ريهام بطلة بالأفيش ومباراة مبدعة بين العملاقين

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


1بطلة بفلوسها

منذ أن كشف أصحاب مسلسل (لما كنا صغيرين) النقاب عن العمل لم تهدأ الضجة حول بطلة العمل ريهام حجاج، حتى المشاهد العادى استنكر أن ريهام بين العملاقين محمود حميدة وخالد النبوى، سمعت من بعض الناس العادية أن زوجها هو المنتج الخفى للمسلسل، وأنها حصلت على هذا الحجم لهذا السبب، على مواقع التواصل الاجتماعى ظهرت نكتة تقول: اهتمى بجمالك واعملى عمليات تجميل واتزوجى منتج عشان تتساوى بحميدة ونبوى.بالطبع لا استطيع الحزم بأن زوج ريهام هو المنتج ولا أعرف معلومة مؤكدة عن عمليات تجميل ريهام، ولكن ما حدث كان رد فعل طبيعى للحجم الضخم لريهام فى الأفيش، ومن محاسن الصدف وطبائع الأمور أن الأفيش لا يصنع نجومية حقيقية، فمع متابعة المسلسل يتأكد أن إمكانيات ريهام التمثيلية أقل كثيرا من العملاقين، فنحن نستمتع يوميا بمباراة مبدعة بين حميدة ونبوى، وكل من النجمين يشيل عملا بمفرده وينطلق به فى سماء الفن، ومع ذلك فان من عجائب القدر ألا يجد بعض من أكبر وأعظم نجومنا مكانا لهم إلا فى مسلسلات البطلات.خذ عندك نموذج الفنان أحمد زاهر فى مسلسل «البرنس» وأدائه شديد التميز، أو خذ عندك الأداء الرائع للفنانة ريهام عبدالغفور فى مسلسل فى رمضان العام الماضى، فقد تفوقت ريهام على البطلة دينا الشربينى، ومع ذلك لم تحظ ريهام ببطولة مسلسل.هذه مجرد نماذج لحاجتنا إلى تغيير قواعد الإنتاج، وأن نجد المنتج الجرىء الذى يلتقط الممثلين الرائعين ويدفع بهم فى أدوار البطولة.

وإذا كنا نعانى من ضعف الورق أو أزمة التأليف، فقد أفلت هذا المسلسل من هذه الأزمة، فنحن أمام تيمة درامية شيقة تكشف أن كلنا خطاءون، ولعل أشهر عمل فنى من هذه التيمة هو فيلم المذنبون.

جريمة قتل تكشف خطايا كل المجموعة المقربة من شخصية القتيلة، وكانت الممثلة سهير رمزى، فمع حلقات المسلسل نكتشف حلقة بعد الأخرى أن لكل بطل من الممثلين خطيئة ما.. تزوير عقد فيللا، تزوير شهادة أداء الخدمة العسكرية، اتجار بالمخدرات والبقية تأتى.

2نماذج مشوهة

لا تزال الدراما فى مصر تتعامل مع المرأة بظلم شديد، فمعظم بطلات مسلسلات رمضان نماذج مشوهة وتدور فى فلك الرجل أو بالأحرى الزوج أو الحب. دعك من نموذج ياسمين صبرى فى مسلسل (فرصة تانية) أو الفليم المضروب الذى قدمه المسلسل لحكاية فقدانها الذاكرة، ودعك أيضا من نموذج جنون الحب الذى قدمته..عامر فى نفس المسلسل. خذ مثلا نموذج هبة مجدى فى نفس المسلسل، تلعب هبة دور مريم شقيقه ملك، وتقدم نموذجًا مريضًا ومفروضًا للمرأة المتزوجة. امرأة ترضى بالضرب والذل والإهانة كل يوم من زوجها. أسهل رد فعل للزوج قلم على وجهها، وتحتمل مريم هذا الذل دون أن تحاول تغييره أو رفض واقعها المحزن والمأساوى والذى يفقدها الكرامة، ولكن الست مريم تتحول فجأة إلى (سوبر وومن) وترفض الهوان لأن زوجها تزوج عليها.هنا فقط ومع ظهور الضرة تنفض مريم عن شخصيتها تراب الذل والهوان، وترفع راية العصيان، وكأن الزوجة أو بالأحرى المرأة لا تثور إلى كرامتها إلا لوجود المرأة الأخرى.

