الاستثنائي (أشرف زكي).. سلامتك

الفجر الفني

أشرف زكي
أشرف زكي


قبل فترة كبيرة داهمتنى بعض المتاعب الصحية البسيطة ولكنها خلقت عندى هواجس الرحيل من الدنيا، ووجدت نفسى ودون أى تفكير لمقدمات أمسك بهاتفى واطلب الدكتور شرف زكى والذى يأتى رده دوما علي وغيرى من أول (جرس) وجدتنى أقول له (أنا بكلمك من منزلى وأمام زوجتى وهى تسمعنى، وصيتى ستكون معها وستظل مغلقة لن يفتحها ويقوم بتنفيذ ما بها أحد غيرك) فوجىء بما أقوله ودار حوار قصير لا داعى لتفاصيله، ولكن زوجتى الفاضلة لم يفاجئها ما فعلته بل إنها صعقت ولكنها لم تغضب لأنها تعرف محبتى الكبيرة لهذا الرجل الذى لم التق مثله كثيرا فى حياتى.

 

مرت الأزمة وتأملت ذلك الموقف وهو الأكثر وهناً وصدقا حينما يمر بأى إنسان يشعر باقترابه على المغادرة، تأملت كيف نسيت كل عائلتى بما فيها أشقائى وأصدقاء العمر وجميع المعارف والأحباب والمقربين لقلبى ولم أتذكر سوى الدكتور أشرف زكى الذى تجمعنى به صداقة وأخوة خمسة عشرة عاما فقط، ورغم ذلك كانت كافية لأن ارى وجوهاً أخرى للدنيا، كنت شاهدا على تعرضه للغدر والخيانة والمكائد والمؤامرات من البعض منهم شركاء له فى (العيش والملح)، وكنت شاهداً ايضا على بقاء كثر على العهد وهؤلاء كان وقودهم الحب فقط لهذا الرجل ولم تمسسهم جينات يهوذا ابداً، وطوال فترة تلك الصداقة لم يدب الخلاف بيننا سوى مرتين فقط، لكن لم ينقصا من محبتنا شىء، ولكنى اعترف أنه بمرور الوقت وإعادة الحسابات أننى من كنت مخطىء فى وجهة نظرى وكان هو الصواب.

 

حياة الرجل المزدحمة بخدمة أعضاء نقابته حتى وهو خارج أسوارها وعضويته بهيئة تدريس أكاديمية الفنون التى صار رئيساً لها منذ فترة وعمله كممثل ودوره كأب وزوج وكبير عائلة كان يضعه احيانا فى ضغوط رهيبة كانت تؤثر على صحته التى تعرضت لازمات قليلة بسبب الإجهاد وهو مادفعنى فى أحدى المرات التى كنت فيها فى منزله بالمهندسين قبل انتقاله لإحدى المدن الجديدة مؤخراً ان أقول له أمام زوجته روجينا لانى اعتبر نفسى من بيت أشرف زكى: (لم أجد انسان مريض بخدمة الناس لدرجة الانتحار مثلك، اتق الله فى نفسك) والحقيقة انه استمع لكلامى وتأييد روجينا وكأن كلانا لم يتحدث او لم نقل اى شىء بل وامسك هاتفه وهو مريض ليرد على متصل يطلب خدمة! ، مواقف ربما لا يتذكرها هو ولكنى رصدتها وأتذكرها جيداً، كما أتذكر كم مرة تحديداً هاتفته فى أمور شخصية ولم أجد سوى كل الدعم والمساندة والرأي السديد رغم اننى لست عضوا فى نقابته ولست صاحب سلطان يخشاه مثلا، لكنها المحبة فقط وطبيعته فى خدمة الخلق هى من أذابت حتى الجدار بين مهنة كل منا لتطغى الإنسانية على ما بيننا و مثلى كُثر .

 

قلب الدكتور أشرف زكى تعرض لبعض المتاعب مؤخراً مما استلزم خضوعه لجراحة بسيطة لتركيب دعائم تعين ذلك القلب الممتلىء بهموم الناس والمسئوليات الكبيرة على الاستمرار بنفس الطاقة والحقيقة يقينى بالله يجعلنى انه سينهض قوى مما كان وهذا ما حدث فى السابق مرات قليلة وهو ما اعتدنا عليه من هذا الرجل الذى انتفضت من أجله مواقع التواصل الاجتماعى وحساباته من كل صنوف البشر تدعوا له بالشفاء وتدين له بالامتنان والعرفان، ووالله لو صدق عشرة بالمائة فقط من تلك الدعوات لنهض أشرف زكى فوراً ليعدوا "تراك" ستاد القاهرة مائتي مرة متتالية دون توقف.

 

أكتب تلك الكلمات بخالص الصدق ودون وجود حد أدنى من الخجل فى إعلان ما قلته وأضيف عليه انحيازي التام لهذا الرجل الإنسان والفنان والمسئول الذى صاراً قيمة ورمز مصرى خالص نفخر به جميعا.. سلامتك يا اخويا وصديقي.