عناوين مسلسلات بعض النجمات «كيد نسا»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



شخصية جلال رمز مبدع لهزيمة الثقافة والفن والعقل فى مواجهة توابع عام 80 

الاستقبال الشعبي الحميم للاختيار يدعونا لتكرار التجربة

1- ليالينا 80 المتعة المزدوجة

بعض الأعمال الفنية سواء كانت سيما أو تليفزيون لا تكتفى بإمتاع المشاهد سواء من خلال الصورة أو الحبكة الدرامية أو الحوار والتمثيل فقط، بل تأخذك إلى آفاق أخرى يمتزج فيها الشخصى بالتاريخى والرمز بالواقع وتتركك ليس مستمتعا فحسب، بل تقلب فى أوراقك القديمة لتكتشف أنها لا تزال تحرك أياما وأحداثا فى حياتك.

بالطبع يمكن الاحتفاء بمسلسل ليالينا 80 من خلال الصنعة المبدعة والشاعرية للمخرج أحمد صالح فى نقل المشاهد إلى زمن الثمانينيات بكل تفاصيله والمزج الناعم المتناغم بين الدراما واللقطات الحية من زمن الثمانينيات، وهنا تتحول اللقطات الحية إلى وعاء يحتضن الدراما.

ويمكن بالطبع الاحتفاء بالأداء الراقى والعبقرى والمسلسل للفنان خالد الصاوى، ولا أظن أن أحداً من نجوم رمضان يستطيع منافسة خالد الصاوى إلا الفنان الكبير محمود حميدة فى مسلسل (لما كنا صغيرين)، والأداء الجيد جدا للفنانة صابرين، والفنانة غادة عادل التى جرت نحو لبس شخصيتها، ولم تهرول نحو الماكياج وعمليات التجميل فجاء شكلها ملائما وداعما لشخصيتها.

وأعتقد أن أداء الفنان إياد نصار قد شابه بعض المبالغة، ولكن التمثيل بشكل عام ممتع، وأريد أن أحيى بشكل خاص الفنانة، فى دور الممرضة وبنت خالة صابرين.

إذا شاهدت المسلسل بوصفه قصة أو مسلسلاً عن واقع عائلتين من طبقة اجتماعية مختلفة يجمعها حادث يصيب أعز ما لدى الأسرتين فسوف تستمتع بمتابعة أحداث العائلتين وكيف ستدور بهما رحى الأيام والأحداث.

ولكن المتعة الحقيقية فى مسلسل ليالينا 80 أن هناك مستوى آخر من متعة الفكر ورؤية أكثر شمولا للأحداث، رؤية تحركها الحدث الرقمى فى عنوان المسلسل، وهو رقم أو بالأحرى عام 80.

عام 80 عام حاسم وكاشف فى تاريخ مصر، حاسم لأنه أنهى حكم الرئيس الراحل السادات وكاشف لأنه كشف مدى القوة والنفوذ الذى وصلت إليه التنظيمات التكفيرية، ويمثل مشهد اغتيال السادات الذى بدأ به المسلسل ذروة قوة التكفيريين.

ولذلك يمكن أن تستمتع بالمسلسل من خلال رؤية أكثر عمقا وارتباطا بالتاريخ، رؤية تمزج بحرفية وإبداع بين الأشخاص والأحداث أو تحليلها، فالعمى الذى أصاب جميلة ابنة الطبقة الراقية أو الفئة العليا من الطبقة المتوسطة وفقدان الشاب رضا قدمه ورزقه تبدو علامات لما سقط فى الثمانينيات وسيتأثر به الأجيال القادمة، والكاتب يشير فى لقطات سريعة لبعض من كوارث الثمانينيات وتوابع قوة التكفيريين، الشركة التى تعمل بها غادة عادل تهدم المسارح ودور العرض لصالح شخصيات خليجية غامضة حتى الآن، هدفها إضعاف الفن والتخلص من دور العرض لصالح ناطحات سحاب من الأسمنت بلا روح، إن رحيل السادات على يد التكفيريين الذين آواهم ودعمهم لا يمكن النظر إليه سوى لفصل من فصول المأساة، مأساة المؤامرة على دين ودنيا المصريين، وما زرعه السادات فى السبعينيات نما وترعرع فى حقبتى التمانينيات والتسعينيات، بل إن بعضا من حصاده المر لا يزال يحاول أن يقاوم حتى الآن، سواء فى سيناء أو الأفكار التشددية التى وجدت دعما محليا وإقليميا فى السبعينيات من القرن الماضى.

