"وطارت الطيارة".. بمشمع وخيط سيطرنا على الجو (صور)

أخبار مصر

طيارات الاطفال
طيارات الاطفال


"عايز أطلع طيار" قد تكون هذه هي الأمنية الأولى التي تمنيناها جميعًا في طفولتنا، أو على الأقل أن يستقل كل منا الطائرة ولو لمرة واحدة في حياته، حيث يظل الارتفاع عن الأرض والتحليق في السماء هو حلم كل بشري، ولا زالت كل المحاولات لتحقيق هذه الأمنية تجري بمجرد أن يعي الإنسان على هذه الدنيا. 

الأطفال والشباب ما قبل سن العشرين بشكل عام، لهم هوايات أثيرة، مرت بنا جميعًا عبر مراحل عمرنا المختلفة، ولعل اللعب بالكرة الشراب، وألعاب "البلي والسبع طوبات" وغيرها قد تكون قد اختفت قليلًا، إلا أن صناعة الطائرات الورقية واحتراف إقلاعها وهبوطها دون خسائر لازالت موجوده ولها جمهورها الكبير. 

وفي سماء القاهرة، وتحديدًا على طريق الأتوستراد، وأنت في طريقك إلى المعادي والقطامية، تستطيع أن ترى السماء تسيطر عليها نسور من نوع آخر، تحلق بأدوات بسيطة للغاية، عبارة عن مشمع وخيط وأعواد من البوص أو الخوص. 

وتعتبر طريقة صناعة الطائرة الورقية ثابتة في أنحاء مصر، لا تختلف كثيرًا من مكان لآخر، وتبدأ اللعبة، وأول خطواتها جمع الأدوات اللازمة، والتي كلها من البيئة المحيطة عدا الخيط، الذي يجب أن يكون من نوع معين يتم شراؤه من المتجر.

ثم يبدأ الشباب وهم في مجموعات، بجمع أعواد البوص أو الخوص، ثم يبدأ الخبراء منهم مرحلة التصنيع والتي تستغرق يومًا كاملًا، حيث يتم صنع الطائرات كهيكل أولًا، ويتم تربيطه وتقويته بواسطة الخيط المقوى، ثم يتم تكسية الهيكل بالبلاستيك، ثم يتم تلوين هذا البلاستيك بأشكال ورسومات تتنوع ما بين المجوم والدوائر والكلمات البسيطة كلٌ حسب ما يرغب. 

ثم يبدأ هذا الجمع الذي قد يصل إلى 50 و60 طفلًا وشابًا من شباب المنطقة الواحدة، في الخروج بأحد الأيام المناسبة، التي يكون فيها الجو صيفيًا عليلًا، به نسمات هواء كي تساعد الطائرة على الصعود والطيران لأعلى، حيث تبدأ المنافسة. 

المرحلة السابقة كلها كانت قائمة على التعاون، إلا أن المرحلة التالية فالمنافسة هي العنوان، والتحدي أن تصل الطائرة إلى أعلى ارتفاع ممكن، وقد يتطور الأمر إلى المنافسة بين منطقتين، بل الأمر قد يصل إلى محكمين كي نستقر على من هو الأكثر مهارة، ومن الذي استطاع الاحتفاظ بطائرته ثابته بالجو أكبر وقت ممكن. 

جو رائع محبب للنفس تستطيع أن تستعيده وأنت تطالع مجموعة من الصور التي التقطتها عدسة بوابة الفجر الإلكترونية لأطفال وشباب على طريق الأوتوستراد، وهم يقومون بممارسة هذه الهواية التي على الأقل رأينها ونحن صغارًا، وكأن الزمن توقف أو سافر إلى الماضي، ونحن نري الأيادي الصغيرة ممسكة بالخيوط، وتغازل طائراتها الورقية، بغية في مزيد من الارتفاع والثبات، ولا تسمع إلا "الطيارة طارت" وهو الهدف الذي سعى له الصغار منذ البداية.