علي جمعة: حال بني إسرائيل قبل ميلاد المسيح كان مزري (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن حال بني إسرائيل قبل ميلاد السيد المسيح كان مزري، حيث تعرض بني إسرائيل لغزو نبوخذ نصر أو بختنصر، ملك العراق، والذى اتى وقسم الشعب الإسرائيلي لـ 3 أقسام، قسم لفلاحة الأرض، وقسم أسرى وقسم قتلة، في حادثة السبي، والتي هزت بني إسرائيل، وتسببت في انهيار حضارتها، وهذا كان قبل ميلاد المسيح بنحو 500 عام. 

وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أنه خلال الـ 500 عام حدث عودة من أرض بابل لفلسطين، ولكن لم يعودوا كشأنهم الأول وكان فيهم قسوة القلب، ومخالفة للتوراة والأحكام والشرعية، وتمسك شديد بالمادة، ولذا الله سبحانه وتعالى عندما ارسل سيدنا عيسى عليه السلام، أرسله بمعجزات مادية شديدة لتتوائم مع الحالة العقلية والنفسية الشائعة لبني إسرائيل من أنهم لا يؤمن بأحد ولا يؤمنوا بشئ.

وأوضح، أنه كان من بين بني إسرائيل أٌناس طيبين كثيرين وكان منهم السيدة مريم، ابنة عمران، والتي هي من نسل هارون، وهذا سر قول القرآن عنها "يَا أُخْتَ هَارُونَ" أي يا من انتسبتي لنبي الله هارون، وكانت من بيت كريم، وأمها نظرت ما في بطنها وهو مريم، محرر لخدمة بيت الله، وهو البيت الذي تقام فيه صلوات اليهود، موضحًا أنه كان هناك شيء قديم عند سيدنا موسى –عليه السلام- أخذه عنه اليهود وهو خيمة العهد التي بناها في سيناء، والتي تحولت بعد ذلك لقدس الأقداس وهي غرفة يدخلها الكاهن والحاخام الأعظم فقط بأي معبد يهودي، وكان زوجها عمران هو صاحب الصلاة أي يشبه إمام المسجد. 

وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر،: "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، وهذا لا يعني تمييز عرقي وجنسيًا بين الذكر والإنثى، وإنما الذكر يختلف عن الأنثى في الوظيفة التي وهبت ما في بطنها له وهو خدمة بيت الله. 

وأضاف "جمعة"، أن الله سبحانه وتعالى يقول: "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، مشيرًا إلى أن اهل التفسير يقولوا أن أم مريم وضعتها في القناط "اللفة" وتركتها للعُباد في المسجد لتفي بنذرها فأخذوها وفرحوا بها، وبدأوا يتنازعوا عليها وقاموا بعمل قرعة لكفالتها وفاز بها سيدنا زكريا وكفلها وخصص لها خلوة مخصوص في المسجد، والتي طبقت في مساجد المسلمين من بعد، وهي خلوة للاعتكاف وتقليل الكلام والطعام والمنام.