علي جمعة: "موسى" أُرسل لفرعون لإخراج بني إسرائيل من مصر بعد تعرضهم للتعذيب (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن المحادثة بين سيدنا موسى عليه السلام، وبين فرعون التي وردت في القرآن الكريم، حدثت في منطقة واسعة في الوجه البحري وجزء من بدايات الصعيد، موضحًا أن الصف وميت رهينة كانوا هما منفى القديمة وقصر فرعون كان يوجد بها، ولكنه كان يتنقل في أكثر من مكان في مصر.

وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن هذا المكان دخله سيدنا موسى عليه السلام، مع زوجته ليلًا حتى لا يراه أحد، وذهب لأمه وأخيه هارون، وبني إسرائيل حينئذ كانوا نحو 600 ألف ويزيدون، موضحَا أنه كان هناك حب شديد مع قلق في قلب فرعون تجاه "موسى"، منوهًا بأن بني إسرائيل في عهد موسى، استشعروا الذل والمهانة من ناحية واستشعروا بالخطورة من ناحية أخرى، وقرروا الرحيل من مصر، لكن فرعون لم يكن يرضى عن هذا الرحيل.

وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن بني إسرائيل أثناء تواجدهم في مصر كانوا يعملوا في الصياغة، وتعلموا خبرات كبيرة في الزراعة، وفرعون كان يرى أنه لا يمكن أن يحققوا ثروات من مصر ويتركوها، موضحًا أن رجوع سيدنا موسى لمصر لم يكن لدعوة المصريين إلى الله، وإنما الغرض الأساسي من إرسال سيدنا موسى لفرعون كان إخراج بني إسرائيل من مصر وعودتهم لديارهم وانقاذهم من العذاب الذي كانوا فيه بسبب فرعون ودعوتهم إلى الله، مشددًا على ان فرعون اظهر لبني إسرائيل العذاب وكان يذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم وكان مشهور عنه الطغيان، وكان هناك شائعة بين بني إسرائيل إن فرعون لا يموت، منذ طفولة سيدنا موسى وهارون، وساعد على انتشار هذا الشائعة أنه عاش لفترة طويلة.

وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، خلال تصريحات سابقة بالبرنامج، إن الله- سبحانه وتعالى- لما أرى سيدنا موسى - عليه السلام- من آياته الكبرى بـ طور سيناء أمره أن يذهب إلى فرعون لأنه طغي.

واستشهد « جمعة» بقوله - تعالى- في سورة طه: «اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)».

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن جعل سيدنا هارون- عليه السلام- نبيًا كان قدر عند الله معلوم، لافتًا: لذلك استجاب لسيدنا موسى - عليه السلام-، قال- تعالى-: « قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ »، موضحًا أن الله - سبحانه وتعالى- هو من وفق سيدنا موسى - عليه السلام- للدعاء بهذا الأمر، قال - سبحانه-: « وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ».

وأشار الدكتور على جمعة إلى قوله - تعالى- أيضًا -: « وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا»، مؤكدًا في بداية الحلقة أن كليم الله موسى - عليه السلام- كان جادًا في صفاته وأفعاله وأقواله، حتي نستطيع أن نقول إن مفتاح شخصيته كانت الجدية، وتراها في كل موقف من المواقف التي قص فيها الله علينا قصته- عليه الصلاة والسلام-.