نجلاء بدر: الستات فى زمن «الفتوات» كانت للمتعة والخدمة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


قالت: مقدرش أقلد تحية كاريوكا

فنانة استثنائية صنعت لنفسها بصمة قوية فى الدراما وحجزت لنفسها مكانا مميزا فى الماراثون الرمضانى، وتنافس نفسها فى هذا العام بعملين مختلفين، وتقدم شخصية جميلة الفتاة الشعبية التى تلجأ للعمل كغزية فى عصر الفتوات، والدور الثانى تجسد شخصية لبنى ربة المنزل الطيبة التى تتقى شر الناس فى البرنس.. هى النجمة نجلاء بدر.

■ هناك 3 أعمال فى الموسم الرمضانى تحاكى زمنًا غير الواقع الذى نعيشه «الفتوة» قبل 100 عام و«النهاية» بعد 100 عام و«ليالينا 80» كيف ترين استقبال الجمهور لتلك الأعمال المختلفة وهل سيكون عامل جذب لهم؟

هذه التنويعة فى الأعمال بصراحة شديدة جميلة، فهذا العام هناك أعمال معاصرة وأخرى مستقبلية وأعمال من الماضى البعيد، بخلاف الأعمال الكوميدية، فهى تشكيلة دسمة للمشاهد، ومن يرغب فى مشاهدة عمل سيجده فكبار السن الذين يحبون النوستالجيا والذكريات سيحب الأعمال القديمة والشباب من هواة «حرب النجوم» وأعمال الأبطال الخارقة وخلافه سيحب «النهاية»، وهى تجربة جريئة تحسب له لأنه أول من فكر خارج الصندوق وفتح مجالاً جديدًا وفكرًا جديدًا على الدراما المصرية، وإن كان التخوف فى المقارنة بالتجربة الأجنبية فى التنفيذ سواء فى التصوير أو المونتاج، ورغم ذلك فهذه التشكيلة جمعت الأذواق كلها فى الدراما، أما بالنسبة لـ«الفتوة»، فنحن نقدم عملا دراميا فى حقبة تاريخية قديمة لم نعاصرها ولم يتم تناولها من قبل، فعصر الفتوات بدأ فى عام 1850 أيام الاحتلال العثمانى، وهو عصر افتراضى لم يشاهده الشباب من قبل، وقد تكون السينما تناولته من قبل فى بعض الأفلام، لكن الفتوة يختلف شكلا وديكورا ويلمس الواقع القديم كتاريخ أما القصص المقدمة به معاصرة لأنها قصص اجتماعية مستمرة على مدار الأجيال مثل الحب والكره والزواج والطلاق، فهى مشاعر إنسانية لو حذفنا الزمن منها ستنطبق على أى زمن.

■ حدثينا عن شخصة جميلة الغزية فى الفتوة؟

- لا أستطيع تصنيفها كغازية فهى عملت كغزية لفترة ما وظروف معينة مرت بها من خلال أحداث المسلسل، وهى فتاة مصرية من حى الجمالية تعرضت للظلم من أحد الأشخاص بالحى فخرجت من الحى وهى على يقين أنها ستعود للجمالية معززة مكرمة لتأخذ حقها ممن ظلمها، وهى شخصية ثرية لديها العديد من الأمور الداخلية تجعلها تتحول أكثر من مرة، ونجدها تحتك بالفتوات منهم من يفرض الإتاوة ومنهم من يرد حقوق الغلابة وسنجد منهم من يحبها وستمر بالكثير من الأحداث لتعيد حقها، وللعلم رغم أن المسلسل تدور أحداثه فى زمن الاحتلال العثمانى، إلا أننا لم نتناول حكم العثمانين تماما، والعمل اجتماعى بحت لا يتحدث عن السياسة من قريب أو بعيد ولم يتناول تاريخ الحقبة بل إطار شعبى شكلى لحى الجمالية فى عصر الحجارة حتى أننا صورنا فى بيت السحيمى.

■ هل جميلة يغلب عليها طابع الخير أم الشر؟

- هى شخصية متقلبة بين الخير والشر، عندها أشخاص تكرها وأشخاص تخاف منهم، وآخرون تحبهم وتفديهم بروحها، فهى تركيبات ترينها شريرة مع شخص أذاها، وتخاف من آخر لأنه أضرها كثيرا، ونجدها مع من تحب جدعة وبنت بلد وتقف بضهره لذا فهى شخصة غنية ومليئة بالمشاعر المختلفة، وتتحول من فرد لآخر تلك التحولات تجعل المشاهد يراها غلبانة فى وقت وقوية فى وقت آخر.

