«الفجر» تنقل كواليس حياة الأديرة فى زمن كورونا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الرهبان يمارسون حياتهم بشكل طبيعى والراهبات الأكثر عرضة للعدوى

نمط جديد من الحياة فرضته أزمة كورونا على كل فئات المجتمع، ومع ضرورة التباعد الاجتماعى واستخدام أدوات الوقاية من «كمامة وقفاز» إلى جانب مواد التطهير والتعقيم. يظل مجتمع الرهبان والأديرة الأكثر اختلافاً كما هو بطبيعة الحال نظراً للعزلة والغموض الذى يحيط به.

ورغم إعلان جميع الأديرة عن عدم استقبال أى رحلات منذ بداية تعرض مصر للعدوى بفيروس كورونا، إلى أن الأديرة تستقبل عدداً من العمال والسائقين بصفة يومية مما يستلزم عدد من الإجراءات. كذلك فإن طبيعة نظام الرهبنة القائم على فكرة المشاركة يفرض عليهم أن يتناولوا الطعام معاً وكذلك الصلوات إلى جانب العمل اليومى.

ووسط كل هذا ومع إجراءات الوقاية من كورونا هل غيرت شكل يوم الراهب أم استمرت مع بعض الوقاية، نحاول فى السطور التالية التعرف على التغيير الذى طرأ على حياة الأديرة خلال أزمة الكورونا.

يوم الراهب عادة ما يبدأ مع الساعة 3 فجراً بصلاة التسبحة المشتركة ويليها القداس اليومى ويتضمن العمل الجماعى والأكل، ويسمح بفترة قصيرة ينفرد فيها كل راهب بنفسه للصلاة والقراءة الحرة. وهو ما يعنى أن هناك اختلاطاً الذى أصبح غير مقبول فى زمن كورونا.

مع بداية الأزمة أصدر كل دير بياناً منفرداً أعلن فيه عن عدم استقبال أى زيارات أو رحلات تجنباً لنقل العدوى بسبب الزحام خاصة فى أيام الأعياد والإجازات التى يحرص فيها الأقباط على تنظيم زيارات تتسبب فى زحام شديد. هذه العزلة التى دخلت فيها الأديرة والرهبان ليست كافية لأن نظام الحياة الرهبانية بهذا الشكل قد يتسبب فى نقل العدوى فى حال إصابة أحدهم.

ومن داخل أحد الأديرة نقلت «الفجر» كواليس يوميات الرهبان والأديرة فى زمن كورونا حيث اعتبروا منع الزيارات أهم مفردات الوقاية باعتبار أن المتواجدين داخل الدير لايتعرضون للتعامل مع أشخاص من الخارج. ويبقى تردد العمال والسائقين ممن ينقلون احتياجات الدير ويعملون فى المزارع، وهى أهم أولويات الأديرة بمتابعة هؤلاء ومع كل دخول وخروج يخضع كل عامل أو سائق للفحص الطبى واختبار درجات الحرارة والملاحظة والتى تجرى على أيدى رهبان هم فى الأساس أطباء وصيادلة، وبمجرد التأكد من سلامته يسمح له بالمرور كذلك تم تقليل عدد زيارات كل عامل لذويه بدلاً من مرة كل شهر لمرة كل شهرين، لحمايته وحماية الرهبان.

أما عن الصلوات يقول أحد الرهبان «نحتفظ باسمه» تسير كل أشكال العبادة بشكل طبيعى ولا يوجد أى تغيير وتتم بشكل جماعى ولا يوجد أى خوف نحن ملتزمون بالوقاية وارتداء الكمامات واستخدام بعض المطهرات، كما أن عدد الرهبان عادة ما يكون أقل بكثير من الزحام فى الخارج ونحاول الحفاظ على المسافات ونقيم القداسات بصفة دورية حتى أننا كنا نصلى القداسات يومياً خلال الصوم الكبير وكذلك أسبوع الآلام والعيد.

وأضاف: تناول الطعام الجماعى له موعد محدد كل يوم أحد وليس يومياً كما يعتقد البعض، يتم حسب ما اعتادنا مع الحفاظ على التباعد الاجتماعى والمزيد من الاهتمام بالنظافة، ولكن لا يوجد خوف خاصة أن كل ما يقدم للمطبخ هو من منتجات الدير ولم تعبث به أيد غريبة. وإلى جانب كل هذا فقد زادت مساحة الوقت الخاص لكل راهب بعض الشىء. ومع منع الرحلات للأديرة اضطررنا لمنع زيارات أهالى الرهبان ونكتفى بالمكالمات الهاتفية لضمان حماية الجميع.

أما فى أديرة الراهبات فقد تكون المشكلة أكبر بعض الشىء، خاصة أن جميعها تقع وسط الكتل السكنية، على عكس أديرة الرهبان التى عادة ما تكون وسط الصحراء وتبتعد كيلومترات عن المدينة، مما يجعلها عرضة أكثر نتيجة تردد الزوار، كذلك الأنشطة التى تمارسها الراهبات مثل المشغل وإنتاج المواد الغذائية وهو ما يستلزم وجود عاملات يترددن على الدير بشكل يومى بعكس العمال فى الأديرة الذكورية والمقيمين لفترات طويلة تصل إلى أشهر دون الحصول على إجازات.

ومن هنا قررت أديرة الراهبات والمكرسات تقليل العمالة بعضها وصل إلى 20% كما أغلقت بعض الأديرة أبوابها أمام العمال تماماً واكتفت بعمل الراهبات وحدهن. ويظل النشاط اليومى كما هو من صلوات وعبادة ولكن بعض رئيسات الأديرة قررن عدم التجمع للصلاة سوى مع إقامة القداسات والتى تم تقليص عددها من 3 أسبوعياً وبعض الأديرة كانت تقيمها بشكل يومى إلى قداس واحد فى الأسبوع.

وقامت أحد الأديرة بتصميم كمامات بالمشغل الخاص بها كذلك قفازات من القماش يتم التخلص منها مع كل استخدام. وإلى جانب مواد التعقيم تتصرف الراهبات بشكل شبه طبيعى ولكن تم منع كل الزيارات العائلية لهن.