اعترافات إسرائيلية من وحى «النهاية»: المصريون ما زالوا يكرهوننا ويتمنون زوالنا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


خبير بـ«معاريف»: مسئول رفيع اتصل بالسفير المصري معرباً عن عدم الارتياح

اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بمسلسل «النهاية» منذ عرض الحلقة الأولى مع بداية شهر رمضان خصوصاً مع شعور الجمهور فى إسرائيل بالصدمة بسبب المشاهد التى جاءت بالمسلسل وجسدت خراب الدولة العبرية فى المستقبل، فيما تحاول نفس وسائل الإعلام الزعم بتحسن فى العلاقات بين تل أبيب وبعض الدول العربية.

ووصف جاكى حوجى، خبير الشئون العربية المتخصص فى الشأن المصرى خلال مقاله الأخير فى صحيفة معاريف تفاصيل المفاجأة أو الأزمة حيث ذكر أنه خلال ذروة الأزمات السياسية الحادة بين إسرائيل ومصر لم يعرض التليفزيون المصرى مشاهد تتنبأ بنهاية إسرائيل قبل مرور 100 عام على وجودها.

واعتبر حوجى أن ما يخفف وطأة هذه المشاهد أن المسلسل قائم فرضية فى المستقبل ويعتمد على الخيال، كما أن الدمار لم يكن فقط من نصيب تل أبيب ولكن الولايات المتحدة أيضاً، وكان الأمر سيكون مقبولاً لو كان تم إنتاج هذا المسلسل فى بريطانيا أو سويسرا ولكن عندما يتعلق الأمر بمصر يمكن اعتباره ليس مجرد استشراف للمستقبل بقدر ما هو تعبير عن أمنية حقيقية لدى المصريين بزوال إسرائيل، وهو الواضح فى الحوارات والأحاديث السياسية.

ومنذ عهد جمال عبدالناصر نشأ المصريون على أن إسرائيل هى العدو الأول، ولم تتغير النظرة حتى مع إقامة علاقات رسمية، وخلال السنوات الأخيرة كما يقول حوجى، قلت نبرة الحديث بشكل سلبى عن إسرائيل التى منعت من جانبها نشر أى شىء يدين أو يضر بمصر.

ولكن السلام ليس مجرد عبارة كما أنه لا تتم إدارته عبر مكتب جهاز الأمن العام «الشاباك» أو مكتب رئيس الحكومة أو داخل ردهات جهاز الموساد أو من خلال اتفاقيات الغاز الطبيعى، فالعلاقات كما هى مجمدة وفى الوقت الذى تعتبر فيه الحكومة الإسرائيلية نظيرتها المصرية بالصديقة، تركت الحكومة المصرية شعور الكراهية ضد إسرائيل يشتعل بهدوء مثل الفحم، وإسرائيل بالنسبة للمواطن المصرى العادى مثل الضفدع الذى يجب عليه أن يبتلعه رغما عنه، وهو مثل إسرائيلى شائع، وليس كصديق ينبغى الاقتراب منه.

ويعتبر حوجى أن مجرد سماح النظام المصرى بخروج هذا العمل الدرامى للنور بعد كل هذه السنوات، أمر يعنى أن هذا الشعور متأصل بشكل ما لديه وليس فقط نتاج مشاعر الجمهور العادى، فهذا العمل تمت مراجعته وفحصه قبل السماح بتصويره وكان يمكن حذف المشاهد التى تسىء لإسرائيل، لكن تم الإبقاء عليها والتصديق عليها بالموافقة .

ويضيف «حوجى» إنه إذا كان هناك تقدم نسبى لصورة إسرائيل فإنه لا يستند على أساس متين، والعمود الفقرى للتعليم فى مصر هو المعلمون الذين تعلموا وتربوا على نظام التعليم والمناهج الدراسية التى كانت تدرس أثناء فترة حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك والتى تبنت الخط الناصرى الذى يكره إسرائيل، معتبراً أن تغيير صورة تل أبيب ينبغى أن يبدأ من عند هؤلاء.

والمؤسسة الثانية التى لها تأثير كبير فى الفكر المصرى هى الإعلام فمن النادر أن نرى أى دعوة للتقارب من إسرائيل ودعم ثقافة السلام معها فى الإعلام المصرى.

وبعد 40 عاماً من التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد نستحق أكثر من ذلك لأن إسرائيل رأت بعض بوادر التغيير وعليها أن تقنع نفسها أن المصريين يعملون بالتدريج فى هذا الشأن وانهم مضطرون لذلك تحت وطأة الضغوطات السياسية والاقتصادية ولكن الحقيقة تقول إنه لا توجد أى بوادر تدريجية، وظهور هذا العمل أمر مدروس تم قياسه بدقة وأعاد تل أبيب إلى نقطة الصفر من جديد.

ومؤخراً توقعنا حدوث طفرة حقيقية فى العلاقات بعد مبادرة الحكومة المصرية لترميم المعابد والمقابر اليهودية القديمة ولكن اتضح بعد ذلك أنه تم الاهتمام بترميم الكنائس والمساجد فى نفس الوقت فى إطار مشروع تبنته الدولة المصرية لترميم المزارات الدينية لغرض الجذب السياحى، فالهدف الرئيسى من الترميم لم يكن من أجل الزوار اليهود الإسرائيليين، ولكن كان المقصود به السياح القادمين من أوروبا والولايات المتحدة.

والشيء المثير للعجب هو هذا الصمت الدائم من جانب إسرائيل، ولكم أن تتخيلوا أن التليفزيون الفلسطينى هو من كان يعرض مسلسلا يتنبأ بخراب دولة إسرائيل، وقتها كان السياسيون سيتدافعون لانتقاد السلطة الفلسطينية والعمل على وقف المسلسل فوراً، ولكن عندما يتعلق الأمر بمصر الكل يقف فى خضوع وذل ناهيك عن البيان الهزلى الذى أصدرته الخارجية الإسرائيلية عن المسلسل الذى ورد فيه أن مضمونه مؤسف وغير مقبول تماماً خاصة فى ظل وجود سلام بين الدولتين لمدة 41 عاما، وفى اليوم التالى تلقى السفير المصرى فى تل أبيب محادثة هاتفية من مسئول إسرائيلى رفيع أعرب خلالها عن عدم ارتياحه من المشهد، ولكن لم يتم نشر تفاصيل المحادثة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية.