في زمن الكورونا .. جدران دير عذراء جبل الطير يخلو من المحتفلين

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


"يا ست العداري، يا فخر الإمارة، مدحك فيه تجارة، ونصرة للنصارة، يا زينة العرايس وعمار الكنايس، مدحك في المجالس، رحمة للنصارة، مديحة شعبية من مخطوط قديم"، مديح يطلقه الأقباط خلال زيارتهم إلى مولد دير القديسة العذراء مريم في جبل الطير بسمالوط – المنيا.

وبسبب الإجراءات الإحترازية المشددة هذا العام في زمن فيروس كورونا، تخلوا جدران دير القديسة العذراء مريم من المحتفلين لأول مرة من تاريخ إنشائه.

وترأس الأنبا بفنوتيوس، أسقف إيبارشية سمالوط ورئيس الدير، صباح اليوم، القداس الإلهي بهذه المناسبة.

وقال " بفنوتيوس" إن الاحتفال سيقتصر هذا العام علي إقامة القداس الإلهي فقط دون حضور شعبي.

وأكد أسقف ايبارشية سمالوط في تصريحات صحفية له، اليوم، أن إلغاء الاحتفالات داخل الدير جاء بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها اللجنة الدائمة بالمجمع المقدس بإستمرار تعليق الصلوات ووقف جميع الأنشطة داخل الكنائس للحد من إنتشار جائحة كورونا.

ويعتبر دير العذراء بجبل الطير من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة إلى مصر حيث تذكر المراجع الكنسية أن العائلة المقدسة وصلت إلى منطقة جبل الطير قادمة من قرية البهنسا في مركز بني مزار شمال مُحافظة المنيا خلال رحلة هروبها من بطش الرومان، والكنيسة الموجودة داخل الدير، تحمل اسم السيدة العذراء أنشأتها الملكة والقديسة هيلانة 328 ميلادية وجدّدها الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين 1938ميلادية ويوجد داخلها مغارة تُسمى السيدة العذراء اختبأت فيها العائلة المُقدسة 3 أيام، بالإضافة إلى هيكل من الخشب به زخارف منفذة بالحشوات المجمعة يعلوه صور لـ"العذراء" و"القديسين".

ويطلق الأقباط على الدير باسم جبل الطير بسبب تجمع أعداد كبيرة من "طير البوقيرس" داخله، كما يطلق عليه البعض اسم جبل الكف لمنع "عيسى عليه السلام" سقوط صخرة عليه ووالدته بعد أن أشار إليها بـ"كف يده" التي انطبعت على الصخرة حتى الآن ويتم عرضها داخل "المتحف البريطاني"، كما يشتهر باسم دير "البكرة" لوجود بكرة كانت تستخدم في الصعود والنزول من الجبل.

وتضم منطقة جبل الطير ديرًا أثريًا يقع مدخله الرئيسي في الناحية الغربية مواجها للهيكل وجدرانه بها أعداد كثيرة من النوافذ وفي الناحية الشمالية يوجد بروز يعلوه المنارة وفيها جرس الكنيسة، ويعلو الجدار الغربي 4 شبابيك على شكل صليب، ويوجد داخله ممر مستطيل أمام الباب الجنوبي ولوحة من الفسيفساء في الجدار الشرقي وفي الجهة الغربية سلم صاعد إلى أعلى الدير، كما يوجد سلم داخل الممر المتواجد أمام الباب الغربي يصل إلى أعلى الدير.

ومن ضمن محتويات المنطقة أيضًا شجرة "لبخ" عالية تسمى "العابد" تكون جميع فروعها هابطة باتجاه الأرض ثم صاعدة بالأوراق الخضراء يُقال لأنها سجدت لـ"السيد المسيح".