حكايات خاصة جداً عن أسود الحق وكلاب الباطل.. أهالى الشهداء فى عمليات «الخائن عشماوى» يتحدثون لـ«الفجر» عن مسلسل الاختيار

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


رسالة الشهيد: أمي هتلاقي اللي يواسيها لكن بلدي أنا اللي هراضيها

حقق مسلسل الاختيار نجاحاً باهراً منذ الحلقة الأولى، وتصدر قائمة البحث على محرك جوجل حتى يومنا هذا، وكانت أكثر المحافظات بحثاً عن حلقات المسلسل شمال سيناء، بما يعكس الاهتمام البالغ الذى أولاه المصريون لذلك العمل الدرامى الذى جسد بطولات أبطال القوات المسلحة فى سيناء خلال الفترات السابقة.

فى السطور التالية نرصد حكايات لأهالى الشهداء الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة على يد الإرهابى هشام عشماوى، ورأيهم فى أحداث المسلسل الذى جسد أحداث ذويهم.

البداية كانت مع زوجة الشهيد البطل «أحمد المنسى» والتى أكدت أن المسلسل لا يقل أهمية عن مسلسل رأفت الهجان، والاختيار تكريم لمسيرة المنسى وجميع الضباط وصف الضباط والجنود الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن الوطن وأعراض المصريين.

وأضافت: انتظرنا أول حلقة من المسلسل بفارغ الصبر، وأبناء الشهيد فخورون أن ذلك العمل يمثل تكريماً لأبيهم وسيظل خالداً فى وجدان المصريين لسنوات طويلة.

وأشارت إلى أن المميز فى العمل الدرامى أنه سلط الضوء على بطولات القوات المسلحة، فالعمل ليس خاصاً بالمنسى فقط، بل خاص بكل الشهداء الذين استشهدوا من أجل مصر فحكاياتهم متشابهة وعقيدتهم واحدة، وأتمنى أن يكون هناك أعمال أخرى حتى يعى المصريون ما يحدث فى سيناء وما يفعله أبطال القوات المسلحة فى تلك المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر.

وقالت زوجة الشهيد، أتمنى أن يكون المسلسل سبباً فى أن يحب المصريون سيناء أرض الفيروز كما أحبها الشهداء وضحوا بحياتهم من أجل كل ذرة تراب فيها، مشيرةً إلى أن القوات المسلحة لم تدخر جهداً حتى يخرج الاختيار بهذا الشكل المشرف والمتميز، فالجماهير متعطشة لتلك الأعمال الدرامية التى تثير فيهم الوطنية والعزة والكرامة وتذكرهم بشهداء الوطن وتضحياتهم، فالمسلسل تكريم لسيرة هؤلاء الشهداء.

1الرسالة الأخيرة للشهيد عبد الله الجندى

أمى هتلاقى اللى يواسيها، أختى جوزها عن الدنيا هيغنيها، زوجتى ابنى هيحافظ عليها، أخويا هيلاقى فى دهره ابنه ياخد باله منه، لكن بلدى مصر مفيش حد هيحميها وأنا أكتر واحد أعرف إيه إلى يراضيها، «كانت تلك آخر رسالة كتبها الشهيد البطل نقيب عبد الله الجندى قبل استشهاده فى سيناء كما حكت لنا زوجته نجلاء» مؤكدةً أن الجمل الموجودة فى مسلسل الاختيار حقيقة ونابعة بصدق من كل ضابط وجندى وصف ضابط، فزوجها كان متيماً بحب مصر، وكان يُسمعها تلك الجمل فى كل إجازة.

وأشارت زوجة الشهيد البطل عبد الله الجندى، أن المسلسل لمس الواقع الحقيقى الذى يعيشه كل ضابط، حتى الأحوال المعيشية فى منزل الضابط، وأحواله المادية فكثيراً من الناس كانوا يعتقدون أن الضباط يحصلون على مبالغ خرافية ومنازل وسيارات فارهة، وهو عكس الواقع تماماً، وسعدت أن المسلسل سلط الضوء على تلك النقطة، والتى ربما تغير الصورة الذهنية لدى كثير من الناس التى ترى البدلة الميرى مجرد سلطة وأموال وليس حباً وفداء وتضحية من أجل الوطن والمصريين.

وأضافت زوجة الشهيد، أن زوجها على الرغم من حصوله على إجازة إلا أنه قطعها فوراً عندما طلبه قائده لتنفيذ مهام فى تلك الفترة فى سيناء، والتى اختاره الله ليستشهد فيها، مشيرةً إلى أن ابنها يتابع المسلسل باهتمام بالغ على الرغم من صغر سنه، وجميع أفراد الأسرة انهمروا فى البكاء فور مشاهدتهم الحلقة الأولى آملين أن تستمر الدراما المصرية فى عرض تلك النماذج الوطنية لأبطال القوات المسلحة المصرية.

