كريم هاشم يكتب: هؤلاء الطب و"التوب"

مقالات الرأي

كريم هاشم
كريم هاشم


من منا في ليلة ما لم يتوجع ويتألم! ومن منا في سهرة ما لم يضحك ويبكِ! وأيضا من منا في صباح ما، لم يترك على عتبة منزله أكياسا من القمامة! حقيقة الأمر أن هناك أربعة أمثلة طرحتها وهي الطبيب، والفنان، وعامل النظافة، والإنسان العادي، كل من هؤلاء يتمتع بقدر من الاحترام والإنسانية في عمله، ولا يمكن أن تسير الحياة من دونه، فكل منهم ترس أساسي ووطيد في عجلة حياتنا. 

هناك العديد من الخلايا النائمة التي تحاول أن تزرع الفتنة وتصطاد في الماء العكر، وتعكر سير الحياة، فكل منا اعتاد عندما يتوجع أن يجد طبيبا يداويه، وفي حقيقة الأمر اعتدنا منهم السمع والطاعة، وتلبية ندائنا وقت المرض والأرق.
لا يمكن أن تدار الموضوعات المحورية في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم، وأهمها فقدان العنصر الأسمى للحياة والأرض الصلبة الحقيقة وهو "البني أدم"، بمجرد "بوستات على الفيسبوك" أو على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن مثل هذه المواقع و"السوشيال ميديا" خُلقت لنشر فكرة مفيدة أو توعية الأصدقاء والأقارب، ولكن قوى الشر، الذين لا يحبون لمصر الاستقرار والأمن يستخدمونها للوقيعة بين أطياف الشعب المصري ويستغلون الصدمات التي تحدث بين الأخوة لكي يكونوا جبهة معادية، ولكن أبناء مصر أقوى وأذكى من هؤلاء.

الحقيقة، أن الكل من طبيب وفنان وأي إنسان مصري يعامل على أرض مصرنا الحبيبة معاملة واحدة، وموضوع استقالة أطباء المنيرة لم نعتد عليه من قبل، فلم نحتاج في يوم من الأيام إلى طبيب أو ممرض ولم نجده فهؤلاء سخرهم الرحمن لخدمة البشرية، وهو ليس بعمل فقط من أجل كسب المال، ولكن من أجل العديد من المكتسبات ولعل أسماها الإنسانية والقرب من الله بمعالجة الأخرين والتخفيف عنهم، وجميعهم نعتبرهم الحصن المنيع، ولا يمكن أن تسير عجلة حياتنا بغيرهم فهم الطب و"التوب" دائما وأبدا.

وفي النهاية، من منا لم يستمتع برجاء الجداوي طيلة السنوات السابقة في أعمالها الدرامية والسينمائية، ولا يوجد عليها عتاب فيما حدث لأنها بشر لا يهمها في النهاية سوى صحتها وصحة أسرتها، ولا نتمنى أن يصبح العلاج في يوم من الأيام لأصحاب النفوذ والعلاقات، ولكن الخطأ الوحيد هو عدم معاملة الجميع مثلها، 

ونتمنى من الله أن يتم شفاء جميع المصريين وأن ينعم على بلادنا بالاستقرار والصحة والأمن والأمان وأن تمر تلك الجائحة سريعا مرور الكرم دون أن تخطف من أهلنا المزيد.