22 مليون واقعة في الشرق الأوسط فقط.. أنقذوا الأطفال من فخ الاستغلال الجنسي

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



«أكثر من 9 آلاف موقع احتوى على استغلال وانتهاك جنسى للأطفال، وتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات قبل أزمة كوفيد 19» بهذه الإحصائية بدأت غادة والى وكيل أمين عام الأمم المتحدة حديثها أثناء المناقشة إلكترونية بعنوان «الحماية والوقاية من جرائم الإنترنت أثناء كوفيد 19» خلال الأيام الماضية، مع كل من ملكة السويد سيلفيا والمهتمة بقضايا الطفولة بشكل خاص، ورئيسة اليوروبول كاثرين دى بول أول امرأة ترأس الشرطة الأوروبية، إضافة إلى مجموعة من القيادات الحكومية الدولية. 

ما قالته والى فى هذه المناقشة دفعنا للبحث والتحقيق عن هذه المواقع وفكرة الاستغلال الجنسى للأطفال، خاصة أن العديد من المراكز المهتمة بشئون الأطفال رصدت ما يقرب من ٢٢ مليون ملف يندرج تحت بند الاستغلال الجنسى للأطفال. وأن الكثير من حالات الاستغلال الجنسى المرصودة تعرف الجانى فيها على الضحية من خلال الإنترنت والكثير من المقبوض عليهم تم ضبط معهم مواد وفيديوهات وصور جنسية لأطفال تبدأ من سن عام واحد كما أن هذه المواقع تحقق مليارات من الأرباح.

خلال جولتنا على هذه المواقع، اكتشفنا أنها على «الديب ويب» لا نستطيع البحث عنها من خلال الموقع الشهير جوجل ولكن  يجب أن يكون «اللينك» الخاص بها موجوداً حتى نستطيع الدخول عليها، وتستغل هذه المواقع الأطفال لأقصى درجة فستجد عليها مقاطع جنسية للأطفال ومتاجرة فى الجنس معهم.

تبدأ أعمار الأطفال من خمس سنوات بل وهناك مقاطع جنسية لأطفال رضيعة من الممكن أن تكون أعمارهم عام أو عامين،  وبحسب تاريخ نشر هذه المقاطع، اكتشفنا ازدياد فى هذه الفيديوهات، خاصة فى الفترة الأخيرة فى ظل انتشار فيروس كورونا وإعطاء الأطفال أجازة ومنعهم من الذهاب إلى المدرسة بسبب الفيروس اللعين مما جعل الأطفال يقضون أوقاتا طويلة أمام الإنترنت.

تتربح هذه المواقع من خلال عرض الفيديوهات الجنسية للأطفال للبيع من خلال استخدام عملة البيتكوين، حاولنا التواصل مع أسرة أحد الأطفال الذين تم استغلالهم جنسيا، حيث قالت الأم – التى رفضت ذكر اسمها- إن ابنها «١٠ سنوات» ومنذ أن بدء فترة الإجازة بسبب فيروس كورونا كان لا يفارق تليفونه المحمول .

وأضافت: دخلت غرفته ذات مرة وجدته يتحدث مع شاب أكبر منه سنا فى أمور جنسية فأخذت منه «الموبايل» واطلعت على المحادثة بينهما، فوجدت أن هذا الشاب أرسل له فيديو جنسى لطفل لم يتخط السبع السنوات وطلب منه أن يرسل له مقاطع فيديو له وهو عار تماما، ولكن أنقذت الموقف فى آخر لحظة قبل أن يفعل الطفل ذلك، مشيرة إلى أنها دخلت على الحساب الخاص لهذا الشاب ووجدته حساباً مزيفاً فعلمت أنه كان يريد استغلال ابنها جنسيا.

كانت الصدمة عندما بحثنا عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وكتبنا فى محرك البحث جملة «جنس أطفال» وجدنا أن الكثير من أصحاب الحسابات يكتبون منشورات يطلبون فيها من أصدقائهم إرسال مقاطع جنسية للأطفال، والغريب أن هذه المنشورات يكون عليها تفاعل كبير جدا والتعليقات عليها كثيرة، فوجدنا من يرسل رقم هاتفه ليرسل عليها هذه الفيديوهات وتجد من يساومهم بإرسال مقاطع جنسية للأطفال مقابل إرسال مقاطع جنسية لحيوانات وسيدات. 

