شيخ الأزهر: الفقراء كانوا أذرع الأنبياء في نشر الدعوة إلى الله (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن التاريخ أثبت أن الفقراء كان أذرع الأنبياء وسواعدهم في نشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وهداية الناس للحق والخير والجمال، كما أثبت أن الترفع عليهم كثيرة ما ممثل عقبة كأداة صدت المستكبرين وأعمت أبصارهم وبصائرهم حتى استحبوا الكفر على الإيمان.

وأكد "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الخميس، أن الوجهاء من قوم نوح عليه السلام، أبدو عذرا لتمردهم على دعوته، حيث قالوا له كيف نتبعك وقد اتبعك سفلة الناس وأرذلاهم وخساسهم من المساكين الذين ليس لهم مال ولا عز ولا جاه، وإنا إذا اتبعناك سرنا مثلهم، وكيف نتبعك ومنهم من يعمل في المهن المتواضعة، فقال لهم: "إني لا أعلم حرفتهم ولا أعمالهم ولك اكلف بذلك، وغنما كلفني ربي أن أدعوهم إليه وقد اجبوني وحسابي وحسابهم على الذي خلقني وخلقهم، وما أنا إلا نذير يحذر من معصية الله ويدعو لطاعته، وانتهى الحوار بتوعده بالرجم أن أصر على موقفه ولم يتراجع".

وتابع شيخ الأزهر، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- واجه نفس الموقف مع كفار قريش، وتعاملوا معه بالموقف ذاته، فكانوا يتأففون من صحابة الرسول وكان أكثرهم من الفقراء والفقيرات، وقد سأله أعيان قريش أن يطرد من مجلسه هؤلاء العبيد ومنهما سلمان وخباب وبلال وعمار وغيرهم، وكانوا يلبسون جباب الصوف وتفوح منهم رائحة العرق، حتى يجلسوا معه ويحاوره، وهم النبي –صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم لطلبهم طماعًأ في إسلامهم، فنزل قول الله سبحانه وتعالى: "وَلَا تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْءٍۢ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىْءٍۢ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ".

وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعيٍّ، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى: 
"فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر".

وأضاف فضيلة الإمام في بيان له: "لا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بـ "فيروس كورونا" فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلي منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان".

وأوصى فضيلة الإمام الأكبر، المسلمينَ بعدة وصايا:
1- الحفاظ على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في المنازل مع الزوجة والأبناء.
2 - ضرورة استغلال الوقت في العبادةِ وتلاوةِ القرآن.
3 - ألَّا يلتفتُوا للدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتي ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعيِّ إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
4 - الفقراء أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا ولا تمنعوهم من فضلِ الله الذي آتاكم، فأكرموهم وابذلُوا لهم العطاءَ، واعلموا أن هناك طائفة منهم لا يسألون الناسَ ولا يطلبون شيئًا، تحسبونهم أغنياءَ من التعفُّفِ، فابحثوا عن هؤلاءِ، وصونوا عزةِ نفوسِهم، واجبرُوا خواطرِهم، وعجِّلوا بزكاتِكم، عسى الله أن يُعجِّلَ بأمرٍ من عنده يكون لنا فرجًا ومخرجًا من هذه الأزمةِ الإنسانيةِ.
5 - استغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة.
6 - اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ.
7- الأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.
8- وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".