في ذكرى ميلادها.. منيرة المهدية والصراع الدائم بينها وبين أم كلثوم

الفجر الفني

منيرة المهدية
منيرة المهدية


تحل اليوم ذكرى ميلاد مطربة أكثر شهرة، تستحوذ على اهتمامات تلك الجماهير، لقبت بالغندورة، ونصبوها سلطانة للطرب، وهي منيرة المهدية.

عملت منيرة المهدية، مع أشهر شعراء وملحنى جيلها وكان لها الفضل في اكتشاف الموسيقار محمد عبد الوهاب.

و في عام ١٩٤٨ قررت العودة إلى المسرح بعد أن اعتزلت الحياة الفنية لمدة عشرين عامًا ولكنها لم تلق القبول الذى كانت تنتظره.

شهدت هذه الفترة صراعًا حادًا بينها وبين أم كلثوم، المطربة الوافدة التى فرضت شروطًا جديدة على الساحة الفنية لم تستطع منيرة المهدية مجاراتها فما كان منها إلا أن اعتزلت الفن وتفرغت لهوايتها وهى تربية الحيوانات الأليفة.

أحست منيرة المهدية، أن العرش الغنائي يهتز تحتها وسمعت أن الجماهير جنن بغناء أم كلثوم، فلم تصدق ما سمعت.

وفى إحدى الليالى ارتدت ملاية لف سوداء، ووضعت على وجهها برقعًا، وارتدت شبشبًا فى قدميها حتى تبدو كبنات البلد، وصحبت معها الممثل محمد بهجت، وذهبت إلى مسرح رمسيس حيث كانت تغني أم كلثوم، وجلست تسمع كوكب الشرق والجمهور يهلل.

ولم تحتمل منيرة المهدية، أن تحضر أكثر من الوصلة الأولى من غناء أم كلثوم، فتركت المسرح غاضبة ساخطة على غباء الجمهور وجحوده وقلة ذوقه، وعادت إلى عوامتها تكاد تجن غضبًا، بل وفكرت كيف تقضى على هذه الفتاة التى تهدد عرشها.

خفت نجم سلطانة الطرب، بعد وهج كوكب الشرق أم كلثوم، التي بدأت رحلة نجاحها الكبير، ولكن منيرة المهدية، كانت ترفض ذلك، ورغم اعتزالها قررت العودة من جديد.

بعدعودتها إلى الأضواء، أصرت أم كلثوم، على حضور الحفل بصحبة الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين، الذى يلمح دموع أم كلثوم عندما يسدل الستار على "منيرة" قبل أن تنهي وصلتها الأولى، لعدم قدرة الأخيرة على الاستمرار فى الغناء، بسبب ضعف حنجرتها الصوتية.