خبير آثار يرد على المفتي السابق: لا نعرف شخصية فرعون

أخبار مصر

علي جمعة والخبير
علي جمعة والخبير الأثري


قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، إن شخصية فرعون التي نجاها الله سبحانه وتعالى من الغرق بجسدها لم يحددها القرآن الكريم، حتى لا ينشغل الناس في البحث بما لا يفيد، ويأخذوا العظة من القصة والمعجزة فقط.  

جاء ذلك ردًا على كلام فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة في برنامجه "مصر أرض الأنبياء" المذاع على قناة مصر الأولى، الحلقة الـ 19، والتي قال فيها إن فرعون وجنوده بعدما لحقوا ببني إسرائيل، وهم في منتصف البحر انطبق عليهم، فقال فرعون آمنتُ بالذي آمنت به بنو إسرائيل، منوهًا بأن فرعون نجا ببدنه، ورغم غرقه وهلاكه، فإن المياه لفظت جسده إلى الشاطئ، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى: "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"، موضحًا أن جسد فرعون تم تحنيطه، وعندما تم إجراء اختبارات على جثة رمسيس الثاني وجدوه قد مات باسفكسيا الخنق الناتج عن الغرق، ووجدوا بعض الأعشاب البحرية بداخله للتأكيد على أن هذا هو فرعون موسى، وأن الله قد أبقى هذه الأعشاب ليقول إن ذلك هو فرعون موسى. 

وأضاف "ريحان" في تصريحات إلى الفجر، أن هناك جهات معينة سخرت نفسها للبحث عن هذه الشخصية لأغراض في نفسها، وشوهت تاريخ مصر باتهام معظم ملوكها بأنهم فراعنة موسى، ولم تسلم شخصية حتى الملكة حتشبسوت وهي سيدة، حيث اتهمت بذلك وجاءوا بأدلة واهية كما اتهم أحمس وتحتمس الأول وأخناتون وحور محب ورمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني.  

الملك رمسيس الثاني والموت غرقًا 
وأشار مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، إلى أن كل ما سيق حول شخصية فرعون موسى هو مجرد تكهنات، ولا ترتقي للأدلة العلمية ولا تستند إلى أدلة أثرية ملموسة، أما ما أشيع عن الملك رمسيس الثاني عن موته بإسفكسيا الغرق، فقد بدأت القصة بعد اكتشاف مومياء الملك عام 1881م في البر الغربي بالأقصر، ثم نقلت إلى المتحف المصري، وفي السبعينيات من القرن العشرين سافرت إلى فرنسا للعلاج بدعوى وجود فطريات بها، وإن كانت الحقيقة هي للدعاية من جهات بعينها ولمعرفة هل هو فرعون الخروج أم لا؟ ومن هو المستفيد بالطبع من البحث في ذلك؟  

ونوه بأن قرار إرسال المومياء إلى فرنسا وقتها كان قرارًا خاطئًا، وأن الفرنسيين لم يتتبعوا ما حدث للمومياء اطلاقًا، فقط استقبلوا المومياء استقبالًا ملكيًا، والعلماء المصريين سألوا الفرنسيين عما يجرى بالمومياء فأجابوا بعثورهم على حشرة غريبة وكرروا هذا الإجابة في عدة مناسبات لدرجة أن البعض أصبح يتندر بأن الحشرة حصلت على الجنسية الفرنسية. 

وتابع "ريحان" أن علماء الآثار أكدوا أن المومياء لم تتقبل أشعة جاما التي أجريت بفرنسا وأصبحت حبيسة "فاترينة" زجاجية لأكثر من عشر سنوات، وعندما أرسلت هيئة الآثار للجانب الفرنسي تطالبه بالالتزام بتعهده بمعاينة المومياء بواسطة لجنة من الباحثين إلا أن هذه اللجنة لم تحضر، ولم تعرف هيئة الآثار خطوات علاج هذه المومياء وكان يجب على المعمل الكيميائي الذي صاحب أحد أفراده المومياء في رحلتها إلى فرنسا أن يقدم تقريرًا مدعمًا بالصور والتحاليل على هيئة الآثار.  

ولفت إلى أنه نظرًا لأهمية مومياء رمسيس الثاني فقد وجه الدكتور على رضوان أستاذ الآثار المصرية القديمة وأمين عام الاتحاد العام للآثاريين العرب وقتها، نداءً لإنقاذ المومياء مطالبًا هيئة الآثار المصرية بأن تتوجه بنداء إلى الجهات العلمية في فرنسا التي شاركت في عملية المعالجة أن تتقدم بأحدث أجهزتها وأكبر فريق علمي لديها لكى تقوم بالكشف على المومياء فإذا تقاعست فعلى هيئة الآثار أن تجمع خيرة علماء مصر والمتخصصين في المومياوات ليقدم تقريرًا عن المومياء يرفع إلى اليونسكو، ومنذ ذلك الوقت ظهرت أقاويل بموت رمسيس الثاني غرقًا لوجود آثار ملح الماغنسيوم في جسد المومياء باستخدام مطياف الكتلة، كما زعموا وروج البعض في كتابات متعددة دون أي دليل علمي أو أثرى يثبت صحة ذلك، ولم تحدث أي تحاليل أو دراسات علمية منذ ذلك الوقت لتأكيد أو نفي هذا الأمر لعدم أهميته أو أهمية معرفة شخصية فرعون الخروج والذي سيظل مبهمًا للعظة من القصة كما جاءت في الآية الكريمة "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية".