محمد مسعود يكتب: ماذا قدم السيسى للمصريين فى 6 سنوات؟

مقالات الرأي



رجل المستحيل.. ماذا قدم السيسى للمصريين فى 6 سنوات؟

نجّى مصر من جماعة متطرفة تتنفس الكذب وتمضغ الخديعة وتهضم الخيانة 

أنفق من صحته وعمره ولم يدخر جهدًا أو يبخل بنقطة عرق واحدة فى سبيل بناء مصر الحديثة 

تنفيذ ٨٢٧٨ مشروعًا باستثمارات 1.56 تريليون جنيه.. وطفرة غير مسبوقة فى الكهرباء والبترول وتوصيل الغاز إلى 1.3 مليون منزل 

قضى بالعلاج المجانى على فيروس c وحملات الكشف المبكر عن سرطان الثدى 

رفع المبلغ المخصص لمشروع «تكافل وكرامة» من 17.5 مليار جنيه إلى 18.5 مليار جنيه.. وارتفاع مخصصات دعم التموين إلى 89 مليار جنيه فى 2019

بالقرب من شارع الفجالة، بمنطقة رمسيس، بوسط القاهرة، سار الكثيرون - وأنا منهم - فى خطوات ثقيلة.. كبلتها خيبة الأمل.. وعيون زائغة.. من كآبة الموقف.. جميعنا، يضرب أخماسا فى أسداس.. وشبح المستقبل المظلم يطوقنا.. حينها استمعت لصوت محمد مرسى صادرا من أحد التليفزيونات القريبة بالشارع صارخا فى أداء تمثيلى: «لن أخون الله فيكم.. لن أخون الله فيكم».

قليلون فقط، من كانوا يعلمون أن عبارات مرسى، ما هى إلا أكاذيب، صدرتها جماعة إرهابية خبيثة، تتنفس الكذب، وتمضغ الخديعة، وتهضم الخيانة، وأن الحقيقة أنه خان الله فينا فعليا.. أهدر دماءنا.. وسلم شعبا كاملا ظنا منه أنه قطيع.. لمجزر مكتب الإرشاد.. ليذبح ويقطّع من لحومنا بكل تبجح، ولم لا، وقد علم الجميع أن معطيات الأمر الواقع، تقضى بإما أن يحكمونا.. أو يقتلونا.

وقتها.. اتشحت الأيام بالسواد، وباتت الليالى طويلة.. ثقيلة على الأنفس.. محبطة للأذهان.. وبدت مصر وقد عصبت رأسها الموجوع، بعد أن استسلم جسدها المنهك، لسرطان الجماعة، التى أكدت بثقة وحزم أنها ستمكث فى حكم مصر خمسمائة سنة.

إلى أن جاء عبد الفتاح السيسى، ليرفع سكين الجماعة من على رقاب بنى وطنه.. وينتشل مصر من وحل الجماعة، ويشفيها من خلاياها الخبيثة والمتشعبة.. ويصبح هناك أخيرا.. رئيس جدير بحكم مصر.. ويعيد الأمن إلى النفوس.. والسكينة إلى القلوب.. والأمل إلى الأرواح اليائسة.. ولم لا، وقد أعاد الوطن المختطف إلى أهله وناسه.

ومن جوف الزمن.. مرت الأيام.. سريعة ومتلاحقة.. إلى أن وصلنا إلى العام السادس من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، والحقيقة، كان من المفترض أن تكون هذه المساحة مخصصة للحديث عما فعله الرئيس للمصريين فى ستة أعوام.. لكننى أرى أنه لا يجوز الحديث عن جهد وتضحيات ومشروعات الرئيس، دون الإشارة إلى الأساس أو الانجاز الأكبر، والأهم.. وهو الخلاص من جماعة الإخوان.. ومحاربة الإرهاب.. والقضاء عليه.

