اليوم الـ 25 من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441هـ

أبراج

بوابة الفجر



*الباب السّادس (عمل الحلم)
هذا الفصل يستعرض فيه فرويد العلاقة بين محتوى الحلم الظاهر وبين أفكاره الكامنة ، و محاولته ترجمة الصور الواردة فى الحلم وكأنها لغة لها حروف وقواعد نحويّة من خلال الفصول التالية.

5-التصوير بواسطة الرموز فى الأحلام-أحلام نمطية أخرى.
6-أمثلة-عمليات الحساب والأقوال فى الحلم.
7-الأحلام اللامعقول-النشاط العقلى فى الأحلام.
8-الحالات الوجدانيّة فى الحلم.
9-المراجعة الثانويّة.

5- التصوير بواسطة الرّموز فى الحلام-أحلام نمطيّة أخرى:
يُؤكّد فرويد على أنه لايُوجد قاموس شامل لكل أنواع الرموز التى يتم تصويرها فى الحلم يُمكن الرجوع إليه لترجمة معنى الحلم ، لكنه فى هذا الفصل يقوم باستعراض رموز لصور الحلم قدّمها فيلهم شتيكل على أساس أنها رموز نمطية شائعة عامّة لكل الناس ، ورغم أن فرويد يجد أن ما قدّمه شتيكل من تفسير للرموز لايُمكن التهوين منها رغم عدم إستنادها للمنهج العلمى فى البحث إلا انها جديرة بالإهتمام ، ويُشبّه تلك الرموز التى قدّمها شتيكل فى مُؤلفاته بالطبيب الذى يُشخّص مرض التيفود عن طريق حاسة الشم.

فمثلاً الملك والملكة يرمزان للأب والأم ، الأمير أو الأميرة يرمزان للحالم أو الحالمة نفسها ، كل الأغراض مُستطيلة الشكل كالعصى وجذوع الشجر والمظلات ، السكاكين والخناجر والمعاول ومبرد الأظافر ، أدوات الحرث كلها ترمز للعضو التناسلى عند الرجل ، بينما الأغراض المُجوّفة كالسفن والسيارات والغرف والدواليب والصناديق والأدراج والأفران والمواقد فكلها ترمز للرحم عند المرأة ، وكثيراً يتم نسب ربطة العنق "الكرافات" إلى عضو الرجل التناسلى لتشابهها الشديد مع العضو ويغلب أن يكون الأشخاص الذين يستخدمون هذا الرمز فى أحلامهم شديدى الإهتمام بربطات عنقهم ويملكون منها تشكيلة كبيرة يهتمون بها جداً ، كما يُرجّح فرويد أن تكون الأجهزة الإلكترونية المُعقدة رمزاً للعضو التناسلى يميل أكثر للرجل ، كما يسهل علينا إن فسّرنا مُشاهدة غرفة فى الحلم بأنها ترمز إلى إمرأة فإن مفتاح باب الغرفة يرمز للطرف الآخر.

وسقوط الأسنان والصلع وقص الشعر قد يرمز لخوف الرجل من ضعف قدرته الجنسيّة ، كما أن رؤية العظايا "البرص" والتى لها خاصيّة نموّ ذيلها بعد قطعه قد يرمز لاستعادة المقدرة الجنسية من جديد بعد زوال مرض عارض ، وأما المتاع الذى يحمله المسافر فيرمز لخطيئة تثقل كاهل الحالم.

ويرى فرويد أن مؤلفات شتيكل تحوى أكبر مجموعة من الرموز ولها مصداقيّة كبيرة لكن افتقار شتيكل لتقبل النقد وإصراره على تعميم تفسير تلك الرموز على كل الناس مهما كان الثمن يؤدى للتشكك فى مؤلفاته ويقف حائلاً دون أن يتقبلها فرويد بشكل علمى ، فقد يتم إستعمال الرمز إستعمالاً مزدوجاً كونه يحمل أكثر من معنى ، كما أنه يختلف باختلاف الحالم وبيئته وثقافته وحالته النفسية ومستواه الإجتماعى والعلمى والصحّى.

*المصدر: كتاب تفسير الأحلام لسيجموند فرويد ، تحت إشراف الدكتور مُصطفى زيور 1969.