بين العسكرية والدبلوماسية.. إبراهيم غالي رئيس جمهورية الصحراء المثير للجدل

عربي ودولي

إبراهيم غالي
إبراهيم غالي


يعتبر إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوية، رجل مناضل منذ العشرينات من عمره أمام الاحتلال الإسباني ثم السيطرة المغربية، ولعب أدوار عسكرية ودبلوماسية مهمة، حتى وصل لرئاسة بلاده في عام ٢٠١٦.

نشأته
ولد إبراهيم غالي في 19 أغسطس 1949 بمدينة السمارة؛ وهي المدينة الصحراوية التي لا تزال داخل الحدود المغربية، بدا غالي مسيرته النضالية مبكرًا في إطار الحركة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ضد الاستعمار الإسباني بقيادة محمد سيد إبراهيم بصيري.

يعتبر "غالي" من مؤسسي جبهة البوليساريو، وأنتخب أمينًا عامًا للجبهة في أول مؤتمر لها في 10 مايو 1973، ثم أطلق شرارة العمل المسلح ضد الإسبان وقاد بنفسه أول عملية عسكرية بالصحراء في 20 مايو 1973، ةظل في عمله العسكري حتى المؤتمر الثاني في الجزب. 

مفاوض للإسبان
تجنب في المؤتمر الثاني لجبهة البوليساريو أن يشارك في اللجنة التنفيذية للحركة وهي التي أصبحت فيما بعد الواجهة السياسية للحركة، وأصبح بعدها عضوا في لجنة العلاقات الخارجية ليتحول من خانة العمل العسكري للعمل الدبلوماسي ويقوم بعدد من الأدوار الهامة في دبلوماسية الحركة ومنها تمثيله للحركة في عدد من المؤتمرات الدولية في القاهرة وتنزانيا وزنجبار في الفترة ما بين ١٩٧٤_١٩٧٥ وخاض المفاوضات مع اسبانيا وشارك في تبادل عملية الأسري بين الطرفين في ١٩٧٥.

العمل العسكري
ازداد الدور الذي يلعبه "غالي" بعد الاستقلال حيث تولي منصب وزير الدفاع منذ مارس ١٩٧٦ حتى عام ١٩٨٩ ليترك المنصب ليتولي قيادة الناحية العسكرية الثانية، ثم عاد مرة أخرى لمنصب وزير الدفاع من عام ١٩٩٣ إلي عام ١٩٩٨.

تزامن ذلك مع عدد من المناصب الهامة داخل جبهة البوليساريو حيث انتخب في اللجنة التنفيذية من المؤتمر الثالث ١٩٧٦ إلي المؤتمر الثامن عام ١٩٨٩ ثم نال عضوية الأمانة الوطنية للمؤتمر التاسع ١٩٩٩ إلي المؤتمر الرابع عشر ٢٠١٥ 

مفاوض ودبلوماسي للمرة الثانية
عاد "غالي" إلى مهمته التفاوضية مرة أخرى ولكن تلك المرة مع المغرب حيث كان ضمن الوفد التفاوضي لدولة الصحراء مع الملك المغربي الحسن الثاني ١٩٨٩ ثم مع الملك الحالي محمد السادس ١٩٩٦ وكان ولي العهد آنذاك.

ترك العمل العسكري عام ١٩٩٨ ليتولي وزارة المناطق المحتلة عام ١٩٩٨ لمدة عام واحد ثم ابتعثته الحركة كممثل لها في اسبانيا حتي عام ٢٠٠٨ لينتقل بعدها كسفير فوق العادة في الجزائر.

عاد "غالي" لشغل المناصب القيادية داخل جبهة البلوساريو حيث اختير في يناير ٢٠١٦ مسؤول لأمانة التنظيم السياسي وفي مايو ٢٠١٦ أصبح أمينا للعام للجبهة ورئيسا للجمهورية الصحراوية في مؤتمر عام عقد بمخيمات اللاجئين الصحراويين لولاية الداخلة 

اتهام المحاكم الإسبانية له
اتهم "غالي" باغتصاب مواطنته خديجتو، والتي كانت تعمل مترجمة لرئيس الوزراء بالجزائر، حين دعاها منظمة ايطالية لزيارة ايطاليا بعد دورها الإنساني في مخيمات نتدوف، وذهبت للسفارة لإنهاء أوراقها وهناك اعطاها غالي موعد الساعة السابعة ليقوم بالتهامها جنسيا بحسب أدائها.

يعتبر "غالي" مطلوبا لدى محكمة جرائم التعذيب والاغتصاب في اسبانيا وذلك بعد صدور مذكرة اعتقال دولية بحق ابراهيم غالي مما جعل تحركات غالي محدودة داخل المخيمات ويتجنب السفر إلى أوروبا لا سيما أن وزارة العدل الإسبانية تراسل الحكومات المرتبطة بها باتفاقيات تعاون قضائي لتسليم غالي اذا وصل إليها مثل ما قامت به مع حكومة كوت ديفوار عندما انتوي السفر لها لحضور القمة الإفريقية

قضية الكركات
نجح خلال رئاسته للجمهورية الصحراوية في عدد من الملفات كان أهمها قضية الكركات وهي نقطة حدودية مع موريتانيا حاولت المغرب شق طريق فيها جنوب المنطقة العازلة التي تفصل المغرب عن دولة الصحراء وأقام مقاتلو البوليساريو بوضع نقطة عسكرية عند الكركات وتدخلت الأمم المتحدة مما أدي لانسحاب القوات المغربية من الكركات وهو ما يعتبر انتصارا ميدانيا للصحراويين.

نشاطه الأفريقي
يتميز ابراهيم غالي بنشاط أفريقي ملحوظ، حيث شارك ابراهيم غالي في القمة الإفريقية المنعقدة في أديس أبابا، وقدم مذكرة للمفاوض الأفريقي بالاعتراض على فتح بعض البلدان قنصليات لها في الأقاليم الصحراوية بالمغرب.