ولكن أعلى درجات هذا المزج الرائع بين الرمز والشخصية الدرامية يتجلى فى شخصية جلال التى جسدها خالد الصاوى، إن جلال أستاذ الفلسفة المؤمن بالمنطق والجمال والحب تتكثف أزماته فى الثمانينيات ويصبح عاجزاً عن هزيمتها، الإقالة من عمله كأستاذ جامعى، وعقله وأعصابه أصبحا عاجزين عن التأقلم المجتمعى مع صدمة رحيل زوجته وغياب ابنته، واضطر لترك منزله وذكرياته بالإضافة إلى عمله، فإن جلال خسر أو كاد يخسر كل شىء فى بداية الثمانينيات، ولكنة لا يزال يقاوم ويعافر مع الحياة مؤمنا بقدرته على التواصل مع المستقبل، هذا المستقبل يتمثل فى جميلة وربما يمتد إلى آخرين مع توالى الأحداث، وحتى صدمة أو عذاب رحيل زوجته تشعر فى بعض كلمات أنها تلك الروح المصرية التى جرى تشويهها بإصرار، يصفها بأنها عاشقة للحرية والاستقلالية فى محور حواراته مع جميلة، حتى الآن لا يزال جلال يخسر معاركة مع جميلة، إلا أننا لا يجب أن نستبق الأحداث أو بالأحرى الحلقات، فعلى الرغم أنه جلال الرمز قد خسر معركته أمام الإرهاب والسلفية المتشددة وانتشار الخرافات وتراجع قيم الجمال، إلا أن من حق المؤلف أن تكون له رؤيته الخاصة فى بطله جلال..

نحن أمام مسلسل نجح مؤلفه أحمد عبد الفتاح ومخرجه أحمد صالح وأبطاله أن ينجوا من رتابة وملل وتفاهة المستوى السائد للدراما فى السنوات الأخيرة.

2- معركة العنوان

رغم أن الشياطين محبوسة فى شهر رمضان الكريم، ولكن النفس أمارة بالسوء، ولقد غلبتنى هذه النفس وأنا أتابع عناوين بعض مسلسلات رمضان، وأحسست ببعض من كيد النسا، فالنجمة ياسمين عبد العزيز التى طلقت من زوجها بعد خيانته لها، وتعيش قصة حب الآن أطلقت على مسلسلها اسم (ونحب تانى ليه) وهى تقول بالحرف فى المسلسل طبعا: أنا صغيرة وحلوة ومن حقى أحب تانى، أما الممثلة ريهام حجاج والتى تزوجت طليق ياسمين فعنوان مسلسلها (لما كنا صغيرين) أما النجمة ياسمين صبرى فمع تجربة زواجها الثانى تلعب بطولة مسلسل (فرصة تانية)، ربما يكون الأمر مجرد تخاريف صيام، بس المنافسة عالية فى الملابس السنييه والشنط الماركات بين ياسمين صبرى وريهام حجاج، بينما لا تزال ياسمين عبد العزيز هى الأخف وجمالها طبيعى.

3- صون العهد

سيلفا أو يسرا فلا تزال مخلصة لموديلها القديم، ، حياة الجوهرى، فى إيد أمينة، لقاء على الهواء ثم خيانة عهد، البطلة الطيبة الشهمة ذات المبادئ التى يحاربها ويخونها الجميع، بس المرة دى اللى تعبنى ليه يسرا ما شفتيش الفنجان لها ولا لابنها عشان تعرف أنه فى خطر، ولا تعرف أنها ضحية خيانة، طبعاً لازمة الفنجان إيه؟

ولكن ورغم هذه الملاحظة فأنا سعيدة بعودة سيلفا وبالطبع الفنان الكبير عادل أمام، وبعودة مسلسلات العدل جروب خاصة أن نيللى كريم وآسر ياسين يقدمان مسلسلا ممتعا.

4- المهمة القادمة

بالطبع سبقنى الكثيرون فى الإشادة بمسلسل الاختيار، ومن قبل فيلم الممر، لقد حققنا نجاحا فى المسلسلات أو الأعمال الوطنية التى تلقى صدى هائلاً لشعب متعطش للمعرفة والفخر بأبطال وطنه، ولا شك أن مردود هذه الأعمال أفضل ملايين المرات من آلاف المقالات أو البرامج التى تسب وتشتم فى الإخوان والتكفيريين ليل نهار، وقد فرحت جدا بأثر المسلسل على الشباب تحديدا، وأنا أدرك الجهد والأموال التى يتطلبها تنفيذ مثل هذه الأعمال بمثل هذه الكفاءة والإبداع، ولذلك أقترح أن يبدأ بعض المبدعين فى تنفيذ أفكار مسلسلات ذات حلقات منفصلة على أبطالنا وهم كثر، أو العودة للسباعية التى عرفها التليفزيون المصرى فى الستينيات، وهى مسلسل من سبع حلقات، ومثل هذه الأفكار ستسمح للمصريين خاصة الشباب منهم فى التعرف على عدد أكبر من أبطال مصر، رحم الله الشهيد المنسى وكل زملائه الشهداء.