بعد الانهيار.. كيف أنقذ السيسي الاقتصاد المصري في ست سنوات؟

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي


نجح الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مدار 6 سنوات، في تقديم تجربة اقتصادية ناجحة، واستطاع العبور بالاقتصاد بعد سنوات صعبة خلال فترة حكم الاخوان وأحداث 2011، وصمدت مصر أمام وباء كورونا الذي أدى لانهيار اقتصاديات دول عظمى مثل ألمانيا وإيطاليا وأمريكا وسط إشادة دولية.

معدلات النمو 
خلال أحدث 2011، وما تبع الثورة من أعمال عنف وتخريب، وتولي الإخوان الحكم في مصر، سجلت مصر أدنى معدلات النمو بين عامي 2011 و2013 في حدود 1.8%-2%، وارتفعت معدلات البطالة لـ 13%، ولم يكن الطريق نحو تحقيق الإصلاح الاقتصادي سهلا.

اتجه العجز الكلي نحو الارتفاع خلال تلك الفترة من 9.8% إلى 13.7% وهبطت قدرة الاحتياطي من النقد الأجنبي على تغطية الواردات من 5.9 شهور لـ 3.1 و3.4 شهر خلال عامي 2013-2012 بعدما تعرضت مصر لضربات موجعة من توترات سياسية وأمنية.

الانطلاق الاقتصادي
كانت بداية 2014، الانطلاقة الحقيقة لخطوات الإصلاح الاقتصادي، وشمل الاصلاح خطوات هيكلية بعدد من القطاعات الحيوية، وتشريعية للتعديل القوانين القديمة بالتزامن مع التحسن التدريجي بمؤشرات الأداء، وانتهى العام المالي بتحقيق طفرة اقتصادية.

وسجل الاقتصاد المصرى بنهاية العام المالى 2018-2019 أعلى معدل نمو اقتصادي بين دول المنطقة بنسبة 5.6% وهو أفضل معدل يتحقق منذ 11 عام مضت، وثالث أعلى معدل نمو على مستوى العالم، وسيطرت مصر على ارتفاع الأسعار، وسجل معدل التضخم السنوى نسبة بـ 9.2% منذ 6 سنوات.

انخفض معدل البطالة لأقل مستوى منذ 3 عقود، وسجل 7.7% في العام الحالى 2020، وبلغ معدل البطالة 8% بنهاية 2019، حيث قدر عدد العاطلين حوالي 2.2 مليون شخص، ووصل عدد العاملين 26.7 مليون شخص حتى الربع الأول من عام 2020.

فائض اقتصادي
نجح الاقتصاد المصري، في تحقيق فائض أولي أكثر من 2 % من موازنة العام الماضى 2018-2019 بما يساوي 104 مليارات جنيه بالمقابل مع فائضا أوليا 2 مليار جنيه خلال السنة المالية 2017-2018، وكان هذا الفائض الأول الذى تجنيه الحكومة منذ 15 عاما.

أسست الحكومة أول صندوق سيادى مصري، في منتصف عام 2018 برأس مال 200 مليار جنيه، لينضم خلال عامين إلى صناديق الثروة العالمية فى المرتبة 43 بين 93 صندوق سيادي في العالم، تملك الصندوق 0.14% من إجمالي أصول الصناديق السيادية العالمية.

التصنيف الائتماني
حقق التصنيف الائتماني لمصر من الوكالات الدولية أفضل مستوى خلال 8 سنوات ليقف عند مستوى (B) مع نظرة مستقبلية مستقرة فى ظل أزمة كورونا، وتضاعفت الاستثمارات المباشرة في مصر بنسبة تزيد علي 250% خلال 8 سنوات، وقفر الاستثمار المباشر من 2.2 مليار دولار عام 2011، لـ 7.7 مليار دولار عام 2017-2018، وكان الاستثمار 5.9 مليار دولار عام 2018-2019، وسط تنبوءات بأن ترتفع إلى 8 مليارات دولار قبل أزمة كورونا.

من جانبه، أكد محمد الأتربي، رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، أن القطاع المصرفي حقق إنجازات خلال 6 سنوات منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، وكان لدعمه الأثر الكبير في تعزيز دور الجهاز المصرفي.

أضاف "الأتربي"، في تصريحات صحفية، أن البنك المركزي المصري أطلق مبادرات لدعم الشباب وريادة الأعمال، وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومحاربة البطالة، وتعميق الصناعة المحلية وزيادة الإنتاج المحلي، وتوفير سكن لمحدودي ومتوسطي الدخل عبر خدمات التمويل العقاري.

برنامج الإصلاح الاقتصادي
أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، أن أهم ما يميز السنوات الماضية إطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي وعملية تحرير سعر الصرف، وتحقيق الاستقرار النقدي من خلال السياسة النقدية، وتقويم السوق بعد أن سيطرة تجار العملة في السوق السوداء، بالإضافة إلى زيادة مواردة العملة الصعبة بعد الإصلاح بأكثر من 250 مليار دولار.

وأشار إلى بناء رصيد من احتياطي النقد الأجنبي تجاوزت مستوى 45 مليار دولار، وهي درع قوي في مواجهة فيروس فيروس "كورونا"، وتخطي أزمات عديدة منها أزمة الأسواق الناشئة قبل عامين، وأزمة الحرب التجارية الأمريكية - الصينية، وأنه في طريقه لتجاوز أزمة تفشي فيروس "كورونا" 

أضاف "الأتربي"، أن السيسي أسس المجلس القومي للمدفوعات بهدف التحول إلى مجتمع غير نقدي، بدلا من الاعتماد على "الكاش"، وتحقيق الشمول المالي، ما أدى لتعزيز قاعدة المتعاملين مع البنوك والمؤسسات المالية خلال الآونة الأخيرة، موضحا أن ما يقوم به الجهاز المصرفي من دور في المسئولية المجتمعية، في التعليم والصحة والقضاء على العشوائيات وتوفير حياة كريمة للمواطنين.

كما أشاد، بتنفيذ البنك المركزي لحزمة من الإجراءات لمواجهة فيروس "كورونا"، مشيرا إلى إشادات صندوق النقد والبنك الدولي، واقبال المستثمرين الأجانب على شراء السندات التي طرحتها مصر، وتخطت التغطية 4 مرات ما طلبته مصر، بآجال تصل إلى 30 عاما.