260 رصاصة فى جسد الشهيد على السيد

أما الشهيد البطل على السيد إبراهيم فقال أخوه أحمد، إن مسلسل الاختيار يعتبر تكريماً لاستشهاد أبنائنا وأخوتنا، والجميع فى قرية البطل على يتابع المسلسل فور إذاعته، ونتذكر حينها البطولات التى سطرها أخى مع العقيد المنسى حينما تصدى للجماعات الإرهابية وظل يقاتل بشراسة دفاعاً عن جثامين الشهداء الذين سقطوا فى الهجوم، حتى أطلق عليه الإرهابيون أكثر من ستين رصاصة ليسقط أرضاً مع آخر رصاصة قائلاً: الله، وكان آخر من استشهد بالكمين مع الشهيد المنسى.

وأضاف أحمد، أن المسلسل يعكس بالفعل العلاقة الحقيقية بين الجندى والضابط فى القوات المسلحة، وهو ما لمسه فى أخيه الذى كان يردد دائماً أقوال الشهيد أحمد المنسى حول الثأر لأبطال الصاعقة الذين استشهدوا على يد الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن أخيه كان يجمع أصدقاءه فى صالون الحلاقة، ويحدثهم عما يدور فى سيناء وعن دوره فى حماية الأرض والعرض وكان مصدر فخر للقرية كلها حتى اختاره الله ليكون شهيداً بجوار قائده المنسى.

3- تكريم الشهيد

أما والده الشهيد الرائد شريف محمد عمر فحيت كل الجهود الوطنية التى كانت سبباً فى خروج مسلسل «الاختيار» إلى النور، فقالت: الاختيار تكريم لكل شهيد ضحى من أجل وطنة حتى نعيش فى سلام وأمان، وأبناء الشهيد يتابعون المسلسل يومياً وفخورين ببطولات والدهم الذى ضحى بنفسه من أجل زملائه فى إحدى المداهمات فى سيناء.

وأشارت والدة الشهيد شريف، أن المسلسل سلط الضوء على كثير من الشخصيات بداية من الضابط وصف الضابط وحتى الجندى، ونوه عن كثير من البطولات الحقيقية لكثير من الضباط فى عدد من المهمات والهجمات الإرهابية وهو ما كنا نفتقده فى الدراما المصرية، مؤكدةً أن الشهيد كان يحكى تلك المشاهد الموجودة بالمسلسل والتى دفعت أسرته للبكاء فى كل مشهد يحاكى روايات الشهيد قبل استشهاده.

وأضافت والدة الشهيد قائلة : نتمنى أن تستمر الدراما المصرية فى تمجيد أبنائنا الشهداء، فهذا أقل تكريم يمكن أن يحصلوا عليه، وهو أن يعرف الشعب المصرى كيف ضحى هؤلاء بأرواحهم وأجسادهم حتى نهنئ بالحياة ونعيش بكرامة. أما الرائد محمود الكومى أحد أبطال المفرقعات المصابين فى سيناء من جهاز الشرطة المصرية، فقال المسلسل أكثر من رائع فهو يعمل على إيصال رسالة وطنية للمواطنين البسطاء عما يدور فى سيناء، ويوضح لهم تضحيات الضباط وضباط الصف والجنود وإن كانت الحقيقة أكثر بكثير إلى أن المسلسل اقترب إلى الواقعية بشكل كبير، وكنا نفتقد تلك النوعية من المسلسلات لفترة طويلة، وسيكون للمسلسل صدى كبير على الأجيال الجديدة بدلاً من النماذج السابقة التى كنا نراها على مدار السنوات السابقة. وأكد الرائد محمود الكومى أن جهاز الشرطة ملئ بالكثير من حكايات الأبطال كخبراء المفرقعات ومنهم من استشهد وأصيب خلال السنوات السابقة خاصة عام 2013 والتى شهدت ذروة الإرهاب، والتى من الممكن أن يتم تجسيدها فى مسلسل خلال الفترة القادمة، فخبراء المفرقعات لديهم حكايات ومواقف بطولية فهم من أعلى الكفاءات التى يتم انتقاؤها سواء على مستوى القوات المسلحة أو الشرطة، مشيراً إلى أن المسلسل سيكون له تأثير أيضا على جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والعناصر المنتمية لهم وربما يحدث تأثيراً فيهم وهو ما سنراه خلال الفترة القادمة.