الفنانة الإيرانية مرجان.. صوت أشعل الثورة ضد نظام الملالي

عربي ودولي

الفنانة الإيرانية
الفنانة الإيرانية مرجان


لم تكن مجرد صوت جميل يشدو، أو مغنية يلتف حولها الملايين بل كانت صوت المقهورين المظلومين من أبناء الشعب الإيراني حيث كانت أغنيتها تعبر عن المواطن المظلوم من جراء حكم الملالي يحيي بداخلهم الأمل في تغييره، والتي توفت منذ أيام قليلة في أحد مستشفيات لوس أنجلوس الامريكية.

ولدت السيدة مرجان في عام 1948، واسمها الحقيقي (شهلا صافي ضمير)، وتذكر شهلا إن سبب تسمية والدتها لها بهذا الاسم هو سعة عينيها، وبدأت نشاطاتها الإعلامية والصحفية، كصحفية مراهقة منذ أن كانت في المدرسة الثانوية، حيث عملت محررة لمجلة معلومات الاطفال، ثم أصبحت مقدمة برامج أسبوعية للموضوعات التي تصدرها مجلة معلومات الأطفال.
 
دخلت مجال السينما ١٩٦٩ وعمرها ٢١ عام بدورها في فيلم عالم ملئ بالأمل للمخرج احمد شيرازي وبعدها اختارت لنفسها اسم مرجان ومرت مسيرتها السينمائية بأفلام شارك بها ممثلين مشهورين في إيران مثل محمد علي فردين وناصر ملك مطيعي،واحترفت الغناء أيضأ.

انضمت مرجان إلي منظمة مجاهدي خلق،وبعد قيام النظام الإيراني اكتشفت انها ممنوعة من العمل،بل ان النظام اعدم الأفلام واستوديوهات التصوير.

اعتقلت من النظام الإيراني بعد أدائها لأغنية "وطن" عام١٩٨٠، وفي يوليو ١٩٨٢ اعتقلت مرة اخري من قوات الحرس الثوري وحبست لمدة عامين قضت منهم ٨ أشهر في الحبس الانفرادي ولم يكتفي النظام بذلك بل سجن ايضا زوجها الذي يعمل مخرجا.

بعد الإفراج عن مرجان اتجهت إلي السفارة الأمريكية في دبي وطلبت اللجوء السياسي وانتقلت إلي واشنطن وأصبحت أحد نشطاء منظمة خلق وعادت في عام ٢٠٠١ إلي الغناء مرة اخري بأغنية "نمو حتمي" في تجمع كبير في مؤتمر للنشطاء الإيرانيين في واشنطن.

انسابت الأغاني الثورية مثل شهداء المدينة وصوت ما زلت حيا واغنية انا لم امت واغنية دعونا نبني وطنا ونشيد حان الوقت للاسقاط واغنية كسر صمت ألفية في ٢٠٩ والتي تتحدث عن ما يحدث في سجن ايفين، والحظر، ووقت الإطاحة، وما يمكنني قوله، والراية، والصراخ الصامت، والمنتظر بدون ذريعة، و"يمكن بالمستطاع وكانت آخر أعمالها السينمائية فيلم الاتكاء علي الريح مع زوجها وقامت بالغناء في الفيلم.

توفت مرجان بعد صراع مع فيروس كورونا المستجد في لوس أنجلوس ونعتها مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية قائلة:"أوجه التحية لك، أنت التي نهضت، بالإيمان وبتحمل الآلام، من وسط زوبعة الديكتاتورية والاضطهاد، لكي تعكسي في جميع أنحاء العالم صوت المطالبة بالحرية للشعب، أحييك يا عزيزتي، التي صاحب حضورك باسم المرأة المضطهدة، طوال تاريخ النضال العادل من أجل الحرية، كرمز شامخ ومصمم، وخرجت من قلب ظلام التحجر، وليس الفجر، وتألقت لتعكسي الصوت الوحيد المحروق من الظلم والقمع."

لن ينسى الشعب الإيراني صراخ مرجان ضد الملالي الحاكمين عندما غنت «لنفترض تضربون وتقتلون، فماذا تفعلون بتفتح البرعم الحتمي. وماذا تفعلون بفراخ الأعشاش الوليدة؟، ولا ننسى كلماتها الموجهة للمرأة الإيرانية عندما قالت «عزيزتي، شدي من أزركي وانهضي لتكوني حادية قافلة النضال وكوني واثقة بإرادتك».؟»