كما نزلت الكورونا بميعاد ستصعد للسماء بكتاب وميعاد.. لا تقلقوا

منوعات

بوابة الفجر


 شهيرة النجار

لا يمكن أن أصف ما سأسطره لاحقًا سوى أنها حالة شيزوفرينيا أو ازدواجية لا تقل بالنسبة لى عن الذى يتردد على المساجد فى كل فرض وهو إما آكل مال يتيم أو حرامى أو أى شىء باختصار قبل رمضان بالمصادفة ذهبت لأضبط بعض الأشياء فى شركة الإنترنت وبينما أنا واقفة بالشارع أنتظر دورى حيث لا يتم الدخول خشية الزحام والعدوى وخلافه، مرت علىَّ فتاة عشرينية مصطحبة معها طفلاً فى السابعة من عمره تقريبًا حاملاً كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالبطاطا المشوية ويأكل منها، جاءت الأم لى طالبة إحسانًا فكان ردى المعتاد الذى أقوله لأى متسول اتفضل اشتغل شغلانة شريفة ولو بنت وبكامل شبابها أعرض عليها العمل كخادمة أكرم لها من التسول ودائمًا ما تأتينى الإجابة أنهن مريضات أو كذا ويتململن ويتركونى بعد نوبة غضب عقب تلقينى إياهم خطبة محترمة، فى هذه الحالة عندما لم أجد ذلك الرد المعتاد فما أن عرضت عليها العمل فى البيوت أشرف وأفضل لها من التسول حتى قالت يا ريت عند حضرتك شغل ليا بالبلدى خطفتنى وجعلتنى أهتم بالسؤال ولما لا تعملين وهناك أزمة شغالات؟

قالت أنا أصلاً كنت بشتغل فى مطعم «....» وهو قرية مشويات شهيرة جدًا ولما حدث موضوع الكورونا وغلق المحلات مشونا قلت لها إحساس أنك كنت بتلفى ورق عنب؟ فقالت هو كده بالضبط وكنت باخد 50 جنيهًا فى اليوم، الآن مفيش حاجة ومشونا، وأعطتنى رقم هاتفها إذا ربما أريد خادمة فهى على استعداد والحقيقة اسم تلك القرية وأصحابها لهم شنة ورنة وأعرف أنهم بيوزعوا لله كثيرًا.

المشهد الثانى كان من أقل من يومين بجوار بيتى لسيدة تصطحب طفلة فى يدها وجاءت مقتربة تطلب إحسانًا والحقيقة ما أن رفعت رأسى أنظر لها وهى تطلب بكل «.....» صدمت وبادرتها «مش أنتى العاملة فى حمام كافيه كذا بجليم على البحر؟ فردت نعم فقلت لها ولماذا تفعلين ذلك فردت إن أصحاب المكان طردوها مع زملائها جميعهم سواء أمن أو نظافة أو ويترز بدون حتى ربع مرتب!

المشهد الثالث مدير كافيه لإحدى سلسلة كافيهات حوالى 7 فروع بإسكندرية الشاب يتحدث غير مصدق نفسه أنه تم الاستغناء عنه وعن كل العاملين بالفرع حتى إشعار آخر فى حين الفرع دا مثلاً للكافيه كان بيدخل فى الشهر ربحية مليون جنيه ربحية فقط يعنى بعد رواتب العاملين والخامات والكهرباء وخلافه يقوم أصحاب المكان حتى لو من باب الزكاة أو الصدقات لا يعطوا هؤلاء العاملين الذين هم سبب فى مكاسبهم وتشغيل المكان لهم حتى لو نصف الراتب ولو من تحت باب بند الزكاة أو حتى تبرع لهم وتخصهم من الضرائب على الأقل عندما يعودون للعمل يكون عندهم ولاء وانتماء بدلاً من زرع بذرة الحقد والكره لأصحاب المكان اللى بالبلدى بيشغلوهم مثل الطور فى الساقية وأول ما يتعب الطور لا يعطونه طعامه، تلك المشاهد تكررت فى كل ما سبق لأن أصحاب الكافيهات والمطاعم سرحوا العمالة اللى عندهم كاملة وبدون أى تعويض، كان علي الأقل يعطونهم ربع أو نصف شهر كل شهر وهم أنفسهم من ذهبوا إلى محلات السوبر ماركت الكبيرة ليحضروا لهم شنط رمضان لتوزيعها على المحتاجين من باب بند صدقات أو زكاة الله أعلم بنوياهم فهل هؤلاء الذين أعرفهم اسمًا اسمًا وكل سنة عند بعضهم عمرة وزبيبة الصلاة قد كدا والبعض الآخر الذى ابتلاه الله ويختبره فى جسده والبعض الآخر اللى.. لا مؤاخذة هل كل هؤلاء الذين يجسلون متفاخرين بعمل الخير وشنط رمضان نسوا عمالتهم! طب كان من الأولى تتذكر عمالك وتوزع عليهم وكمان تفتكرهم لو بربع شهر راتب فعاملة النظافة لا تتحصل إلا على 700 جنيه لأنها عارفة وأصحاب المكان كذلك عارفين إنها عايشة على التبس ومع الأسف هذا قمة المهانة يعنى بيطلعوا رواتب العمالة عندهم من الزبائن برضه شحاتة مقنعة.

أضف لذلك أصحاب أماكن سياحية وإيه وإيه الغريب إن بعضهم أعلن تبرعه لأحد صناديق الخير بكام مليون أليس من الأولى تلك الملايين توزع على العمالة التى جلست فى بيوتها؟!

أم لأن التبرع يخصم من الضرائب فمنها تلميع وتقرب ومنها خصم من الضرائب؟!

ربنا لا يضحك عليه وأعتقد أنه بعد أن يأذن الله برفع بلاء كورونا هذا ستتغير الدنيا وأولها مفردات الحياة وهؤلاء البشر حتى الناس التى لهتها الدنيا وكانت معظم أوقاتها تأكل خارج البيت أعادت ترتيب أولوياتها ولن تعود لسابق عهدها وربما سيكون هذا أكبر انتقام من المولى عز وجل لهؤلاء الذين أماتوا ضمائرهم مع الأسف سألت بعض الموظفين الذين تم تسريحهم من تلك الكافيهات هل لو عادت الأمور لطبيعتها وطلبك صاحب العمل ستعود له من جديد؟ فقال مع الأسف نعم ألم تذهبى حضرتك عند جليم وتلاحظى أعداد المتسولين والمتسولات؟ هؤلاء غالبيتهم كانوا عاملين بتلك الكافيهات والمطاعم يقفون للتسول ومع الأسف بكل جرأة بعدما أضاعت الحاجة عزة النفس، بعضنا قرر ألا يذهب لذات المكان مرة أخرى والبعض الآخر مع الأسف بعدما جرب التسول أدمنه والبعض الآخر يجلس على الكمبيوتر يعمل هاكر ويحاول سرقة أرصدة هواتف الناس.

لا أجد ما أقوله لأصحاب تلك المقاهى والكافتريات والمطاعم سوى جملة واحدة اتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله وربنا ما يضحكش عليه ولقد قررت فى هذا العدد ألا أسرد أسماءكم التى أعرف تاريخ كل واحد فيها اسمًا أسمًا ولكن أقول انتبهوا أيها الأسياد.