إبراهيم نصر ملك المقالب

منوعات

إبراهيم نصر
إبراهيم نصر


 شهيرة النجار

زكية زكريا وآخر مقالبه يوم الرحيل فى المصريين فأضحكهم وأبكاهم

لو رأى نصر ربع احتفاء الشاشات والصحف وكاريكاتير الأخبار عنه لعاد للحياة! 

بين زكية زكريا وحنفى الألفطى فوارق شتى 

له فيلم لم يعرض بعد «صاحب المقام» 

مازالت مشاهدات العرب فى أمريكا على اليوتيوب لبرنامجه الشهير رغم مرور 25 سنة

الله يرحمك يا صاحب البسمة والبهجة وداعًا نجم الكاميرا الخفية لجيل التسعينيات كله زكية زكريا «انفخ البلالين يا نجاتي» الشهير بإبراهيم نصر، ظل إبراهيم نصر يبحث عن فرصة حقيقية طوال حياته ليخرج طاقاته الفنية ورغم اشتراكه فى أفلام ومسلسلات عديدة إلا أنه بلغة أهل الفن «فرقع» وأعيد اكتشافه من خلال برنامج المقالب الشهير زكية زكريا بتلك الشخصية المتخفية فى زى سيدة وبتلك الحالة أضحكنا وأبكانا أيضًا إبراهيم نصر وهو ذاهب للقاء ربه فى السموات العلى حيث كان يعتقد كثيرون من جمهوره أنه مسلم ولم يعرفوا أنه مسيحى إلا عندما أعلنت زوجته عن ميعاد الصلاة عليه وكان في الكنيسة فمن أكثر التعليقات التى جاءتنى وكانت معبرة عن ذلك «الله يرحمه عمل فينا مقلب خلانا نبتسم حتى لما مات، مصر كلها كانت مستنياه قدام عمر مكرم وهو خرج من الكنيسة المرقسية كلنا فى مصر وحدة وكلنا واحد وكلنا بنحبك يا عم إبراهيم» تلك السطور السابقة وصلتنى من صديق مسيحى كان يحدثنى وهو الآخر يضحك لأنه كان يعتقد أن نصر مسلم وعلل عدم المعرفة لنا أو حتى لغالبية المسيحيين لأن الراحل لم يكن يشترك مثل هانى رمزى أو عهدى صادق أو لطفى لبيب فى الأفلام التسجيلية التى تنتجها الكنائس ولم يخرج يومًا كضيف فى برنامج يتحدث عن ديانته، بالطبع الأمر لا يفرق معنا جموع الشعب المصرى فى شيء ولكن ظل الراحل يفاجئنا حتى وهو راحل، ذلك الفنان المسيحى الذى كان يجمع مسلمى ومسيحيى الوطن العربى كله حتى أبناء المهجر كل رمضان حول برنامجه الشهير زكية زكريا تمامًا مثلما كتبت إحدى الصحف الإنجليزية ذات يوم فى الثمانينيات عن المسيحية الأرمنية التى ينتظرها مسلمو مصر كل يوم بعد الإفطار وارتبط اسمها باسم هلال رمضان لسنوات عديدة وكأنما رمضان ليس رمضان بالنسبة لهم إذا لم تطل طلتها المبهجة وهى نيللى فى فوازير رمضان الشهيرة تلك الجميلة التى لم يملأ فراغها لسنوات أحد إلا بعد مجىء شريهان وتقديمها للفوازير هؤلاء هم مسيحيو مصر الذين أبهجوا المصريين طوال عقود طويلة، والحقيقة أن صديقًا مصريًا مقيمًا بأمريكا حدثنى أن أكثر مؤشرات البحث للمصريين هناك ولجيل أطفال تلك الحقبة يكون عبر اليوتيوب لبرنامج زكية زكريا الذى به كمية من المقالب والضحك مازالت طازجة مبهجة حتى كتابة هذه السطور.