1التركة

تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم لبلد عريق هو الأكبر والأهم فى الشرق الأوسط، وهو يعلم تمام العلم قيمة مصر الحقيقية.. وقدرها ومقدارها، وبحكم أهميتها كان حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه جسيمة، خاصة أن الأوضاع لم تكن مستقرة على جميع المستويات، وكان البلد أشبه بـ«مصفاة» مليئة بالثقوب، عليه أن يسدها جميعا، حتى يدرأ عنها الخطر، خاصة بعد إفساده لمخططات التقسيم والتنازل عن قطعة من الوطن، وهو ما كانت الجماعة اللعوب قد وافقت عليه.. ليواجه مخاطر ومؤامرات خارجية.. وأزمات وحرب شائعات داخلية.

كانت المخاطر تحيط بهذا الوطن من جميع الاتجاهات، وكان على الرئيس الذى حقا (لم يخن الله فينا)، عليه أن يمنع الخطر، ويبنى دروع الحماية، وبدأ مشواره وخطته للنهوض بمصر، بعد أن أنفق ستة أعوام من عمره، بانت خلالها معالم الزمن والمسئوليات والهموم على وجهه إذا ما قارنت صوره فى 2014 بصوره فى 2020.

تركة ثقيلة، وهم ثقيل، بلد اقتصاده على المحك، والحالة الصحية والتعليمية لم تكن على ما يرام، حتى مشروعات البنية التحتية التى أنجزت فى عهد الرئيس حسنى مبارك أنّتْ وهلكت وتدهورت.. كان عليه أن يتعامل مع كل هذا الموروث والتركة الثقيلة، فوزع إرادته على الجميع.. لتسليح الجيش ومحاربة الأمراض ودعم الاقتصاد.. وبناء المدن.. والسعى فى بناء الإنسان الذى يسكنها.

2شبح الموت

ومثلما أنقذ الرئيس عبد الفتاح السيسى المصريين من جماعة الإخوان المسلمين، أنقذهم للمرة الثانية بمشروع قومى من أهم المشروعات التى أنجزت خلال الأعوام الستة، لكونه يتعلق بالصحة، وهو مشروع (100 مليون صحة) الذى قضى تماما ونهائيا على فيروس c الذى كان علاجه يتكلف عشرات الآلاف من الجنيهات، وفرته الدولة بمشروعها القومى مجانا وللجميع، بخلاف حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدى للسيدات علاوة على مبادرة علاج التقزم والسمنة والأنيميا بين تلاميذ المدارس الابتدائية، ومبادرة الكشف المبكر عن مشاكل السمع لدى الأطفال الرضع والمواليد.

ولأن الرئيس كان يبحث عن أوجاع المواطنين فيداويها، كانت الصحة على رأس أولوياته.. لأنه يحتاج شعبا شابا سليما يساعده فى النهوض.. وبناء مصر الحديثة بمشروعات وفرت مئات الآلاف من فرص العمل، وهو ما ظهر جليا فى نسبة البطالة التى تراجعت عند تسلمه مقاليد الحكم من 14% إلى 7% فقط.

3الإرهاب.. والمرتزقة

اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو العدو المبين لها ولمن يمولها سواء الصغيرة قطر، أو تركيا ورئيسها المترنح أردوغان، لذا لم يكن كافيا محاربة النظام المصرى بإطلاق الشائعات التى عملت الدولة المصرية وإعلامها على نفيها ودرأ الفتن التى تصدر عنها، وهو إنجاز إعلامى يحسب للرئيس وحكومته والأجهزة المختلفة وللشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

لذا كان على أعداء مصر، أن يحاربوها عن طريق تسميم الحياة بالإرهاب.. وزرع الخوف فى الأنفس، واستمرار حالة الحزن والحداد على شهدائنا من الجيش والشرطة، وبنظرة تقيمية على ملف الإرهاب سنجد أن مصر فى عام 2017 واجهت نحو 110 عمليات إرهابية، وصلت إلى 8 عمليات فقط فى 2018.. ولم تسجل من حينها حتى كتابة هذه السطور سوى عمليتين فقط.

نجح السيسى بتفويض من الشعب فى القضاء على الإرهاب.. وها هو يدافع ببسالة عن أمن مصر فى الأراضى الليبية، وكونه من رجال القوات المسلحة.. فإنه يتعامل بحسم وحزم وذكاء شديد فى إدارة الملف.

