بطريرك الأقباط الكاثوليك: هناك خطرا أن تتحول المسيحيةُ إلى مجرد أفكار نظرية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


القى الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك، اليوم الإثنين، كلمة بإكليريكيَّة القدِّيس لاون الكبير بالمعادي وقال فيها: أشكرُ الله معكم على نعمةِ هذا الوقت، وقت القيامة والفرح، لأنَّه أحبَّنا فوهبنا نعمة الحياة، ودعانا أن نكون على مثاله في عالم اليوم،مضيفًا: أننا نواجهُ تحدياتٍ كبيرةٍ حتَّى نعيشَ إيمانَنا المسيحيّ كما يجب، وحتَّى تقومَ الكنيسةُ برسالتِهَا كما أرادَهَا المسيحُ فهناك فتورٌ في الحياةِ الرّوحيَّةِ، وانفلاتٌ أخلاقيّ وعنفٌ منتشرٌ وحرِّيَّةٌ غيرَ مسؤولة، ولا نغفلُ أيضًا التَّأثيرَ السَّلبيّ لسوءِ استخدامِ التُّكنولوجيا الَّذي يُفقدُ الإنسانَ إنسانيَّتَه وكرامتَه وقيمتَه.

وتابع بطريرك الأقباط الكاثوليك بكلمته: كما أن هناك خطرًا أن تتحوَّلَ المسيحيَّةُ إلى مجرَّدِ أفكارٍ نظريَّةٍ، لكن والحمد لله، رغم سوء المشهد، لا يمكن انكار وجود قدِّيسين وقدِّيسات في أناس اختبروا حبَّ الله فعاشوه بكلِّ قوَّةٍ ومازالوا له شهودًا في كلِّ مجالات الحياة. فالمسيح دخل إلى العالم ولم يخرج منه ولن يغادره،نستعدُ هذه الأيَّام للاحتفال بعيد العنصرة، وهو حلول الروح القدوس على الرُّسل الَّذي هو عيد ميلاد الكنيسة المرسلة للشَّهادة بالمسيح القائم. 

وأضاف: نقرأُ ونسمعُ كثيرًا عن الفضائل الإلهية: الإيمان والرَّجاء والمحبَّة، الَّتي يذكرها القدِّيس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (13: 13). هناك أيضًا ما نسميه هبات الروح (عطايا الروح) أو الفضائل الأدبيَّة أو الإنسانيَّة: الحكمة، والفهم، والمشورة، والقوَّة. الواردة في سفر أشعياء (أش11: 1-2)، والَّتي أضاف إليها آباء الكنيسة فضائل أخرى: العلم، التَّقوى، الاعتدال، الأمانة، التَّواضع، القناعة...إلخ. وهناك أيضًا ثمار الروح:... مَحبَةُ، فَرَحُ، سلامُ، صبرُ، لُطْفُ، كَرَمُ أَخْلاق، إِيمانُ، وَداعةُ، عَفاف" المذكورة في رسالة بولس الرَّسول إلى أهل غلاطية، (غلا5: 22-23). إذن هناك: الفضائل الإلهية الثَّلاثة وهبات الروح وثمار الروح. 

وأكد: نتناول الحديث اليوم عن فضيلة القوَّة الَّتي هي هبة من هبات الروح وإحدى الفضائل الإنسانيَّة أو الأدبيَّة، متسائلًا: في البداية نوضِّح ما هي الفضيلة؟ وما هو هدفها؟ وماذا تعني عبارة "إنسانٌ فاضلٌ"؟ما هي الفضيلة؟ ما هو هدفها؟ وماذا تعني عبارة "إنسانٌ فاضلٌ"؟بحسب التَّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيَّة؟.

وقال إن الفضيلة هي استعدادٌ باطنيّ ثابت لفعل الخير تتيح للشَّخص ليس فقط أن يفعل أفعالًا صالحة وإنَّما أن يعطي أفضل ما فيه والإنسان الفاضل يسعى بكلِّ قواه الحسيَّة والرّوحيَّة إلى الخير، ويمضي وراءه ويختاره في أفعال.

واختتم: عكس الفضيلة الرَّذيلة: وهي "موقف باطني وعادة سلبية تخدِّر الضمير وتُظلمه، وتفتح الإنسان على الشر وتجعله مستعدًا بشكل اعتيادي لاقتراف الشَّرّ والخطيئة"، في كلُّ مرَّةٍ نتحدَّثُ فيها عن فضيلةٍ ما، علينا أن نوجِّهَ عيوننا صوب الروح القدس كنز المواهب والفضائل ونصلِّي إليه طالبين العون ليحرِّك فينا المحبَّةَ فنعيشَ الفضائلَ من أجلِ استقامةِ الحياةِ ونجاحِها؛ وننظرَ إلى القدِّيسين، الَّذين يجسِّدون ربَّنا يسوع المسيح المثال والنَّموذج، وبالأكثر أمنا مريم العذراء، أم الكاهن الأعظم وأم الكنيسة.