حكايات أبطال القوات المسلحة خلال مواجهة الإرهاب فى رمضان

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



يعتبر رمضان شهراً مميزاً للمصريين لما فيه من مظاهر دينية وروحانية، إلا أنه فى نظر الجنود أبطال القوات المسلحة، يحمل ذكريات وحكايات لا تنسى ممزوجة بالدماء والعرق فى سبيل الدفاع عن الأرض والعرض خلال الشهر الكريم.

بابتسامة طويلة مع تداعى الذكريات عن خدمته بالمنطقة المركزية الغربية، قال رديف «بيشوى»، إنه « فى حياتى المدنية كنت أساعد أفراد كنيستى فى تنظيم إفطار لأخوتنا المسلمين فى رمضان وعندما حل الشهر أثناء خدمتي، شاء القدر أن أكون مسئولاً عن الميس فى الكتيبة وإفطار زملائى كما كنت أفعل قبل التجنيد، وكانت جملة قائد الكتيبة المعتادة يومياً عندما يستدعينى: هتفطرنا إيه النهاردة يا بيشوى؟».

حسب بيشوى فإن الخدمة فى القوات المسلحة تتيح للجندى التعرف على شباب من مختلف المحافظات البحراوى والصعيدى مع السيناوى ولكل مجموعة إبداع خاص فى الطعام كان يظهر فى الإفطار مع رغبة كل فرد فى أن يؤكل زملاءه أكلة شهيرة فى مسقط رأسه و»كنت أشعر بلذة وفرحة عارمة بعد كل إفطار لزملائي، وكنت اسألهم :عجبكم الأكل؟ والرد كالعادة ساخراً: دة بيشوى إللى بيطبخ مش أى حد».

«فى رمضان عرفنا من هم أخوتنا الذين لم تلدهم أمهاتنا»، بتلك الكلمات بدأ رديف «محمد» حديثه وقال: «أتذكر فى الشهر الكريم فى أوقات الصلاة على وجه الخصوص، كان زملائى الأقباط فى الكتيبة ينادون على بعضهم لتأمين المصلين من الجنود والضباط وكان زميلى مايكل يتذكر مواعيد الصلوات بدقة متناهية، وعندما كنت اسأله كان رده جميلاً كالعادة قائلاً « ومين اللى هيأمنك وأنت بتصلى؟».

وأكد «محمد»، أنه «خلال شهر رمضان كان زملاؤه من الجنود الأقباط يختارون أوقات الخدمة الشاقة فى الصباح ويصرون أن يتولوا كل المهام الصعبة خلال فترة الظهيرة والإفطار، فازددنا تعلقاً وترابطاً معهم، حتى بعد انتهاء خدمتنا، أصبحت أنا وكثير منهم أصدقاء إلى الآن».

وقال رديف بطل «صابر»، إن الأقباط فى كتيبته لم يطلبوا يوماً واحداً إجازة فى شهر رمضان، حتى يتسنى للجنود المسلمين أن يفطروا يوماً أو اثنين مع عائلتهم فى ذلك الشهر، وبعضهم كان يفضل البقاء فى الكتيبة خلال رمضان بالكامل.

وأضاف «صابر»، « كثير من الأقباط يتزوجون خلال شهر رمضان، واتذكر زميلى مينا فى كتيبتي، والذى أجل زواجه لما بعد الشهر الكريم، حتى لا يترك زملاءه وخدمته فى ذلك الوقت والذى تزامن مع وجود عمليات للجيش فى سيناء، وعلى الرغم من سماح قائد الكتيبة له بالإجازة إلى أنه أصر على التأجيل حتى بعد العيد وانتهاء العمليات».

أما الرديف أيمن فقال إنه لم يكن يشعر بالتفرقة والتمييز خلال الشهر الكريم إذ كان جميع الضباط والجنود يؤدون مهامهم فى الكتيبة، ومبدأ المساواة واحد فى القوات المسلحة، وقائد الكتيبة كان يصر خلال أوقات الصيام على المرور بنفسه للتفتيش على نقاط الخدمات والتأمين والمراقبة، وكذلك باقى الضباط، مما أشعرنا بالحماسة وزاد من يقظتنا خلال الخدمة».

وأضاف « أيمن»، «وجبة الإفطار كانت واحدة لا يختلف طعام الجندى عن الضابط، وكانت تجمعنا مائدة واحدة فى بعض الأحيان، وأشهد أن قائدى كان يفضل الإفطار معنا داخل المدرعة بدلاً من الميس حتى لا يشعرنا بالتمييز أو التفرقة، فكان قائداً بحق».

وتذكر رديف بطل صاعقة «محمود « خدمته أثناء شهر رمضان بقوله إنه كان يخدم فى منطقة شمال سيناء، أثناء العمليات للقوات المسلحة ضد الإرهابيين، و»طلب قائدنا مجموعة لتقوم بالتمشيط فى منطقة مشتبه بها قرب موعد الإفطار، فأصابته الدهشة عندما أخبره كل ضابط برغبته فى التمشيط، كما أعد كثير من الجنود أنفسهم للخروج ووجد القائد 3 أضعاف العدد المطلوب يطلب اختياره للتمشيط وقت الإفطار».

وتابع «محمود»: «دائماً كنت أتذكر ثواب الجندى الذى بات يحرس فى سبيل الله، وأن عينيه لن تمسهما النار، وعندما حل رمضان أثناء خدمتي، تمنيت الشهادة فى ذلك الشهر، فنالها بعض المحظوظون من زملائى وقادتى».

وقال رديف « إسلام » إنه أصيب برصاصة فى قدمه خلال خدمته فى وسط سيناء خلال شهر رمضان، وكان يجب خضوعه لعملية جراحية عاجلة، وتم نقله للمستشفى «وقضيت أياماً للاستشفاء، وفوجئت بمجموعة من زملائى وقائدى ساعة الإفطار حاضرين ومعهم وجبات إفطار».