لن تصدق.. شاهد شوارع عزبة النخل في ثاني أيام عيد الفطر

المناطق الشعبية دائمًا هي الأكثر صخبًا وضجيجًا واحتفالًا في المناسبات والأفراح، ولو أردت أن تشعر بالعيد حقًا فعليك أن تشد الرحال إلى المناطق الشعبية كالمطرية وعزبة النخل أو الوراق وبولاق والكيت كات. 

ففي هذه المناطق يختلط أبانوب بمحمد، ومينا يحتفل مع محمود، حيث تجد الشعب المصري بأصالته، وبساطته يحتفل بوسائل ترفيهية تناسب الطبقات الاجتماعية التي تقطن هذه الأماكن العزيزة على قلوبنا جميعًا. 

ولكن فيروس كورونا كان له رأي آخر هذا لعام، حيث اجتاح العالم في بلاء عام، أصاب كل شعوب الدنيا فألزمها بيوتها لأول مرة في آخر 50 عامًا، وافتقدنا نحن هنا في مصر مظاهر الاحتفال التي كانت تتميز بها مناطقنا الشعبية. 

تجولت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية في جنبات الحي الأشهر بين أحياء مصر بالازدحام، فحي عزبة النخل كل حارة فيه، وكل زقاق يحوي عشرات المحلات وأماكن التسوق والمقاهي الشعبية والوسائل الترفيهية خلال أيام العيد، ولا تخلو شوارع الحي العريق في أي وقت من أوقات النهار أو الليل من المتنزهين، فـ "شباب المنطقة" دائمًا في شوارعها متواجدين.

ولكن هذا العام، والذي هو الاستثنائي بين أعوام المنطقة الماضية، كسرت عزبة النحل القاعدة، وسجلت صفر تواجد في شوارعها ثاني أيام العيد، والتزم شعبها بالبيوت واختار أن يقضي العيد أمام التلفاز ملتزمًا بإجراءات الحكومة الاحترازية التي قررتها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19). 

سجلت المشاهد التي التقطتها كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية إغلاق تام بشوارع عزبة النخل، فعلى الرغم من أن الحظر يبدأ في الخامسة، إلا أن المواطنين وبعد الأرقام المتزايدة بأعداد الإصابات اختاروا المنزل على الشارع، مضحين بأهم مناسبة تمر على مصر ألا وهي الاحتفال بعيد الفطر المبارك. 

والإجراءات التي اتخذتها الدولة تصاعدت خلال الأشهر الماضية حيث بدأت بإيقاف حركة الطيران، ثم إغلاق كافة الأماكن الترفيهية من مسارح ودور سينما وملاهي وغيرها، ثم توالت الإجراءات فتم إغلاق دور العبادة حيث تم تعطيل صلوات الجمع والجماعات في المساجد، والقداسات في الكنائس، ثم كان الإجراء الأخير بإيقاف صلوات التراويح في شهر رمضان الكريم، ثم تعطيل صلاة العيد ضمانًا لإجهاض أي تجمع محتمل. 

ثم كانت الإجراءات المتتابعة في أيام عيد الفطر المبارك من استمرار غلق كافة أماكن الترفيه، والأماكن السياحية والأثرية، والكافيهات والمقاهي والسينمات والمسارح، بل وإيقاف كافة المواصلات العامة، والطرق بين المحافظات، في إطار إجراءات الحد والسيطرة من انتشار فيروس كورونا المستجد.