اليوم الـ 21 من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441هـ

أبراج

بوابة الفجر


 *الباب السّادس (عمل الحلم)
هذا الفصل يستعرض فيه فرويد العلاقة بين محتوى الحلم الظاهر وبين أفكاره الكامنة ، و محاولته ترجمة الصور الواردة فى الحلم وكأنها لغة لها حروف وقواعد نحويّة من خلال الفصول التالية.

1-التكثيف.
2-عمل النقل.
3-وسائل الحلم فى التصوير.
4-إعتبار قابلية التصوير.
5-التصوير بواسطة الرموز فى الأحلام-أحلام نمطية أخرى.
6-أمثلة-عمليات الحساب والأقوال فى الحلم.
7-الأحلام اللامعقول-النشاط العقلى فى الأحلام.
8-الحالات الوجدانيّة فى الحلم.
9-المراجعة الثانويّة.

1-التكثيف:
يرى فرويد أن عملية من التكثيف تحدث لفكرة فى عقلنا ، ثُمّ يُعبر عنها العقل على هيئة حلم ، أى أن الفكرة التى كانت سبباً فى تكون الحلم تسببت فيها "مُستدعيات" تعاونت لتجد طريقها إلى عقلنا الباطن ، لكن يتساءل فرويد لماذا تم إختيار تلك الفكرة المُكثّفة لتنفذ وحدها لتكوّن لنا حلمنا؟ 

*حلم المبحث النباتى: رأى فرويد فى الحلم بأنه كتب بحثاً لنوع غير مُحدّد من النبات ، ويُرفق مع البحث نموذج مُجفّف من النبات. 
التحليل: قبل الحلم بيوم كان فرويد قد رأى بحثاً عن نبات السيكلامين على واجهة أحد المكتبات ، حديث دار بين فرويد وبين زميله دكتور كونجشتايْن عن مريضتيْن إحداهما تحب أزهار السيكلامين وهو نفس النوع الذى تحبه زوجة فرويد ، ومن وراء الأزهار خطر لفرويد ذكريات لصور سريعة عن عشقه للكتب ، كل ماسبق سمّاها فرويد بـ "المُستدعيات" وهى العوامل التى تضافرت وتعاونت "لتكثيف" فكرة عن "النبات والأبحاث" ليتم التعبير عن تلك الفكرة بالذات فى مُحتوى الحلم.

*حلم المسرح: مريض لفرويد حلم بأنه كان يُشاهد مسرحية وكان أيضاً مُشتركاً فيها ، وبعد إنتهاء العرض المسرحى إنقسم المُمثلون إلى قسميْن ، قسم إنتقل إلى غرفة تبديل المساكن بالطابق الأرضى وأخرى للطابق العلوى ، وحدثت مُشادة بينهما لأن أحد القسميْن تأخر فى تبديل الملابس ، ثم إنتقلت الصورة بخروج المريض للطريق ليعود لمنزله فوجد تلاً كان يصعده بصعوبة شديدة ، لكن ما أن وصل قمته حتى وجد سيره قد أصبح سهلاً.
التحليل: كان المريض قد حضر عرضاً مسرحياً فى اليوم الفائت للحلم ، كما أنه كان يُعانى منذ شهور من مرض السلّ والذى تسبب فى صعوبة التنفس والمشقة عند بذل المجهود ، كما أن شقيق المريض الأكبر كان قد خسر مُعظم ثروته وتم الرمز لها بالعكس بتواجد الشقيق الأكبر فى غرفة الملابس العلوية والمريض بالغرفة فى الطابق الأرضى وهو نوع من المحبة التى عبر عنها المريض لشقيقه الأكبر بقبوله أن يكون هو من "هبط" للطابق الأرضى مع خسارة الثروة ، كل تلك الأحداث تعاونت لتكثيف الفكرة التى كونت محتوى الحلم.

ويرى فرويد من وجهة نظره أنه إذا وردت كلمة منطوقة فى الحلم فالقاعدة أن تلك الكلمة يتذكرها الحالم عندما يستيقظ كما هى أو أنها يقوم بتعديلها تعديلاً طفيفاً وغالباً ما تكون الكلمة مُستدعاة من ذاكرة الحالم لأحداث حقيقيّة لكنها أيضاً لها معانٍ كثيرة مُختلفة ، وفى النهاية ساهمت فى تشكيل مُحتوى الحلم.

*المصدر: كتاب تفسير الأحلام لسيجموند فرويد ، تحت إشراف الدكتور مُصطفى زيور 1969.