رامى المتولى يكتب: الأفضل فى الحلقات الأولى لدراما رمضان

مقالات الرأي



الحلقات الأولى من دراما رمضان التليفزيونية لا يمكن أن تعكس رأياً نهائياً عن أعمالها، لكنها بالتأكيد تعكس عناصر جودة وتميز فى عدد من الأعمال من إجمالى أكثر من 20 مسلسلاً مصرياً تعرضها القنوات التليفزيونية والمنصات الإلكترونية، لا شك أن موسم رمضان 2020 هو أفضل من نظيره العام الماضى، التنوع أكثر والجودة الفنية تحققت فى الحلقات الأولى لعدد من المسلسلات، والصناعة استطاعت تفادى أزمة تطبيق الإجراءات التى أقرتها الحكومة المصرية للحد من انتشار فيروس كورونا.

ربما يكون العنصر الأبرز فى هذا الموسم هو غياب الكوميديا على الرغم من وجود مسلسلات تصنف كوميدية، وهذا النوع من المسلسلات يعد هو الأهم فى الدراما التليفزيونية ولا غنى عنه فى موسم رمضان، لكن المسلسلات الكوميدية لم تسد الفراغ، باستثناء مسلسل «اللعبة» الذى يشهد عرضه الثانى والأول على شاشة تليفزيونية فى هذا الموسم بعد عرضه من أسابيع قليلة عبر منصة إلكترونية، أعمال لا تصنف كوميدية كمسلسل الجريمة «100 وش»، والمسلسل الرومانسى «ونحب تانى ليه» ضمن كوميديا يمكن تقييمها أنها الأفضل، فهذان المسلسلان إلى جانب الحوار الجيد يمكن ملاحظة تواصل بين عدد من أبطالها انعكس على الشاشة بشكل إيجابى، نيللى كريم وآسر ياسين فى «100 وش» وسوسن بدر وليلى عز العرب وإيمان السيد وياسمين عبد العزيز فى «ونحب تانى ليه».

الكبار موجودون وفرضوا وجودهم بأدائهم التمثيلى بالتأكيد الثنائى سوسن بدر وليلى عز العرب فى «ونحب تانى ليه» جهدهما واضح فى تقديم الشخصيات على الشاشة وتحديدًا ليلى التى تتحمل عبئا كونها فى مرحلة عمرية أكبر والمكياج ساعدها على ذلك وحركة الشخصية المعدومة عوضتها أدائيًا فى أدوات أخرى منها الصوت والتعبير بالوجه، فى «الفتوة» أحمد خليل ورياض الخولى يقدمان شخصيات مركبة طبيعتها متقلبة، تملك سلطة لكن لديها مشاعر تتحكم بها وبأفعالها، رياض الخولى يصدر الشعور بالكراهية والطمع والقسوة ويضع على وجه الشخصية شعوراً زائفاً بالامتنان والطيبة وقت الحاجة، وأحمد خليل يجسد القوة والحكمة لفتوة فى أيامه الأخيرة بعد الوهن وغياب القوة الجسدية.

ومن نفس المسلسل يأتى أداء ضياء عبد الخالق، الممثل صاحب الشخصيات التى تحتل مساحات ليست ضخمة فى الأعمال لكنها مؤثرة بشكل كبير ومحفزة للتفاعل بين الشخصيات الأخرى وهو ما يظهر بوضوح فى «الفتوة»، شريف منير لم يقدم أداء تمثيلياً بهذه الجودة منذ وقت طويل، نستطيع القول إن شخصية عبد الله فى «ونحب تانى ليه» هى الأفضل فيما قدمه من أعمال منذ فيلم «من 30 سنة»، الشخصية تفاصيلها تفرض أن تظهر بشكل قوى فى أعين من حولها، لكن هناك ضعفاً وندماً دائماً مصاحبين لها بسبب القرارات التى تتخذها تتطلب أن تظهر هذه المشاعر فى أوقات محددة، هذه المشاعر هى مفتاح الشخصية بدونها لن يحدث التأثير المطلوب وسينعكس الأداء سلبًا على الدراما والممثلين الآخرين.

السيناريو والحوار فى «100 وش» لعمرو الدالى وأحمد وائل هو الأفضل والأكثر حيوية بين مسلسلات الموسم، إيقاع المسلسل جيد مقارنة بمسلسلات أخرى منها «الفتوة» لهانى سرحان الذى يعانى من بطء وعرض مطول للشخصيات وغياب للأحداث بالشكل المطلوب والمفترض أنها تمنح المسلسل حيوية يفتقدها، على الرغم من كونها مطلوبة نظرًا لطبيعته المتعلقة بصراع الفتوات وانتشار الظلم بسبب بعضهم، لكن مسلسلاً يعوض هذه العيب فى السيناريو بتصميم إنتاج هو الأفضل بين مسلسلات رمضان، حيث يصور منطقة الجمالية وما حولها بديكور جيد ينقلنا لأجواء القاهرة فى هذه المرحلة التاريخية.