بعد أزمة نقله لكورونا.. أول رد للبابا فرنسيس على تناول سر الإفخارستيا

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس


علق قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، على تناول سر الإفخارستيا والتناول بالماستير ونقله لعدوى فيروس كورونا "كوفيد 19" قائلًا: إن الإفخارستيا تحمل لنا محبّة الله الأمينة التي تشفي يُتمنا، وتعطينا محبّة يسوع الذي حوّل القبر من نقطة وصول إلى نقطة انطلاق.

وجاء ذلك خلال ترؤسه القداس الإلهي، صباح اليوم الأحد، في بازيليك القديس بطرس بمناسبة عيد جسد الرب ودمه، بحضور 50 فرد، وذلك للحد من إنتشار فيروس كورونا. 

وقال "وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك" (تثنية الإشتراع ٨، ٢)، أذكر: بدعوة موسى هذه افتُتحت اليوم كلمة الله بعد أن أعاد التأكيد قائلًا: "ولا تنسى الرب إلهك" (الآية ١٤).

وأضاف: أن الكتاب المقدس قد اعطى لنا لكي نتغلّب على نسيان الله؛ كم هو مهمّ أن نتذكّر هذا الأمر عندما نصلّي!، كما يعلمنا المزمور القائل أذكُر أعمال الرب إذ أتذكَّر عجائبك" (مز ٧٧، ١٢).

وتابع أن نتذكّر الخير الذي نلناه: بدون أن نتذكّره نصبح غرباء عن أنفسنا، "غائبون" عن الوجود؛ بدون ذكرى نُقتلع من الأرض التي تغذينا ونسمح بأن يحملنا الهواء بعيدًا كالأوراق.

وأوضح أن الذكرى فهي تعيد توثيق الروابط الأقوى؛ إنها الشعور بأننا جزء من تاريخ وأن نتنفّس كشعب. إن الذكرى ليست أمرًا شخصيًّا وخاصًا بل هي الدرب التي تجمعنا بالله وبالآخرين، لذلك تُنقل ذكرى الرب في الكتاب المقدّس من جيل إلى جيل ويخبرها الأب لابنه كما يقول أحد المقاطع الجميلة.

وأورد أنه إذا سألك ابنك غدًا قائلًا " ما هي الشهادات والفرائض والاحكام التي اوصاكم بها الرب الهنا تقول لابنك كنا عبيدا... وصنع الرب آيات وعجائب عظيمة أمام أعيننا" (تثنية الإشتراع ٦، ٢٠- 22).

وتسائل: ماذا لو انقطعت سلسلة نقل الذكريات؟ وكيف يمكننا عندها أن نتذكر ما سمعنا عنه فقط بدون أن نختبره؟ 

وأردف أن الله يعرف كم أن هذا الأمر صعب ويعرف كم هي ضعيفة ذاكرتنا ولذلك حقق لنا أمرًا لم يسبق له من مثيل: ترك لنا تذكارًا لم يترك لنا كلمات فقط لأنه من السهل علينا أن ننسى ما نسمعه، كذلك لم يترك لنا الكتاب المقدس وحسب لأنّه من السهل علينا أن ننسى ما نقرؤه، ولم يترك لنا علامات فقط لأنه بإمكاننا أن ننسى أيضًا ما نراه، بل أعطانا طعامًا ومن الصعب علينا أن ننسى طعمًا معيّنًا.

وأورد أن المسيح قد ترك لنا خبزًا هو موجود فيه، حيٌّ وحقيقي ويحمل طعم محبّته، وعندما نناله يمكننا أن نقول: "إنه الرب، وهو يذكرني!". لذلك طلب منا يسوع: "اِصنَعوا هذا لِذِكري" (١ كور ١١، ٢٤). 

وأوضح أن الإفخارستيا ليست مجرّد ذكرى، بل هي واقع، وإنها فصح الرب الذي يعيش مجدّدًا من أجلنا، مؤكدًا أن في القداس الإلهي يكون موت يسوع وقيامته أمامنا، اِصنَعوا هذا لِذِكري.

وأكمل "اجتمعوا وكجماعة وشعب احتفلوا بالإفخارستيا لكي تذكروني، فإننا لا يمكننا أن نعيش بدون الإفخارستيا، إنها تذكار الله وهي تشفي ذاكرتنا الجريحة".