يتكرر هذا النموذج فى مسلسل آخر وهو ليالينا 80، فابنة جلال (خالد الصاوى) تتحمل إبعاد زوجها لها عن أبيها، ولا تطمن على أبيها وهو مريض، ولكنها لا تتحمل خيانة زوجها وزواجه من أخرى. هذه النماذج تقدم معايير ترسخ لقهر المرأة، وتحويلها إلى مجرد خادم أو تابع لرجل يمحى شخصيتها ويضربها، ولا تثور إلا لظهور امرأة أخرى فى حياة الزوج. هذه النماذج لا تعبر عما وصلت إليه المرأة المصرية من وعى بحقوقها، وممارسة لهذه الحقوق.

3محاكمة مدينتى

تعودت ألا أوجه نقدا لاذعا للزملاء فى التليفزيون أو الصحافة، ولذلك سأتوقف فقط عن توابع إعلان مدينتى، فمنذ ظهر الإعلان توالت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى، وكالعادة كانت السخرية أو القلش بلغة الشباب هو سيد الموقف، وقد تابعت معظم التعليقات وكلها تدور حول المقارنة بين جمال ومستوى المعيشة فى مدينتى أو الرحاب مقارنة بباقى المدن المصرية، وهذا فى حد ذاته نجاح مزدوج للإعلان والمشروع معا. لم ألاحظ تجاوزات فى حق لأصحاب المشروع أو سكان المشروع، ولذلك فوجئت برد فعل الزميلين عمرو أديب وأحمد موسى. الأخير يعلق غاضبا: اشتغل واسكن فى مدينتى، وأحب أن أذكر الزميل أن هناك ملايين المصريين يعملون بشرف ودأب ويخدمون الوطن دون أن تكون لديهم هم أو ذريتهم فرصة هذا النعيم، وربنا يبارك بالطبع للجميع، ولكن عمرو أديب خطى خطوة أبعد فى تناوله للموضوع مهددا الساخرين أن رجل الأعمال قد يترك البلد بسببهم، وأعتقد أن رد فعل عمرو مبالغ فيه، فالسخرية من الثراء ظاهرة شائعة فى العالم كله. بل إن هذه السخرية تصل إلى شخوص الأثرياء أنفسهم. خذ عندك ترامب فقبل رئاسته لأمريكا كان ترامب مليارديرا يثير الجدل والسخرية، ولم نسمع أوبرا وينفيرى أو سيتف هارى مثلا يحذران الشعب الأمريكى أن ترامب هيطفش ويسيب أمريكا. اعتقد أن ردود الأفعال الإعلامية كانت مبالغة، فمن الأفضل للجميع ترك الناس تعبر عن نفسها بالتعليقات الساخرة. لأن البديل أسوأ وأخطر ألف مرة.

4- إعلانات إعلانات

رمضان موسم الإعلانات، وعلى الرغم من توابع وباء كورونا على الجميع إلا أن بعض الشركات دخلت سباق الموسم الرمضانى، فى البداية يجب أن أشكر البنك الأهلى لأنه حول ميزانية الإعلانات لصالح مواجهة آثار كورونا، فأحرج بغيابه الحاضرين، وأعجبنى إعلان أحمد حلمى لصالح إحدى شركات الاتصالات، فهو إعلان لطيف وذكى يواكب حظر كورونا، وإعلانات مستشفى الناس التى أعادت النجمة صفاء أبو السعود للظهور أو إعلان نفس المستشفى الذى يقدمه مجموعة من الأطفال.بالطبع استفز إعلان إحدى شركات الاتصالات الكثير من المشاهدين، لأن ميزانية النجوم فى هذا الإعلان ممكن تنشئ مستشفى أو مدرسة، وعن نفسى كنت أفضل أن تعفنى هذه الشركة أنا وبقية عملائها من الفاتورة أو نص الفاتورة بدلا من إنفاق هذه الملايين من الجنيهات.

وأعتقد أن مفاجأة إعلان شركة السيراميك بالاستعانة بإعلان منذ أكثر من 30 عاما جميلة، وهو إعلان يتذكره الأكبر سنا وكان الأضخم إنتاجا فى زمانه لأنه ضم النجم العالمى عمر الشريف والنجمة يسرا.

ولقد لاحظت غضب أو نفور البعض من إعلان مستشفى أهل مصر لمعالجة الحروق، فقد بدا الإعلان صادما للمشاعر ومؤلما للنفس، وأحب أن أقول لهؤلاء أن الألم الذى نشعر به عند مشاهدة الإعلان لا يساوى واحدا من مليون من الألم الذى يشعر به ضحايا الحروق وعائلاتهم، وقد أعجبنى أن مؤسسة أهل مصر برئاسة الدينامو هبة السويدى قد شاركت فى مواجهة توابع كورونا، ولم تقتصر على هدفها الرئيسى بإنشاء أول مستشفى متخصص لمعالجة الحروق.