■ كيف استعددت للشخصية خاصة أنه كان هناك تصريح لك برفضك تقمص روح تحية كاريوكا عند تجسيد جميلة؟

- هذا حقيقى، فعندما مسكت الورق فى البداية بدأت أبحث عن شكل للشخصية وأتساءل من تشبه هذه الشخصية نجمات السينما، وأنا «مقدرش آجى جمب تحية كاريوكا»، وخفت من تقليد تحية كاريوكا، حتى أنى شاهدت فيلم سمارة، لكننى لم أجدها مطابقة لها، فهى نموذج مختلف عن جميلة، فجميلة أضعف بكثير من كاريوكا، كما أننى شاهدت فيلمًا آخر وهو «المعلمة» كان فى عصر الفتوات ولم أجد فيها روح جميلة على الإطلاق، فجميلة ضعيفة وغير مالكة لزمام أمورها، وأنا لم أرغب فى إعادة سمارة خاصة أن الفنانة غادة عبد الرازق سبق وقدمته فى عمل درامى بنفس الإسم، فلماذا لا تصبح جميلة شخصية متفردة وجديدة كليا عما سبق تقديمه.

■ برأيك بماذا تختلف الفتاة الشعبية حاليا عن عصر الفتوات؟

- الحرية والحقوق فالمرأة فى عام 1900 كانت ليس لها حقوق فى إبداء الرأى، ولا تخرج للطريق إلا وهى مغاطاة الوجه ولا تمارس الحياة بسهولة، ولا تعمل فكل ما تستطيع عمله هو أن تجلس بجوار المشربية، وللعلم أنا كنت أتمنى أن أعيش فى عصر «الملاية اللف واليشمك»، لكن عندما قرأت فى تاريخ تلك الحقبة وجدت أنها كانت مسلوبة الحقوق فالمرأة فى هذا العصر للمتعة والخدمة فقط، أما الآن النساء أخذت حقوقها بشكل واسع.

■ كيف ترين الخير والشر فى عصر الفتوات؟

- التنافس على الفتونة مثل فكرة التنافس على السلطة، فمن يملك الفتونة، ويصير الفتوة يصبح الحاكم الآمر، وأعتقد أن نظرية الخير لابد وأن ينتصر فى النهاية ليست نظرية مطلقة، وإنما نظرية دراما، وأكبر دليل على ذلك أن أحيانا يكون هناك سيئون يحصلون على مراكز ووقتها الشر ينتصر وهو ما ينتج عنه وقوع الظلم على الناس، حتى لو لم يستمر والسلطة أحيانا تغير من النفوس.

■ إلى أى مدى استطاع خيال المؤلف أن يجسد عصر الفتوات بشكل أقرب للواقع؟

- دعينا نتفق أنه لا يوجد أحد عاصر تلك الحقبة، وحتى الأفلام التى قدمت كانت خيالاً لكتابها، ولأننى قدمت دور الغازية فبحثت عن العوالم فى تلك الفترة، وبدأت أشاهد بديعة مصابنى، لكن أصولها شامية وأنا لم أحب أخذ شيئا من واحدة غير مصرية فبحثت عن بمبة كشر ولم أجد لها سوى صور وكانت الفكرة أن نقترب لسنوات 1940 و1950 لآخذ من روح الفترة، ولكن المرجعية الأصلية غير موجودة إلا فى الكتابات، كما أن المؤلف قدم نسيجًا للمصريين فى الحى الشعبى وعلاقات جديدة والشخصيات كلها تقابل بعضها فى المسلسل، وهناك تكوين لمشاعر الحب والكره والغيرة والتنافس فى حى واحد.

■ حدثينا عن كواليس العمل..

- فى البداية رشحنى للعمل ياسر جلال وأنا علاقتى به رائعة، وكان فى البداية الورق غير مكتمل، وكان ذلك ميزة وعيب، العيب أنى لم أكن أعرف كل تفاصيل الدور والميزة أننا كنا نجلس سويا ونعمل على بناء الشخصيات ونسيج العمل.

■ حدثينا عن لبنى فى «البرنس»؟

- هى ربة منزل زوجة للفنان محمد رمضان وأم أبنائه، وهى شخصية طيبة للغاية لا تحب المشاكل ترغب فى الحفاظ على بيتها وتتقى شر الناس، وهى شخصية محورية فى دراما المسلسل فالخط الخاص بلبنى يعتبر المحرك الدرامى للحبكة الدرامية رغم أن الخط الخاص بها سريعة، وأنا حبيت الشخصية جدا ومختلفة جدا عن جميلة وأنا سعيدة بأن الدورين مختلفين جدا وأتمنى أن ينالا إعجاب الجمهور.