"كورونا" يدفع الكنيسة لمناقشة إلغاء الماستير من التناول منعًا للعدوى.. وأسقف المنيا: الأمر سابق لأوانه ونننظر ونتابع

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


أثار تصريح قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تصريحه الإخير خلال إحدى الحوارات الصحفية التي أجراها بأن المجمع المقدس يمكن‏ ‏أن‏ ‏يطرح‏ ‏مناولة الشعب في الكنيسة بالماستير ( المعلقة) ‏للمناقشة، حيث جاء ‏ ‏ ‏بالمطالبة‏ ‏بالغاء‏ ‏الماستير‏ ‏عند‏ ‏التناول من بعض رواد التواصل الإجتماعي علي موقع فيس بوك للحد من نفل العدوى.

ومنذ ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد وحتى يومنا هذا؛ لم يتوقف الجدل في الكنائس حول طقس سر "الإفخارستيا" أحد أسرار السبعة في الكنيسة، إذ يتطلب الطقس أن يتناول المسيحيون من يد الكاهن قطعة قربان وملعقة من الخمر حيث يمثلان معا جسد المسيح ودمه، بينما يتم تناول الخمر بملعقة واحدة من يد الكاهن لكل شعب الكنيسة الحاضرين الأمر الذى رأى البعض إمكانية نقله للعدوى بينما أشار البعض الآخر إلى أن هذا الطقس يشفي من الأمراض ولا ينقلها.

وأصدرت اللجنة الدائمة بالمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس بإستمرار غلق أبواب الكنائس وتعليق كافة الصلوات بها والانشطة الكنيسة للحد من التجمعات منعًا لإنتشار فيروس كورونا؛ ‏إلا‏ ‏أن‏ الكنيسة سمحت بأن يكون ‏هناك‏ ‏انفراجات‏ ‏في‏ ‏ممارسة‏ ‏أسرار‏ ‏الكنيسة‏، ‏مثل‏ ‏المعمودية‏، ‏ومسحة‏ ‏المرضى، ‏واكاليل الزواج‏، ‏‏التي ‏لم‏ ‏تتوقف‏ ‏في‏ ‏ظل‏ ‏الإجراءات‏ ‏الاحترازية‏ ‏والأعداد‏ ‏المحدودة.

ويقول الأنبا مكاريوس، أسقف عام إيبارشية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، إن قداسة البابا قد قال الامر قابل للنقاش.

وأشار "مكاريوس" إلى أن قداسته قد أكد ان التناول بالماستير لم يؤذ احدا على مدار التاريخ.

وأوضح أسقف عام المنيا وابوقرقاص الي بوابة الفجر، أن الامر سابق الى أوانه وعلينا أن ننتظر ونتابع.

وتواصلت بوابة الفجر مع الأنبا دانيال، سكرتير المجمع المقدس لسؤاله حول تصريح قداسة البابا عن عرض الامر امام المجمع وكيف سيتم مناقشته إلا إنه لم يجب بالرد.

ومن جهته أوضح القس دوماديوس عوض، راعي كنيسة القديسة العذراء؛ مُدرس القانون الكنسي والأحوال الشخصية بالكلية الإكليريكية، سكرتير المجلس الإكليريكي بالبلنيا - سوهاج، أن المريض يتم مناولته في المنزل بدون الماستير، حيث يُعطى له الجسد مغموس بالدم، مؤكدًا أن هذه الطريقة تسير عليها الكنيسة منذ عقود من الزمان أي قبل ظهور فيروس كورونا.

وأكد أن قداسة البابا يقصد في تصريحه أن هذا الأمر لم يطرح للنقاش ولابد من قرار للمجمع المقدس ولا.

وأضاف " دوماديوس" لبوابة الفجر، أنه لا يعتقد ان المجمع المقدس سيوافق علي هذا الأمر اذا طرح عليه، مؤكدًا أن جسد المسيح ودمه يشفيان من الأمراض وليس وسيلة لإنتشار الأمراض.

ولفت إلي أن كثير من الاباء الاساقفة والكهنة تحدثوا في هذا الأمر ولهم جميعًا رأي واحد كما اشرنا بذلك.

ويقول الكاتب والمفكر القبطي، كمال زاخر، إن الأمر أعمق من هذا وسيأخذ مساره القانوني بالعرض علي مجمع الأساقفة ودراسته واقراره ووضع برنامج لشرح الأمر للرعية وبيان اتساقه مع تعليم الكنيسة الأبائي.

وأوضح " زاخر" أن الطقس هو ممارسة منضبطة لعقيدة صحيحة والممارسة تتطور مع تطور الإمكانيات، مؤكدًا أن الكنيسة في القرون الأولي كانت تستخدم القناديل التي تضاء بالزيت وكانت مسئوليتها تسند الي احد الرتب الشماسية ويسمي (قندلفت) حتي اكتشاف الكهرباء فتحولت الكنيسةفي اضاءتها للكهرباء واختفت مهمة القندلفت.

ويضيف كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لأقباط من اجل الوطن، أن تصريح قداسة البابا تواضروس الثاني عن إمكانيه إلغاء الماستير كان تعبير عن راي شخص لقداسته طرحة خلال حديث صحفي لإحدي الصحف وليس قرار لان هناك لائحة تحكم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدًا أن يكون اتخاذ اي قرار يمس الطقس او العقيدة او حتي الامور الإدارية للكنيسة من خلال الدعوة لعقد جلسة للمجمع المقدس ويتم خلالها التصويت علي اي اقترح ويتحول الاقتراح الي قرار بعد موافقة ثلثي المجمع
واضاف " كمال" أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي كنيسة مجمعية حسب قوانينها وبالتأكيد كل أعضاء المجمع يحترمون ذلك وعلي رأسهم ابينا قداسة البابا.

وأوضح أن المشكلة ليست في الإبقاء أو إلغاء الماجستير، ولكن المشكلة الأكبر إذا تم إلغاء الماستير فماذا سنقول للشعب والأجيال القادمة بان الدم المقدس يطهر اي شي ويشفي من الأمراض.

وأضاف: إذا تم إلغاء الماستير فماذا نفعل في طقس شرب الكاهن من الصانية بعد صرف التناول، متسائلًا: هل سيتم ايضًا هذا الطقس وايضًا يد الكاهن؟ وماذا نفعل بها وعي تلمس فم كل متناول.

وأكمل: اعتقد أن إلغاء الماستير سوف يقابل برفض من قطاع كبير من الشعب واكيد قداسة البابا بحكمتك سوف يدرس هذا الاقتراح جيدا قبل طرحة علي المجمع المقدس لان بكل تاكيد وحدة الكنيسة وعدم انقسام شعبها محل اهتمام قداسة البابا والأحبار الاجلاء أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.