1- بين زكية زكريا وحنفى الألفطى

والحقيقة من الغرائب أننى كنت أود الكتابة عن إبراهيم نصر فى الأعداد السابقة فى هذا الشهر الفضيل بسبب مشاهدتى لبرنامج مقالب يذاع على «mbc مصر 2» فى ذات توقيت إذاعة برنامج رامز على mbc الأولى والبرنامج مقالب يقدمه الفنان محمد ثروت الكوميديان خفيف الظل ولم أنتبه لهذا البرنامج إلا عندما وجدت ابنى يتابعه ويضحك من قلبه على شخصية حنفى الألفطى التى يتنكر فيها محمد ثروت، ركزت فى المقالب فوجدتها منسوخة من فكرة وبرنامج إبراهيم نصر الشهير زكية زكريا مع إضافة بعض التعديلات لتناسب هذه المرحلة لكن الفكرة والشخصية نسخ من زكية زكريا الفارق الوحيدأن زكية زكريا عندما كان يعمل المقلب وبعد أن يعلن عن نفسه للمواطن، يقوم المواطن يفرح ولا يصدق أن الذى أمامه إبراهيم نصر بشحمه ولحمه أما فى حالة محمد ثروت ورغم أنه حقق جماهيرية معقولة وأصبح قاسمًا مشتركًا فى أفلام كوميدية كثيرة ومسلسلات أكثر آخرها ما يتم عرضه الآن فى رمضان لمسلسل اللعبة مع شيكو وماجد هشام إلا أن ثروت ما أن يعلن عن نفسه للمواطن قائلاً دا مقلب وأنا محمد ثروت إلا والإجابة تكون مين محمد ثروت فيضطر ثروت لإزالة القناع الذى يرتديه ورغم ذلك هيهات فالمواطن يظل مصرًا على السؤال مين محمد ثروت أصلاً إذا ربما راح خياله لاسم المطرب الشهير محمد ثروت قلة قليلة هى التى عرفت من هو ثروت ويكون رد فعل المواطن أشد حرجًا على الفنان أكثر من المقلب هذا هو الفارق بين إبراهيم نصر زكية زكريا وحنفى الألفظي، وأعتقد من وجهة نظرى أن وفاة نصر المفاجئة ربما من الحسرة على سرقة فكرة طالبه الزعيم عادل إمام ذات يوم باستثمارها فى فيلم ومسرحية من شدة نجاحها مع الجمهور وهو ما حدث بالفعل وقدم نصر الشخصية بناء على نصيحة الزعيم الذى قاسمه إبراهيم نصر ذات يوم واحدًا من أهم أفلامه شمس الزناتى أما فى حالة محمد ثروت فأنصحه أنه لو استمر على فكرة تقديم برامج المقالب بذات أفيهاته سيحرق نفسه ويتشبع بها المشاهد لينصرف عنه فى دور عروض السينما لأنه لا يجدد إفيهاته.. إبراهيم نصر الذى قدم آخر أعماله السينمائية فى إكس لارج مع أحمد حلمى مقدمًا دور الخال الطيب الحنون والمشهد الخالد وهما يفطران معًا أول أيام رمضان وأمامهما صنية مليئة بالفراخ والرقاق تجعلك تشعر أنك أمام واحد من مرتادى المساجد ورجل أحضر لها طقوس وروحانية الشهر الكريم حتى وأنت تشاهد الفيلم فى عز الكريسماس، إبراهيم نصر الذى ينعى نفسه فى ذات الفيلم وشاهد مراسم دفنه وهو حى بالفيلم، نصر الذى قدم للمكتبة العربية 18فيلمًا وعشر مسرحيات و15 مسلسلاً وقدم أيضًا مشاركًا فى فوازير المناسبات ورغم ذلك تظل شخصية زكية زكريا هى الألمع بين أعماله، نعاه بها غالبية أهل الفن حمادة هلال وأحمد حلمى ومحمد هنيدى وعادل إمام ونبيل الحلفاوى وكثيرين جدًا عبر صفحاتهم الشخصية، بحزن ولوعة فراق وداعًا صاحب البهجة مع المسيح ذلك أفضل يا من أثبت وهو لا يحتاج لإثبات أن المصريين لا يعرفون ولا يسألون ولا يتعاملون مع بعضهم على أساس خانة الديانة فى البطاقة فأنت مصرى هويتك مصرية صنعت البهجة وأسعدت كل طوائف وطبقات وأعمار الشعب المصرى وانتظرك محبوك على باب المسجد ليصلوا عليك ويودعوك فوجدوك ذهبت للكنيسة للصلاة عليك سلام عليك يا روح مصر الحقيقية، إبراهيم نصر الوحيد بعد شكوكو الذى صنع له دمية باسم زكية زكريا وكانت تباع فى الأسواق حتى فوانيس رمضان كانت على شكل مجسم الشخصية، شكوكو الذى حقق جماهيرية فى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى ولا كان فيه سوشيال ميديا ولا يحزنون وكانوا وقتها بيلفوا الموالد، والسينما لم تكن لكافة الشعب والراديو كان رفاهية للأثرياء، ورغم كل ذلك تم صنع تمثال له ليجىء بعد 80 عامًا إبراهيم نصر محققًا ذلك الانتصار وأيضًا لم يكن وقت التسعينيات سوشيال ميديا كالآن بالبلدى كانت لسة بتندع وكان المتوفر القناة الأولى والثانية وللأثرياء عندهم اشتراك art، ولكنه أصبح علامة، ورغم حياة إبراهيم نصر إلا أن كم الأعمال التى سردتها له فى السابق لا تتناسب مع حجم موهبته وربما كان إعادة اكتشاف نصر فى الكاميرا الخفية وعودة أخرى منذ سنوات قليلة فى فيلم إكس لارج والدور العبقرى الذى أعتقد أنه لا يستطيع أحد تجسيده بدلاً عنه وكان من المفترض بعد الانفراجة أن يعود نصر صادحًا من جديد وتملأ الشاشات التليفزيونية والسينما أعماله لكن مع الأسف شارك بعدها فى عملين الكهف فيلم وعمل آخر لم يعرض بعد «صاحب المقام» إخراج مندو العدل، هل كان نصر هو من يرفض الأعمال أم أن المنتجين والمخرجين لا يرشحونه للأعمال؟ الحقيقة أنا استمعت لحوار قديم يعود لأكثر من 20 عامًا كان يتحدث فيه الراحل أن المنتجين لا يطرقون بابه كثيرا مع أنه يؤدى الطيبة والشر وكل الأدوار وهذه حقيقة وكانت نبرة صوته فيها شجن وحزن ولكن سمعت أحد أصدقائى النقاد يقول إن إبراهيم نصر بعدما نجح دوره فى إكس لارج انهالت عليه عروض كثيرة وكان يعزف عنها، والسؤال هل الزمن عندما يريد الإنسان لا يعطيه ولما لا يريد يغدق عليه؟ نعم هذه هى الحقيقة فلما كان يريد أن يملأ الدنيا لم يحدث هذا هى الدنيا ولما بدأ يودعها انهالت عليه العروض سبحان الله.

