بسبب كورونا.. 100مليون جنيه خسائر حفلات الإنشاد الدينى فى رمضان

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أدت أزمة انتشار فيروس كورونا إلى تغييرات واضحة على العالم أجمع، وكانت تداعيات إلغاء كافة الفعاليات الثقافية والحفلات بكل أنواعها لها مردود مؤثر على الجميع الذين حاولوا تعويض عدم التجمعات بحفلات «أون لاين» ولكن مع حلول شهر رمضان وإغلاق المساجد افتقد الكثيرون الحفلات الدينية الروحانية التى يعد شهر رمضان موسم رواجها.

ومن أشهر الفرق التى كانت تقيم حفلاتها بشهر رمضان، فرقة المولوية التى يقودها عامر التونى، وأيضًا المنشد محمود ياسين التهامى، وفرقة الحضرة، والشيخ إبراهيم السوهاجى، كما تعد الأوبرا، ساقية الصاوى وكالة الغورى، والربع، وشارع المعز من أشهر الأماكن التى كانت تستضيف تلك الحفلات ولكن كل هذا توقف بسبب «كورونا».

وأكد المنشد عامر التونى، أن الظروف التى يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا أثرت على قطاعات كثيرة واقتصاد دول كبرى، وأنه من المنطقى أن يتواصل التأثير نحو مجال الإنشاد الدينى، مبينًا أن هذا التأثير تضاعفت خسائره بشهر رمضان كونه الشهر الذى تنتظره جميع الفرق الدينية بكافة أنواعها لتحقيق الربح والتواصل مع الجمهور، مشيرا إلى أن هناك فرقًا لا تعمل سوى فى موسم رمضان طوال العام.

وأضاف «التونى» لـ«الفجر» أن فن المولوية يصعب تقديمه «أون لاين» لأنه يحتاج إلى وجود جمهور ويعتمد على الاتصال الروحى بين المنشد وتفاعل جمهوره معه، واصفا اللجوء للحفلات «أون لاين» بأنها منزوعة الروح.

وبشأن الخسائر التى لاحقت فرقته قال إن الفرقة كانت تسافر على مستوى دول العالم بشهر رمضان على الأخص، بجانب الشهور الأخرى، وتخطت خسائرها فى شهر رمضان فقط الـ 700 ألف جنيه، مع حرصه الدائم على التواصل مع أعضاء الفرقة لتعويضهم على قدر المستطاع.

وأوضح محمود ياسين التهامى، أنه حاول التواصل مع جمهوره من خلال الحفلات «الأون لاين»، إلا أنه رأى أن تلك المحاولات لن تجدى نفعًا فى النهاية فى ظل استمرار أزمة «كورونا». وأكد لـ«الفجر» أن شهر رمضان يعمل فيه بهذا المجال ما لا يقل عن 7 آلاف شخص، فى مجال الإنشاد الدينى، موضحًا أن جميع هؤلاء الأشخاص تضرروا من الأزمة ولا يملكون مصدر رزق آخر للإنفاق على أسرهم، رغم مبادرات مساعدتهم لكن عددًا كبيرًا منهم لم يحصلوا على أى مبالغ مالية لمساعدتهم. وذكر «التهامى» أن فرقته على سبيل المثال خسرت خلال الموسم الرمضانى فقط ما يفوق المليون جنيه خلاف خسائر مدرسة الإنشاد، حيث كان يتجاوز عدد الحفلات فى رمضان الثلاثين حفلة، بمعدل حفلين فى بعض الأيام أحدهم بعد الإفطار والآخر بعد السحور.

وشدد على ضرورة تواصل وزارة الثقافة مع المنشدين وعمل حفلات «لايف» لهم على أن يتم توفير مسارح الأوبرا ومساعدة الفرق لتخطى الأزمة، مشيرًا إلى أنه قام بإعادة 350 ألف جنيه عربون حفلات تم إلغاؤها.

وبيّن أنه سيتعرض لأزمة كبيرة فى حالة تمديد وقف الفعاليات بسبب الالتزامات العديدة ومحاولة موازنة الوضع الاقتصادى لأعضاء الفرقة، وإلزامه برد عربون 15 حفلة بعد العيد. وكشف «التهامى» تفاصيل تضرر الـ 7 آلاف فردًا من إفساد موسم الإنشاد الدينى والتنورة بموسم رمضان، موضحًا أن كل شخص يتقاضى ما لا يقل عن 500 جنيه يوميًا وهو ما يتسبب فى خسائر تتخطى المائة مليون جنيه فى هذا الشهر فقط. فى سياق متصل، قال راقص تنورة بوكالة الغورى، - رفض ذكر اسمه - إنه احترف رقص التنورة كهواية منذ أن كان عمره 10 سنوات وحاليًا عمره 40 عامًا، منوهًا أنه ولأول مرة فى حياته يرى موسم شهر رمضان يمر بهذا الشكل.

وأوضح أنه بجانب عمله فى الوكالة يشارك فى حفلات خاصة، مبينًا أن دخل أصغر راقص بالفرقة لا يقل عن 500 جنيه فى اليوم، مردفًا أن الحفلات تمتد على مدار الشهر.

وأشار إلى أن الوكالة تلقت خسائر فى موسم شهر رمضان فقط ما يقرب من 100 ألف جنيه بعد وقف الحفلات، رافضًا فكرة أن يكون هناك بديل لتعويض الحفلات لأن فكرة وجود رقص بدون جمهور مرفوضة تمامًا، والراقص وقتها سيتحول لممثل ولن يصل لفكرة الاتصال الروحى المنشود من وراء عروض التنورة.