جدل بعد استقالة مطرانية المنوفية من "بيت العائلة"

أقباط وكنائس

السيدة رانيا
السيدة رانيا


أعلن مجمع كهنة إيبارشية المنوفية، بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، استقالته من "بيت العائلة".  
 
وتسبب إعلان الاستقالة في حالة جدل واسع، خاصة بعد اختفاء السيدة "رانيا عبدالمسيح"، البالغة من العمر ٣٩ عامًا، وأحد أبرز أعضاء بيت العائلة المصرية في محافظة المنوفية، وذلك بعد تقديم بلاغات للأجهزة الأمنية تفيد باختفائها من ٢٣ إبريل الماضي دون جدوى من المسئولين المَعنيين. 
 
وأكد مجمع كهنة المنوفية، في بيان له، أمس الأربعاء، على وطنية الكنيسة القبطية ومحبتها الشديدة لمصر كدولة قانون التي ترعى حقوق المواطنة واحترام حرية الجميع.  
 
وتابع: رغم مرور شهر على اختفاء السيدة رانيا عبدالمسيح حليم لم نجد أي تجاوب من أي مؤسسة مَعنية في الدولة.  
 
وأضاف مجمع الكهنة في البيان: "حفاظًا على كيان الاسرة المصرية وتماسكها وسلامة المجتمع المصري، نُجدد مطالبنا إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل المُباشر لإنهاء مشكلة السيدة المختفية وتحديد مكان اختطافها وسرعة عودتها الى اولادها وأسرتها". 
 
وأكدت المطرانية بأنها تُعلن انسحابها بالكامل من عضويتها في بيت العائلة المصرية، بسبب عدم تدخله الفعلي لحل مشكلة اختفاء "رانيا" التي تُعتبر أحد أبرز أعضاءها في المنوفية. 
 
تفاصيل اختفاء السيدة رانيا
وفي سياق متصل، قال القس قزمان، كاهن كنيسة الملاك ميخائيل للأقباط الأرثوذكس بقرية العراقية في المنوفية، مسقط رأس السيدة المختفية، وأحد مسؤولي المطرانية في بيت العائلة المصرية، إن السيدة رانيا مشهود لها بحُسن الخُلق كما انها من أبرز اعضاء بيت العائلة، بالإضافة إلى أنها خادمة في الكنيسة.  
 
واوضح "قزمان"، أن رانيا قد ذهبت صباح يوم الاختفاء إلى مدينة شبين الكوم بعد تلقيها اتصال هاتفي من شقيقتها بهدف زيارتها لقضاء بعض المستلزمات الشخصية، لافتًا إلى أنهم فوجئوا بغلق هاتفها واختفاءها تمامًا.  
 
وأضاف كاهن كنيسة الملاك بقرية العراقية، أن زوجها قد قام بتحرير محضر اختفاء في مركز شرطة الشهداء في المنوفية ثم بلاغًا اخر الى النائب العام، وللأسف دون أي جدوى.  

 بيت العائلة وتأسيسه
يُشار إلى أن بيت العائلة قد تم تأسيسه في عام 2001 برئاسة شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومقرها الرئيسي مشيخة الأزهر بالقاهرة، وتجمع فيها ممثلو الطوائف المسيحية وعلماء الأزهر في مصر وعدد من الخبراء والمتخصصين، ويعين لـبيت العائلة أمين عام وأمين عام مساعد، وحاليًا الأمين العام هو الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، والأمين العام المساعد الأنبا ارميا. 
 
وظهرت فكرة تأسيسه بعد واقعة تفجير كنيسة سيدة النجاة بالعراق في 31 أكتوبر عام ٢٠١٠م، ثم الاعتداء على كنيسة القديسَين بالإسكندرية؛ واتضح آنذاك أن هناك تخطيطًا موجَّهًا إلى مِنطَقة الشرق الأوسط لإحداث فُرقة بين المسلمين والمَسيحيِّين فيها، يشتمل على نشر فكر إرهابي مؤدّاه برفض الآخَر. 
 
وجاءت المبادرة أثناء زيارة وفد من مشيخة الأزهر برئاسة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب إلى قداسة البابا الراحل شنودة الثالث لتقديم العزاء فعرض فضيلته الفكرة على قداسته ولقيَت ترحيبًا منه، وبدأ التنفيذ العملي لتحقيقها. 
 
وبفضل الرؤية الثاقبة الواضحة المستنيرة والجُهد الدؤوب لفضيلة الإمام الطيب تم تأسيس بيت العائلة المِصرية. 
 
وبيت العائلة المصرية له أهداف وهو الحفاظ على النسيج الوطني الواحد لأبناء مِصر، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، له الاتصال والتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنية في الدولة وتقديم مقترحاته وتوصياته إليها، وكذا عقد المؤتمرات واللقاءات في جميع المحافظات. 
 
ويعمل بيت العائلة على تأكيد القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، بالإضافة على بلوَرة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخُلقية والفكرية، بما يناسب حاجات الشباب والنشء، ويشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف؛ وتعريف الأخر وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني البلد الواحد، كما إنه يعمل على رصد واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ على السلام المجتمعي.