والعجيب يا أخى القارئ إن نصر بعد وفاته نعته كثير من شاشات الفضائيات بلقب وداعًا أسطورة الكاميرا الخفية»: وأعتقد أنه لو كان نصر شاهد بعينيه ربع تلك الحفاوة عند وداعه لمدالله فى أجله، ولو رأى الكاريكاتير الذى ملأ الصفحة الأخيرة بالأخبار يودعه ورسمه وكتبه المبدع عمرو فهمى راسمًا صورة له يودعه وكاتبًا كان نفسى يطلع خبر موتك مقلب ونقولك نذيع؟ أشكر المبدع عمرو فهمى الذى أعطى لهذا الرجل حقه بعد وفاته وأرخ لرجل بمرحلة فنية مبهجة بكل مفرداتها لن تتكرر راحت وراحت أيامها.

2- رفض دور المخبر فراح لصلاح عبدالله الذى كان وش السعد عليه

ولكن إبراهيم نصر الذى شاهده القارئ العزيز يجسد أدوار الشر والخير ويستخدم كل كيانه لتجسيد أى دور لك أن تتخيل عزيز القارئ لو كان هو مكان صلاح عبدالله فى دور المخبر بفيلم مواطن ومخبر وحرامى؟ أعتقد أنه أيضًا كان سيلبس الشخصية مثلما لبسها وجسدها صلاح عبد الله وضعته على أول سلم النجومية الحقيقية فقد كان هذا الدور مخططا له ولكن اعتذر إبراهيم نصر عنه ليه؟ الله أعلم إبراهيم نصر كان حالة من الصعب أن تفهمها ولكن أعتقد أنه مرحلة كانت حلوة حتى لمصر.