4الوجع

دفعت مصر فاتورة الإرهاب من دماء أولادها، الذين لم يبخلوا على الوطن ودافعوا عنه بالروح والجسد، لذا.. سقط العديد من الشهداء، وفى كل مناسبة كان الرئيس حريصا على استقبال أسر الشهداء وأولادهم، وفى كل مرة يحتضنه ذووهم تلمع عين الرئيس بالدموع وتبدو حزينة، فالعامل الإنسانى يغلب عليه، غير أنه ناتج من كراهيته للظلم، وإيمانه بالحق.. وهو ما جعل الرئيس بخلاف أعماله قريبا من قلوب المصريين الذين يشعرون أنه منهم.. يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم ويخاف على صحتهم ويحاول توفير المساكن الآدمية وخلق فرص عمل وفتح أبواب رزق جديدة لهم.

اهتمام الرئيس بالبسطاء كان هو السبب الأول فى تكثيف برامج الحماية الاجتماعية ورفع المبلغ المخصص لمشروع «تكافل وكرامة» من 17.5 مليار جنيه إلى 18.5 مليار جنيه، وارتفعت مخصصات دعم التموين فى عام 2019 إلى 89 مليار جنيه.

5معجزة الإسكان والطرق

مشروعات الإسكان فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى أشبه بالمعجزة، كونها تم إنجازها فى وقت قصير، مثل مشروع الإسكان الاجتماعى لشريحة الشباب ومحدودى الدخل، تم الانتهاء من تنفيذ 414 ألف وحدة سكنية، بتكلفة 51 مليار جنيه، نسبة 38% منها بالمحافظات، وجارٍ تنفيذ 194 ألف وحدة أخرى، بتكلفة 37 مليار جنيه، وفى مشروع «دار مصر» للإسكان المتوسط، تم الانتهاء من تنفيذ 41424 وحدة، بتكلفة 13 مليار جنيه، وجارٍ تنفيذ 15480 وحدة أخرى، بتكلفة 4.6 مليار جنيه.

وفى مشروع «سكن مصر» للإسكان المتوسط، تم الانتهاء من تنفيذ 2232 وحدة، بتكلفة 670 مليون جنيه، وجارٍ تنفيذ 67696 وحدة أخرى، بتكلفة 20.3 مليار جنيه».

وكان وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عاصم الجزار قد أكد أن جهود الوزارة لا تقتصر على إنشاء الوحدات السكنية فحسب، بل تعمل على تحقيق رغبة المواطنين فى تملك مسكنهم الخاص، حيث تم خلال الفترة من 2014 حتى 2020، طرح 328 ألف قطعة أرض لمختلف شرائح المجتمع (أراضى إسكان: اجتماعى – متميز – أكثر تميزاً)، وهذه الأراضى وفرت ملايين الوحدات السكنية.

غير أن الدولة اقتحمت ملفاً شائكاً، وهو ملف تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، والمناطق غير المخططة، وتم تنفيذ 165.958 ألف وحدة، فى 298 منطقة تم تطويرها، بتكلفة 41 مليار جنيه (26 ملياراً للمشروعات + 15 مليارًا قيمة الأراضي) وجارٍ تنفيذ 74.927 ألف وحدة أخرى، فى 59 منطقة جارٍ تطويرها، بتكلفة 22 مليار جنيه (14 ملياراً للمشروعات + 8 مليارات قيمة الأراضى) كما تم تطوير 53 منطقة غير مخططة، وجارٍ تطوير 17 منطقة أخرى، بتكلفة إجمالية 318 مليار جنيه، موضحاً أنه تم مؤخرًا تطوير ميدان التحرير، وذلك فى إطار مشروعات تطوير القاهرة التاريخية.

وفى ملف الطرق، تم الانتهاء من تنفيذ 2345 كم طرق، بتكلفة 13 مليار جنيه، وجارٍ تنفيذ 150 كم طرق، بتكلفة 3 مليارات جنيه.

