للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط، وهو ما تعارضه اليونان وقبرص وآخرون بينهم الاتحاد الأوروبي، ويصفونه بالمخالف للقانون.

ويرجح الخبراء أن تلجأ دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على تركيا في حال إصرارها على المضي قدما في عمليات التنقيب في شرق المتوسط، ورغم التردد الأوروبي في التصدي لانتهاك أردوغان لقانون البحار الدولي وللمواثيق الدولية المنظمة لاستغلال الثروات الكامنة في البحر، مفهوما إلى حدا ما، إلا أن الأمر لن يستمر كثيرا خاصة وأن أوروبا غاضبة بسبب الدور التركي في ليبيا، خاصة بعد أن أصبحت المليشيات الإرهابية على أعتاب أوروبا.