كما وجدنا أيضا أن هناك بعض الفتيات يطلبن مقاطع جنسية للأطفال مقابل أن يرسلن صورهن عاريات، ووصل الأمر إلى أن البعض يطلب  مقاطع للأطفال مع أمهاتهم ، ومنهم من يرسل هذه المقاطع فى مقابل مبلغ مادى، وبالدخول على جميع هذه الحسابات عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وجدنا جميعها حسابات مزيفة.

 كما أن هناك مجموعات سرية عبر الفيسبوك يتداول أعضاؤها هذه المقاطع وتكون فرصة كبيرة لهم لتكوين شبكة علاقات تبادلية كبيرة لهذه المقاطع، نفس الوضع ينطبق على مجموعات عبر تطبيق الواتس آب، حيث يرسل عليها مقاطع للأطفال وتكون هذه المجموعات مخصصة لمقاطع الأطفال فقط وبالطبع كل هذا بمقابل ويختلف المقابل من شخص لآخر.

«الاستغلال الجنسى للأطفال»، مفهوم غامض للكثير من الأهالى، طبقا لما أكدته الكاتبة هناء الرملى فى كتابها «أبطال الإنترنت»، مشيرة إلى أنه موضوع الساعة لأن هناك تحذيرات رسمية من جرائم الاستغلال الجنسى للأطفال عبر الانترنت  التى أصبحت منتشرة الأونة الأخيرة ، وبالنسبة لمفهوم الاستغلال الجنسى عبر الإنترنت هو يبدأ فى البداية بعملية التحرش الجنسية بالأطفال حتى يتم استغلالهم.

والاستغلال ثلاثة أنواع ومن الممكن أن نعتبرهم ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هى التحرش اللفظى مثل إرسال كلمات بها إيحاءات جنسية، والمرحلة الثانية هى التحرش البصرى، حيث يقوم المستغل بإرسال صورة  جنسية أو فيديو إباحى أو رابط لموقع إباحى  حتى يعرف مدى معرفة هذا الطفل بهذه الأمور ومدى تجاوب الطفل أو الطفلة معه فى مثل هذه الأمور وأخطر مرحلة هى التحرش بالإكراه حيث يقوم باختراق جهاز الطفل من خلال إرسال رابط ما  فبذلك يستطيع اختراق الجهاز ويحصل على صور ومعلومات أو من الممكن أن يحصل من الطفل نفسه على صورة أو فيديو لهم ومن هنا يبدأ الابتزاز وبالإكراه وإذا لم يمارس هذا الأمر على الكاميرا أمامه، أو يحدث لقاء جنسى بينهم فى الواقع وإلا يقوم بفضحه أمام عائلته وأصدقائه بالمدرسة.

والمشكلة أن الجانى فى بداية التعرف يحاول معرفة جميع المعلومات عن الطفل مثل من أصدقاؤه وما المدرسة التى يدرس بها، وببراءة يجيب الطفل على كل هذه الأسئلة بحسن النية، دون أن يدرك بالطبع أن هناك عواقب وخيمة ستترتب على كل ذلك، وهنا تكون لديه كافة المعلومات عن الطفل ويهدده بفضحه أمام الجميع، حيث إن هناك من يعمل فردياً وهناك أشخاص ممنهجون فهم عصابات مختصة فى استغلال الأطفال جنسيا، وهناك ما يسمى بالبيدوفيليا أى الهوس الجنسى بالأطفال فالكثير منهم يمارسون هذا عبر الإنترنت، ويستدرج الطفل حتى يحصل منه على لقاء شخصى بينهما. 

وهناك أيضا نوع آخر لأهداف ومصالح مادية وتجارية يحصلون على هذه المواد الإباحية الخاصة بالأطفال ويبيعونها، فهناك مواقع تشتريها بمبالغ باهظة ويتبادلونها، وهناك هدف آخر وهو فتح حديث عبر الأمور الجنسية مع الأطفال لزرع بداخلهم أمور شاذة ومتطرفة.