زوزو حمدي الحكيم.. ملهمة إبراهيم ناجي في قصيدة "الأطلال"

الفجر الفني

بوابة الفجر



تحل اليوم ذكرى وفاة واحدة من الجيل الأول للفنانات المصريات اللاتي احترفن التمثيل صاحبة الوجه الجامد الصارم، والصوت الحاد، وقوة الشخصية، وعدم اللين، والنجاحات الكبيرة في تجسيد العديد من الشخصيات بالغة القسوة، والجامعة ما بين تدبير المكائد والجريمة والخروج على القانون، وهي الفنانة زوزو حمدي الحكيم.

انت زوزو حمدي الحكيم من الممثلات المثقفات، وكانت من المغرمات بالقراءة والبحث عن المعرفة في كل مصادرها، حافظة جيدة للشعر كما تُجيد إلقاءه نظرًا لنبرات صوتها القوية، ومن رواد الصالونات الأدبية.

كانت الملهمة الأولى لبعض فطاحل الأدب والشعر، ومن بينهم صديقها المقرب الأديب زكي مبارك والذي كتب فيها عددًا من قصائده الشعرية، والدكتور إبراهيم ناجي أحد شعراء مدرسة أبولو التي أنشأها أحمد زكي أبو شادي عام1932، والذي ترجم مشاعره نحوها في قصيدته الشهيرة "الأطلال" والتي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم.

وقالت زوزو حمدي الحكيم، في احدى المقالات: "تظل قصتي مع إبراهيم ناجي من أشهر القصص، لن أقول قصص الغرام، لأنه لم تربطني بناجي أي علاقة حب، الحكاية كلها بدأت عندما كان يأتي إلى المسرح الذي أعمل به يشاهد ويتابع أعمالنا الفنية لاهتمامه بالفنون مثل اهتمامه بالطب، ثم تولى بعد ذلك علاج أعضاء الفرقة، ومن هنا بدأت العلاقة تتوطد بيننا خاصة بعد مرض والدتي".

وأضافت: "أخذ ناجي يتردد على منزلنا لعلاجها ونحن نتردد على عيادته، بعدها أصبح صديقًا لنا، في إحدى المرات سمعت أغنية أم كلثوم، "الأطلال"، وإذا بي أكتشف أنني قرأت هذه الأبيات من قبل، لكن الست تغنيها بطريقة مختلفة، عدت إلى الروشتات، التي كان يكتبها ناجي لوالدتي، وجدت كل بيت من أبيات القصيدة على كل روشتة من الروشتات، ويناديني فيها بـ"زوزو"، أو حياتي أو صديقتي الحبيبة أو صديقتي المقدّسة، لا أنكر أنني بادلته بعض أبيات الشعر، لكنه ليس كشعر الغرام الذي يكتبه لي، ناجي لم يكن يكتب الشعر لي فقط".

واعترف إبراهيم ناجي، في مقال له عن حبه لزوزو حمدي الحكيم، قائلًا: "هي أديبة صافية، عرفتها قبل أن تنزلق إلى الشاشة، عرفتها وهي تكتب مذكّراتها عن أدباء مصر جميعًا، وقرأت لها أجمل فصل قرأته في حياتي عن زكي مبارك، عرفتها وهي تجاهد في تَعَلُّم الفرنسيّة، وتناضل لتعلُّم الإنجليزية، وتقاتل لتكون أول فتاة مثقفة في مصر، فلما جرفتها السينما انتهت إلى "عفريت مراتي" فسكن العفريت بيتها، ومن يدري هل دبّ إلى قلبها؟ مسكينة زوزو، إنّها تحمل دماغًا رهيبًا وقلبًا طيبًا".