6المدن الجديدة

وشرعت الوزارة فى تنفيذ جيل من المدن الجديدة، وهى مدن الجيل الرابع، وفى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، وتم حتى الآن الانتهاء من تنفيذ 6068 وحدة سكنية، وجارٍ تنفيذ 13260 وحدة بها، كما تم الانتهاء من تنفيذ 178 فيلا، وجارٍ تنفيذ 774 فيلا، وجارٍ تنفيذ 2920 وحدة بالإسكان المختلط والواحة، وتم الانتهاء من الهيكل الخرسانى لأول برج بمنطقة الأعمال المركزية، هذا بخلاف أعمال المرافق التى يتم تنفيذها.

وجارٍ أيضًا تنفيذ مدينة العلمين الجديدة، لتكون من أهم المدن المطلة على البحر المتوسط، وتم حتى الآن فى مشروع الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، الانتهاء من تنفيذ 5 مبانٍ، وتشغيل 3 منها (سكن الطلاب – كلية الصيدلة – كلية طب الإسنان)، كما تم الانتهاء من تنفيذ 1920 وحدة بالإسكان الاجتماعى المميز، وتم تسليم 860 وحدة منها، بخلاف مشروعات الطرق، والمرافق، كما تتم أعمال التنمية المختلفة بعدد من المدن الأخرى؛ منها: المنصورة الجديدة، وشرق بورسعيد، وغرب أسيوط - ناصر، وغرب قنا، وغيرها».

7مشروعات عملاقة

كل ذلك بخلاف العديد من المشروعات القومية والتنموية الكبرى فى منطقة شرق قناة السويس، ومشروعات أنفاق قناة السويس، ومشروع جبل الجلالة، وإضافة مئات الآلاف من الأفدنة للرقعة الزراعية، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، مرورا بمشروعات إسكان أهالى العشوائيات فى الأسمرات بمراحله المختلفة، ومشروع تل العقارب التى يعاد بناؤها بعد هدمها بالكامل، ومثلث ماسبيرو، ومشروع أكبر مصائد سمكية فى الشرق الأوسط فى بركة غليون، ومبادرة المشروعات الصغيرة التى تتكلف ٢٠٠ مليار جنيه على مدى أربع سنوات بفائدة متناقصة، ومشروع متحف الحضارة الكبير، وتطوير وتحديث ميدان التحرير.

مصر نفذت ٨٢٧٨ مشروعا باستثمارات 1.56 تريليون جنيه، تستهدف تحسين مستوى معيشة المواطن المصرى، بطفرة غير مسبوقة فى الكهرباء والبترول وتوصيل الغاز إلى 1.3 مليون منزل.

8- النقل

يعد مشروع وزارة النقل من أهم المشروعات فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، كون القطاع شهد تطورا ملحوظا باتخاذ إجراءات لرفع معدلات السلامة والأمان بالمحطات والورش، وتوفير قطع الغيار الأصلية ورفع مستوى الصيانة والعامل البشرى.

وتمثلت خطة تطوير السكة الحديد فى توريد ١٣٠٠ عربة ركاب، ورصد ٥٥ مليار جنية لتنفيذ مشروعات جديدة حتى عام ٢٠٢٢، و٣٧ مليار جنية لكهرباء إشارات خطوط السكة الحديد لزيادة معدلات الأمان، كونها تنقل نحو مليون راكب يوميا، وفى ضوء مشروعات الطرق والكبارى، التى شهدتها وزارة النقل خلال الخمس سنوات الماضية (2014/2019)، احتلت مصر المرتبة 75 عالميا فى الجودة، وانخفاض الحوادث إلى 40%.

أما مشروع المونوريل الذى يجرى الاستعداد لإدخاله إلى مصر للمرة الأولى فيمثل نقلة وتحولا كبيرا فى وسائل المواصلات، يسير على كمرة خرسانية معلقة، وتبلغ سعته القصوى ما يقرب من مليون راكب يوميا، وتربط محافظة القاهرة من محطة الاستاد بالخط الثالث لمترو الأنفاق بشارع صلاح سالم بكل من القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة بطول 54 كيلو وعدد (21) محطة.